Please Wait
6001
من المدن التی وردت الاشارة الى فضلها فی الروایات مکة المکرمة، المدینة المنورة، کربلاء، الکوفة، قم و....
و یستفاد من الآیات الکریمة و الروایات الشریفة أن للجنة عدة أبواب، و لکنها لیست من قبیل أبواب الدنیا التی تعد مدخلا للبیوت و البساتین و القصور و المؤسسات و غیر ذلک. بل هی أبواب تشیر الى الاعمال و الافعال المؤدیة الى دخول الجنة. و أهمیة مدینة قم و اختصاصها ببعض الابواب نابع من الایمان و التقوى و الاعمال الحسنة التی یقوم بها أهلها و ساکنوها بالاضافة الى وجود المرقد المطهر لاحدى حفیدات النبی الأکرم (ص) السیدة فاطمة بنت الامام الکاظم (ع) المعروفة بالسیدة معصومة. و مراد الروایات من کون أهل قم من أصحاب الجنة، المؤمنون و الخیرون القاطنون فی هذه المدینة الذین فازوا بالجنة لاسباب متعددة کالاخلاص فی العبادة و حب أهل بیت النبی الأکرم (ص) و الفقاهة و...
إن ملاک الدخول الى الجنة فی الاسلام یکمن فی الإیمان و العمل الصالح، و بما أن الائمة (ع) علموا أن طائفة کبیرة من أهل هذه المدینة تتوفر فیهم هذه الخصیصة التی تدخلهم الجنة، من هنا أشاروا الى أن أحد أبواب الجنة أو ثلاثة منها تختص بأهل قم، و لکن هذا لا یعنی التفاوت و التمایز الطبقی قطعاً.
من بین البلدان و المدن فی العالم هناک بعض المدن التی تحظى بقداسة خاصة لدى المسلمین کمدینة مکة المکرمة، المدینة، القدس و کربلاء و...و قد أشارت الروایات الى أهمیة العبادة و السکن فیها و کذلک الانفاق فیها، بل حتى الموت فی هذه المدن له قیمة خاصة. و هذه الافضلیة نابعة من ممیزات خاصة موجودة فی تلک المدن أو ساکنیها کوجود الکعبة فی مکة المکرمة و قبر النبی الأکرم (ص) فی المدینة و مرقد الإمام الإمام الحسین (ع) فی کربلاء و...
و قد بیّن النبی الأکرم (ص) و الائمة الاطهار (ع) بعض فضائل تلک المدن. و من المدن التی أشیر الى فضلها مکة المکرمة، المدینة المنورة، کربلاء، الکوفة، قم و...
یستفاد من آیات القرآن الکریم و الأحادیث الشریفة أنّ للجنّة عدّة أبواب، و لکن هذا التعدّد للأبواب لیس لکثرة الداخلین الى الجنّة فیضیق علیهم الباب الواحد، و لیس کذلک للتفاوت الطبقی حتّى تدخل کلّ مجموعة من باب، و لا لبعد المسافة أو قربها، و لا لجمال الأبواب و کثرتها، فأبواب الجنّة لیست کأبواب القصور و البساتین فی الدنیا، بل تعدّدت هذه الأبواب بسبب الأعمال المختلفة للافراد. و لذا نقرأ فی بعض الأخبار أنّ للأبواب اسماء مختلفة، فهناک باب یسمّى باب المجاهدین، و روی عن الإمام الباقر (ع) «و اعلموا انّ للجنّة ثمانیة أبواب، عرض کلّ باب مسیرة أربعین سنة»[1].
و من الطف ما فی الأمر أنّ الآیات اشارت الى ثمان صفات من صفات اولی الألباب، و کلّ واحدة منها- فی الواقع- هی باب من أبواب الجنّة و طریق للوصول الى السعادة الابدیة. فالقضیة تشیر الى مفهوم واسع.[2]
من هنا لابد من القول بان المراد من أبواب الجنة هی العلل و الاسباب الموصلة للجنة، و قد اشار بعض المفسرین الى نکتة لطیفة جداً قائلا: من الظریف أنّ القرآن الکریم یذکر لجهنّم سبعة أبواب و طبقاً للرّوایات فإنّ للجنّة ثمانیة أبواب، و هذه إشارة واضحة الى أنّ طرق الوصول الى السعادة و جنّة الخلد أکثر من طرق الوصول الى الشقاء و الجحیم. و رحمة اللّه سبقت غضبه «یا من سبقت رحمته غضبه».[3] فلیس المقصود من العدد سبعة هنا " ستة + واحد" و لیس المراد من الثمانیة (سبعة+ واحد) بل القضیة أشارة الى کثرة عوامل الرحمة و المغفرة، من هنا نفسّر ما جاء فی بعض الروایات من إختاص بعض الابواب بأهل مدینة معینة إنما هو إشارة الى أسباب و عوامل الوصول الى الجنة المتوفرة لدى قاطنی تلک المدینة.
روی " عن صفوان بن یحیى بیَّاع السَّابرِیِّ قال: کنت یوماً عند أَبی الحسن الامام الرضا (ع) فجرى ذکْرُ قُمَّ و أَهله و میلهمْ إِلى المهدیِّ (ع) فترحَّمَ علیهم و قال: رضی اللَّهُ عنهم. ثمَّ قال: إِنَّ للجنَّة ثمانیة أبوَابٍ و واحدٌ منها لاهْلِ قُمَّ؛ و هُمْ خیارُ شیعتنا من بین سائرِ البلاد خَمَّرَ اللَّهُ تَعَالَى ولایتنا فی طینتهم".[4]
کذلک وردت روایات أخرى تشیر الى أهمیة مدینة قم و فضلها و لعل ذلک لما یتصف بها أهلها من الإیمان و التقوى و العمل الصالح و کذلک لوجود المرقد الطاهر لاحدى حفیدات النبی الأکرم (ص).
روی عن الإمام الصادق (ع) أنه قال:" إِنَّ لعلى قُمَّ ملکاً رفرف علیها بجناحیه لا یرِیدُهَا جَبَّارٌ بسوءٍ إِلا أَذَابَهُ اللَّهُ کذوب الملحِ فی الماء. ثُمَّ أَشار إِلى عیسى بن عبد اللَّهِ فقال: سلامُ اللَّه على أَهل قُمَّ یسقی اللَّهُ بلادهُمُ الغیثَ و ینزل اللَّهُ علیهمُ البرکات و یبدِّلُ اللَّهُ سیِّئاتهم حسنات، هم أَهْلُ رکوعٍ و سجُود و قیامٍ و قعودٍ، هم الفقهاءُ العلماءُ الفهماءُ هم أَهلُ الدِّرَایَة و الرِّوَایَةِ و حسْن العبادة"[5].
بطبیعة الحال هذا لا یعنی أن کافّة من قطن هذه المدینة یعد صالحاً ورعاً تقیاً متکاملاً، فکما یوجد فی أشرف البقاع و المدن کمدینة مکة المکرمة و المدینة المنورة و فی عصر النبی الأکرم (ص) مجرمون و منافقون کذلک مدینة قم و غیرها من المدن المقدسة فیها الصالح و الطالح و المؤمن و الکافر.
من هنا ندرک أن مراد الروایات المخبرة عن کون القمیین من أصحاب الجنة، هم المؤمنون و الصالحون منهم الذین یکثر تواجدهم فی المدینة و یتصفون بصفات أهل الجنة کالإیمان و الورع و التقوى و صلاح الأعمال و الفقاهة و حب أهل بیت النبی الأکرم (ص). کذلک یستفاد من علّة الثناء على أهل قم بأن تلک الصفات لو توفرت فی أی شخص دخل الجنة سواء کان من القاطنین فی قم أو لا.
و على کل حال فالمعیار الذی وضعه الاسلام، و بما أن الائمة (ع) علموا أن طائفة کبیرة من أهل هذه المدینة تتوفر فیهم هذه الخصیصة التی تدخلهم الجنة، من هنا أشاروا الى أن أحد أبواب الجنة أو ثلاثة منها تختص بأهل قم.
لمزید الاطلاع على عدد أبواب الجنة و خصائصها انظر موضوع: عدد أبواب الجنة، السؤال رقم 1444(الرقم فی الموقع:1466).