بحث متقدم
الزيارة
6638
محدثة عن: 2008/06/23
خلاصة السؤال
ما حکم المزاح مع الأجنبیة عن طریق الرسائل الهاتفیة؟
السؤال
هل یحرم المزاح مع الفتاة الأجنبیة التی لا أنوی الزواج بها إذا لم یکن مبتذلاً و نابعاً من الهوی و الشهوة و ذلک عن طریق رسائل الهاتف (الموبایل)؟
و ما هو حکم هذا النوع من المزاح مع زمیلات الدراسة؟
علماً‌ بانی من مقلدی آیة الله الخامنئی.
الجواب الإجمالي

إن الالتفات الی بعض الملاحظات یمکنه أن یعینک فی الوصول إلی الجواب:

1. إن إحدی الغرائز القویّة للانسان هی الشهوة الجنسیة التی إذا طغت فلا یمکن السیطرة علیها أو یکون ذلک شاقّاً.

2. إن بروز و ظهور و غلبة الغریزة الحیوانیّة فی الانسان یکون بصورة تدریجیّة متصاعدة، و بتعبیر القرآن فان الشیطان یصل إلی أهدافه عن طریق سیاسة الخطوة خطوة[1].

و کذلک فانّ تتبّع و دراسة الکثیر من الذنوب و الجرائم التی تقع یومیاً فی مختلف المجتمعات یشیر إلی أن ذلک بدأ من قضایا بسیطة یسیرة.

و علی هذا فان الامتناع من وساوس الشیطان من البدایة و من الخطوة الاولی یکون أمراً سهلاً لأن قوة الشیطان و الغرائز الشهویة تکون حینئذ ضعیفة، و لکن إذا تبع الشخص فی الخطوة الاولی الشیطان و الهوی فیکون قد أضعف نفسه فی المواجهة معهم و تسبب فی تقویة القوی الشیطانیة و الغرائز الشهویة و فی هذه الحالة ستکون المقاومة أصعب و بعبارة اخری فان الوقایة خیر من العلاج دوماً.

3. لا شک أن المزاح مع الجنس المخالف حتی لو لم یکن مبتذلاً‌، فانه یوفّر الأرضیّة للانحراف و تسلّط الشیطان.

و لهذه الأسباب فان الاسلام فی مقابلته للانحراف عمل علی منع مقدماته و مسبّباته، فمثلاً نهی‌الرجال عن الجلوس فی مکان المرأة قبل آن یبرد[2]. و أمر النساء ألّا یتعاملن مع الأجنبی بلین و ملاطفة[3].

و النتیجة هی انه من الأفضل أن تتجنّب المزاح مع الأجنبیة حتی لو لم یکن مبتذلاً. و ننقل فیما یلی بعض الاستفتاءات من مکاتب المراجع حول هذا الموضوع:

1. ما حکم الحوار و مبادلة الحدیث العادی مع الجنس المخالف؟

کل المراجع: فی صورة خوف الفتنة و الانجرار إلی الذنب لا یجوز.

2. ما حکم المزاح مع الأجنبیة؟

کل المراجع: إذا کان بقصد اللذة (الجنسیة) أو خاف الوقوع فی الذنب لا یجوز.[4]

و من الضروری فی الختام أن نؤکد علی ملاحظة و هی:

ان ما تقدم ذکره هو حکم کلی و علیه فلا فرق بین انواع المزاح (المزاح عن طریق المحادثة و الرسائل القصیرة و ...) و لا بین أنواع الأجنبی (زملاء الدراسة و غیرهم) أی أن المزاح مع الأجنبی إذا کان بقصد اللذة أو کان خوف الفتنة و الانجرار الی الذنب موجوداً فانه یحرم حتی لو کان الأجنبی زمیلاً فی الدراسة أو جری المزاح عن طریق رسائل الهاتف.



[1] البقرة، 168" و لا تتّبعوا خطوات الشیطان انه لکم عدوّ مبین".

[2] الطوسی، من لا یحضره الفقیه، ج 3، ص 467؛ "اذا جلست المرأة مجلساً فقامت عنه فلا یجلس فی مجلسها احد حتی یبرد".

[3] الاحزاب، 32 "فلا تخضعن بالقول فیطمع الذی فی قلبه مرض".

[4] رساله دانشجویی "رسالة الطالب الجامعی"، ص 191 و 192.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280329 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258942 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129731 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115915 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89625 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61176 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60456 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57420 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51840 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    47778 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...