بحث متقدم
الزيارة
5891
محدثة عن: 2008/06/23
خلاصة السؤال
هل إن النساء القرشیات یختلفن عن غیرهن من النساء فی مسالة الحیض حسب رأی آیة الله العظمى السیستانی؟
السؤال
حسب رأی آیة الله السیستانی، إذا کان هنالک امرأة غیر قرشیة، و قد رأت فی سن 50- 60 دماً له آثار و علامات الحیض، فالاحوط استحباباً، أن تعمل بوظیفة المستحاضة و کذلک تمتنع عن الأعمال التی منعت عنها المرأة الحائض، کیف یمکن تفسیر و فهم ذلک؟ و على الخصوص لا افهم فیما إذا أرادت هذه المرأة أن تعمل بهذا الاحتیاط الاستحبابی، هل علیها أن تحتسب هذا الدم على انه دم حیض، أم یجب علیها أن تعمل کما کانت قبل سن 50؟ إننی بحاجة إلى توضیحات تفصیلیة دقیقة.
الجواب الإجمالي

یقول آیة الله العظمى السید السیستانی بخصوص هذا الموضوع: الدم الذی تراه المرأة بعد إتمام الستین سنة لا یحکم علیه بالحیض، و ان النساء الغیر قرشیات بعد إتمامهن الخمسین إلى الستین عاماً إذا رأین دماً فیما لو رأینه قبل بلوغ الخمسین لحکم علیه بالحیض بشکل قطعی، فالاحوط استحباباً أن یجمعن بین أعمال المستحاضة و تروک الحائض.[1]

کما تلاحظون، قد جاء فی هذه المسألة ان الاحتیاط استحبابی و هذا یعنی، لا یجب على النساء الغیر قرشیات أن یعملنَّ بهذا الحکم، و بعد إتمامهن الخمسین سنة إلى الستین رأین دما له آثار و خصائص الحیض، فیستطعنَّ إعتباره دم حیض و یترکن الاعمال التی حرمت على الحائض.

اما إذا أردن أن یحتطن، فیجب علیهن فی هذه الحالة أن یجمعن بین اعمال المستحاضة و تروک الحائض[2]و یؤدین عبادتهن فی نفس الوقت[3]، یقمن الصلاة و یصمن بالشکل الذی تقوم المستحاضة بتأدیة هذه العبادات.[4]



1- توضیح المسائل للمراجع، ج 1، المسالة 435، ص 253.

2- کمثل: 1- عدم مس کلمات القرآن الکریم، لفظ الجلالة بأی لغة کانت و الاحوط وجوباً عدم مس أسماء الأنبیاء و الأئمة المعصومین.

2- عدم قرأة الآیة التی تحتوی على سجدة واجبة.

3- عدم الدخول إلى المسجد الحرام و مسجد النبی (ص) حتى لو کانت ترید أن تدخل من باب و تخرج من آخر.

4- عدم التوقف فی المساجد الأخرى و لکن الدخول من باب و الخروج من آخر لا إشکال فیه، و الاحوط وجوبا أن لا تتوقف فی مراقد الأئمة الأطهار.

5- عدم وضع شیء فی المسجد أو اخذ شیء منه.

6- عدم الجماع .

بالطبع إن العبادات التی تشترط فیا الطهارة (الوضوء، الغسل، التیمم) تحرم کذلک على الحائض، کالصلاة و الصوم و الطواف باستثناء صلاة المیت، حیث تستطیع المرأة الحائض أن تصلیها، اما فی هذا المورد الخاص فیجب على المعنیة أن تعمل بعمل المستحاضة، راجع: العروة الوثقى،ج 1، فی إحکام الحائض، نفس المصدر فی غایات الوضوء توضیح المسائل للمراجع، ج 1، مسألة 355، العروة الوثقى، ج 1، آداب صلاة المیت.

3- توضیح المسائل للمراجع، ج 1 مسالة 442؛ العروة الوثقى، ج 1، مسالة 6.

4- مثلا لأداء فریضة الصلاة، یقول أیة الله العظمى السیستانی: إذا کانت استحاضة قلیلة، یعنی إن الدم لم یخترق القطنه، فی حالة رؤیة الدم یجب الوضوء لکل صلاة و ان تغییر أو تطهیر القطنه غیر واجبة، مثلا یجب الضوء لصلاة الظهر وفی حالة رؤیة الدم یجب الوضوء لصلاة العصر أیضا.

و إذا کانت استحاضة متوسطة، یعنی أن یخترق الدم القطنة حتى لو کان من جانب واحد، فیجب علیها الوضوء و الغسل، و هذا یعنی أن تقوم قبل کل صلاة بوظیفة القلیلة و کذلک تقوم بالغسل فی کل یوم قبل صلاة الصبح و قبل الصلاة الأولى التی رأت فیها الدم، و الاحوط وجوباً أن تغتسل أولا ثم تتوضأ و لکن فی المستحاضة الکثیرة إذا کانت ترید أن تتوضأ فیجب علیها أن تتوضأ قبل الغسل.

و إذا کانت استحاضة الکثیرة یعنی، إن یبلل الدم القطنة و یصل إلى المندیل الذی تربطه النساء لمنع الدم من الانتقال إلى مکان آخر، فالاحوط وجوباً أن تبدل أو تغسل المرأة القطنه و المندیل فی کل صلاة، و یجب علیها أن تأتی بغسل لصلاة الصبح و غسل لصلاة الظهر و العصر و غسل لصلاة المغرب و العشاء، و ان لا تدع فاصلة زمنیة بین صلاة الظهر و العصر أو صلاة المغرب و العشاء، و إذا فصلت فی الصلاة فیجب علیها إن تأتی بالغسل لصلاة العصر و کذلک لصلاة العشاء. هذا فی حالة إذا کان الدم ینتقل باستمرار من القطنه إلى المندیل، اما إذا کان لانتقال الدم من القطنه إلى المندیل فاصلة زمنیة تستطیع من خلالها المرأة أن تصلی صلاة أو أکثر من صلاة فالاحوط لزوماً کلما انتقل الدم من القطنه إلى المندیل، أن تبدل القطنه و المندیل أو تغسلهما و تغتسل المرأة بعد ذلک و على هذا الأساس إذا اغتسلت المرأة و صلت صلاة الظهر مثلا، و لکن قبل صلاة العصر أو إثناء أدائها ترى الدم من القطنه إلى المندیل فیجب علیها فی هذه الحالة إن تغتسل لصلاة العصر، و لکن إذا کانت الفاصلة بالمقدار الذی تستطیع المرأة من خلالها بصلاتین أو أکثر مثلا أن تأتی بصلاة المغرب و العشاء قبل أن یسری الدم من القطنه إلى المندیل فلا یجب علیها الإتیان بالغسل لهاتین الصلاتین، و على کل حال فان الغسل فی الاستحاضة الکثیرة یجزی عن الوضوء، راجع: توضیح المسائل للمراجع، ج 1، المسالة 394- 396؛ العروة الوثقى، ج 1، فی الاستحاضة، المسالة 1و2 و للاطلاع على کیفیة الإتیان و القیام بجمیع العبادات، علیکم بمراجعة الرسالة العملیة.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280329 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258942 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129731 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115915 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89625 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61176 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60456 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57420 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51840 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    47778 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...