Please Wait
5086
یستطیع الرجال أن یأدوا دورهم من خلال الإرشاد و هدایتهن إلى القیم الإنسانیة و الدینیة بمختلف الأسالیب و الطرق. فتارة من خلال التذکیر؛ من باب أن الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر من تکالیف کل مسلم، و تارة من خلال العلاقات الأسریة حیث للرجل دور کبیر فی هدایة أعضاء الأسرة إلى السمو و الرشاد، و تارة بصفتهم معلمین و أساتذة فی المراکز الثقافیة. و فی بعض الأحیان عدم المبالاة و التجاهل عمّا یرتکبنه بعض النساء فی المجتمع و عدم الالتفات إلى زیّهن غیر المناسب الذی غالبا ما یرتدینه فی سبیل لفت أنظار الرجال، قد یعتبر نهیاً عن المنکر.
من أجل تبیین دور الرجال فی إعطاء القیمة للنساء و ما یمکنهم من إیفاء الدور، و فی سبیل الوصول إلى جواب هذا السؤال یجب أن نلتفت إلى عدة قضایا:
الأولى: تبیین وظائف النساء و قیمتهن و التنبیه بدورهن و شأنهن الخطیر فی المجتمع، و أن الله قد أعد لهن مکانة و شأنا أجلّ من أن یصبحن آلة لالتذاذ بعض الرجال المتسکعین فی المجتمع و استمتاع شهوتهم. إن تبیین هذه المسائل یدخل فی إطار الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر کما قال القرآن الکریم: "وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِیاءُ بَعْضٍ یَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْکَر" إذن یستطیع الرجال أن یأدوا رسالتهم من خلال الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر. و کما نعلم أحد شروط الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر هو أن یکون مؤثرا، فمسؤولیة الرجال فی مواجهة و هدایة هذه الفئة من النساء التی نسیت مکانتها و شأنها فی المجتمع و الحیاة الاجتماعیة، بقدر ما کان لهم تأثیر علیهن، و إلا فتسلب المسؤولیة عنهم.
الثانیة: إن الأسرة لها الدور الأول و الأساس فی هذه القضیة قبل أی شیء و أی شخص آخر. إن هذا الدور و هذه المسؤولیة تقع على عاتق الأسرة حیث یجب علیها أن تربّی البنات فی أجواء الأسرة بالشکل الصحیح، حتى إذا دخلن فی المجتمع یدرکن حقوق المجتمع و الأشخاص و أن یکنّ على قدرة من مقاومة أنواع ظواهر الشذوذ فیه. و بما أن الإسلام قد کلّف الرجال بإدارة الأسرة و باعتبار أن الرجال لهم دور کبیر فی تنمیة أفراد الأسرة فکریاً و ثقافیاً، فیجب بطبیعة الحال أن یأدّوا دورهم فی هذه المسؤولیة. فیستطیع الرجل أن یعمل بتکلیفه هذا من خلال بیان التعالیم الدینیة و بیان العواقب السلبیة لهذه التصرفات فی المجتمع.
الثالثة: یستطیع الرجال أن یقوموا بهذا المهم بصفة کونهم شخصیات مؤثرة على الأشخاص و المجتمع، سواء أکانوا من الأقرباء و کانت بینهم علاقة سببیة أو نسبیة، أو کانوا أشخاصا مؤثرین فی المجتمع من قبیل المعلمین و الأساتذة و غیرهم.
الرابعة: کما نعلم إن الرجال یشکلون نصف أفراد المجتمع تقریبا، ثم و إن کانت لهم مسؤولیة کبیرة تجاه مجتمعهم و إرشاد النساء، و لکن لا ینبغی أن نغفل عن هذه القضیة و هی أن هذا النمط من الأعمال اللا أخلاقیة فی المجتمع یرتکز على کلا الصنفین فی المجتمع، و أحد هذین الصنفین هم الرجال؛ یعنی عندما تظهر المرأة بزی غیر لائق فی المجتمع، ترید أن تلفت أنظار الرجال، و بطبیعة الحال طرفها المقابل هم الرجال، و بالتالی فالرجال شرکاء فی إیجاد قسم من هذه الأعمال المنحرفة، إذن من أجل الحیلولة دون هذه الظواهر ینبغی للرجال أن یأدوا دورهم من خلال التجاهل و عدم المبالاة بهذه التصرفات. و هذا ما أرشدتنا التعالیم الإسلامیة إلیه فی مواجهة هذه الظاهرة فقد قال القرآن الکریم: (قُلْ لِلْمُؤْمِنینَ یَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَ یَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِکَ أَزْکى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبیرٌ بِما یَصْنَعُون)[1] فنجد فی هذه الآیة أن القرآن الکریم یوصی الرجال بغض البصر عن ظواهر سفور النساء و تبرجهن.
وهکذا نجد أمیر المؤمنین (ع) قد وصف المتقین فی خطبة له و قال: "...غضّوا ابصارهم عمّا حرّم الله علیهم..."[2] إذن یستطیع الرجال من خلال غض البصر و التجاهل فی السر و العلن أن یعملوا بتکلیفهم الشرعی و یقوا أنفسهم من ارتکاب الحرام و فی نفس الوقت یأدون رسالتهم فی النهی عن المنکر و کذلک یبطلون خطط الأعداء فی إفساد الشباب و سوق المجتمع إلى هاویة الانحراف و الفساد.