Please Wait
5279
یقول مؤلف کتاب (معرفة المدینة) حول الموقع الجغرافي لسقیفة بني ساعدة: من المسلم ان محل سقیفة بني ساعدة كان مجاورا لمسجد بني ساعدة، و بالقرب من بئر بضاعة، و بسبب وجود المسجد- الذي صلی فیه النبي و استظل بظل سقیفتهم و طلب الماء کما یروي ذلک ابن شبه- والامام أبو اسحاق الحربي في (المناسک و اماکن طرق الحج، ص399)- من هنا حظي باهتمام و عناية أهل المدینة على مر الايام. و استناداً الی المصادر التاریخیة المدونة منذ اكثر من الف عام فان هذا المکان یقع خارج الباب الشامي، و کان متصلاً بسور المدینة، و قد بنیت فیما بعد قبة شیخ النمل بجواره.
و لیس هناک مصدر تاریخي یشير الى طریقة بناء سقیفة بني ساعدة الی ما قبل سنة 1030ق بل اقتصرت المصادر القديمة علی ذکر اسمها فقط. و في سنة 1030ق، اقام علي باشا بناءً في محل السقیفة من اجل الحفاظ علی ذکری البیعة، و قد بقیت آثار هذا البناء قائمة حتی النصف الاول من القرن الثالث عشر. و قد نشر عبد القدوس الانصاري في (آثار المدینة المنورة) صورة له تعود الی زمان ما قبل تخریب سور المدینة. و بدء اعمار المدینة من قبل الحکومة السعودیة فقد تبدلت خارطة المدینة القدیمة تماماً بحیث لم یعد ممکناً تطبیق المستندات التاریخیة علی المواقع الحالیة. و قد طلبت المعونة من المسؤولین السابقین و الحالیین في بلدیة المدینة و اوقافها، فارشدوني طبقاً لما توفر لدیهم من وثائق الی التعرف علی موضع سقیفة بني ساعدة في العمارة الجدیدة للمدینة. و الموقع الحالي هو في الجهة الشمالیة لمثلث ساحة السلطانیة و ساحة السلطانیة التي هي علی شکل مثلث یوصل شارع السلطانیة و شارع السحیمي بشارع المناخة، تقع في الجزء الشمالي الغربي من مسجد النبي. و یقع شارع السلطانیة في الجهة الجنوبیة من الساحة و شارع السحیمي في الجهة الشمالیة للساحة، بحیث ان النهایة الغربیة لکلا الشارعین المذکورین تتصل بشارع المناخة الشمالي- الجنوبي.
والقدر المتیقن هو ان موضع بناء سقیفة بني ساعدة کان في الجهة الشمالیة الغربیة من مثلث السلطانیة.
وفي سنة 1383ق قامت بلدیة المدینة باستملاک اراضي مثلث السلطانیة، و جعلت الساحة الحالیة حدیقة مشجرة و تقرر- طبقاً لخارطة مقترحة- ان یعاد بناء مسجد بني ساعدة و ان یبنی في موضع السقیفة قاعة للاجتماعات العامة لاهل المدینة.[1]