بحث متقدم
الزيارة
7141
محدثة عن: 2014/02/25
خلاصة السؤال
یقول الله سبحانه فی القرآن الکریم فی آیة (مشتبها و غیر متشابه) و فی آیة أخری (متشابها و غیر متشابه)، ما الفرق بین المعنیین؟
السؤال
یقول الله سبحانه فی القرآن الکریم "وَ جَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَ الزَّیْتُونَ وَ الرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَ غَیرْ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلىَ‏ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَ یَنْعِهِ إِنَّ فىِ ذَالِکُمْ لاَیَاتٍ لِّقَوْمٍ یُؤْمِنُون" و " وَ الزَّیْتُونَ وَ الرُّمَّانَ مُتَشَبهِا وَ غَیرْ مُتَشَبِهٍ کُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَ ءَاتُواْ حَقَّهُ یَوْمَ حَصَادِهِ وَ لَا تُسرْفُواْ إِنَّهُ لَا یحُبُّ الْمُسرْفِین". : یقول الله سبحانه فی القرآن الکریم فی آیة (مشتبها و غیر متشابه) و فی آیة أخری (متشابها و غیر متشابه)، ما الفرق بین المعنیین؟
الجواب الإجمالي
لقد بیّن الله سبحانه، زاویة من عجائب الدنیا فی آیة من الآیات القرآنیة بقوله: "وَ هُوَ الَّذِى أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ کلُ‏ِّ شىَ‏ْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نخُّرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّترَاکِبًا وَ مِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِیَةٌ وَ جَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَ الزَّیْتُونَ وَ الرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَ غَیرْ مُتَشَابِهٍ ". [1] و لقد جاء فی آیة أخری و فی نفس الموضوع قوله تعالی: "وَ هُوَ الَّذِى أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَ غَیرْ مَعْرُوشَاتٍ وَ النَّخْلَ وَ الزَّرْعَ مخُتَلِفًا أُکُلُهُ وَ الزَّیْتُونَ وَ الرُّمَّانَ مُتَشَبهِا وَ غَیرْ مُتَشَابِه". [2]
أما اختلاف التعبیر فی هاتین الآیتین حیث قال فی الآیة الأولی: " مُشْتَبِهًا وَ غَیرْ مُتَشَابِهٍ" و فی الآیة الثانیة " مُتَشَبهِا وَ غَیرْ مُتَشَابِه"  لا یؤثر فی اختلاف المعنی؛ لأن علماء اللغة یرون أن کلمة "مشتبهاً" قریبة من حیث المعنی من کلمة "متشابهاً". [3] و المفسّرون أیضاً قد فسّروا کلمة "متشابهاً" بنفس معنی کلمة "مشتبهاً". [4]
یقال اشتبه الشیئان وتشابها ، کقولک استویا وتساویا . والافتعال والتفاعل یشترکان کثیراً. [5]و علیه،‌ فلا فرق یذکر بین هاتین الکلمتین، و بالطبع إن الاختلاف بالتعبیر و استخدام الألفاظ المختلفة فی نفسه دلیل علی البلاغة الکلامیة، و لعل هذه البلاغة هی مراد الله سبحانه فی هذا الاختلاف فی الکلمات و العبارات. 
 

[1] الانعام، 99.
[2] الانعام، 141.
[3] الراغب الأصفهانی، حسین بن محمد، المفردات فی غریب القرآن، التحقیق: الداودی، صفوان عدنان، ص 443، دار العلم، الدار الشامیة، دمشق، بیروت، الطبعة الأولی، 1412 ق.
[4] الفیض الکاشانی، ملا محسن، تفسیر الصافی، تحقیق: الأعلمی، حسین، ج 2، ص 143، نشر صدر، طهران، الطبعة الثانیة، 1415 ق؛ الشبّر، سید عبد الله، تفسیر القرآن الکریم، ص 161، دار البلاغة للطباعة و النشر، بیروت، الطبعة الأولی، 1412 ق؛ الزمخشری، محمود، الکشاف عن حقائق غوامض التنزیل، ج 2، ص 52، دار الکتاب العربی، بیروت، الطبعة الثالثة، 1407 ق.
[5] الکشاف للزمخشری، فی ذیل تفسیر الآیة المذکورة.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280471 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259127 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129822 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116224 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89702 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61318 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60576 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57476 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52105 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48186 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...