Please Wait
الزيارة
6505
6505
محدثة عن:
2015/06/21
خلاصة السؤال
النملة التی حذرت النمل من جنود سلیمان ذکراً کانت أم أنثی؟
السؤال
النملة التی حذرت النمل من جنود سلیمان ذکراً کانت أم أنثی؟
الجواب الإجمالي
أشار القرآن الکریم إلى تلک الواقعة و تحذیر نملةٍ لسائر النمل من تحطیم سلیمان وجنوده فی الآیة المبارکة «حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ یا أَیُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساکِنَکُمْ لا یَحْطِمَنَّکُمْ سُلَیْمانُ وَ جُنُودُهُ وَ هُمْ لا یَشْعُرُونَ».[1]
و قد تعرّض البعض من المفسرین و المحدثین لجنس تلک النملة و هل کانت ذکراً أم أنثى، نشیر إلیها:
1. قال الآلوسی: الظاهر أن تاء نَمْلَةٌ للوحدة فتأنیث الفعل لمراعاة ظاهر التأنیث فلا دلیل فی ذلک على أن النملة کانت أنثى قاله بعضهم.[2]
2. جاء فی بعض مصادر أهل السنة، عن قتادة أنه دخل الکوفة فالتف علیه الناس فقال: سلوا عما شئتم -و کان أبو حنیفة حاضراً و هو غلام حدث- فقال: سلوه عن نملة سلیمان أ کانت ذکر أم أنثى؟ فسألوه فأفحم فقال أبو حنیفة: کانت أنثى فقیل له: من أین عرفت؟ فقال من کتاب اللّه تعالى و هو قوله تعالى: «قالت نملة» و لو کان ذکرا لقال سبحانه قال نملة، و ذلک أن النملة مثل الحمامة و الشاة فی وقوعها على الذکر و الأنثى فیمیز بینهما بعلامة[3]، نحو قولهم: حمامة ذکر و حمامة أنثى.
وقد رفض الآلوسی – وغیره- هذه الروایة ناقلا اعتراض ابن المنیر بقوله: و تعقبه ابن المنیر فقال: لا أدری العجب منه أم من أبی حنیفة إن ثبت ذلک عنه، و ذلک أن النملة کالحمامة و الشاة تقع على الذکر و على الأنثى لأنّه اسم جنس فیقال: نملة ذکر و نملة أنثى کما یقولون: حمامة ذکر و حمامة أنثى و شاة ذکر و شاة أنثى فلفظها مؤنث و معناها محتمل فیمکن أن تؤنث لأجل لفظها و إن کانت واقعة على ذکر بل هذا هو الفصیح المستعمل، ألا ترى قوله (ص): «لا یضحى بعوراء و لا عمیاء و لا عجفاء» کیف أخرج (ص) هذه الصفات على اللفظ مؤنثة و لا یعنی (ص) الإناث من الأنعام خاصة فحینئذ قوله تعالى: قالت نملة روعی فیه تأنیث اللفظ، و أما المعنى فیحتمل التذکیر و التأنیث على حد سواء.[4]
و على کلّ حال لا نرى ضرورة للبحث عن هکذا أبحاث لأنّ المهم فی القصة روحها و مدى دلالتها و العبر و المواعظ المستوحاة منها، و من هنا لم یتعرّض القرآن الکریم لبیان جنسها لانتفاء الفائدة من ذکره فسواء کانت النملة ذکراً أم أنثى لا یتغیر المدلول الوعظی و الارشادی فی الآیة المبارکة.
و قد تعرّض البعض من المفسرین و المحدثین لجنس تلک النملة و هل کانت ذکراً أم أنثى، نشیر إلیها:
1. قال الآلوسی: الظاهر أن تاء نَمْلَةٌ للوحدة فتأنیث الفعل لمراعاة ظاهر التأنیث فلا دلیل فی ذلک على أن النملة کانت أنثى قاله بعضهم.[2]
2. جاء فی بعض مصادر أهل السنة، عن قتادة أنه دخل الکوفة فالتف علیه الناس فقال: سلوا عما شئتم -و کان أبو حنیفة حاضراً و هو غلام حدث- فقال: سلوه عن نملة سلیمان أ کانت ذکر أم أنثى؟ فسألوه فأفحم فقال أبو حنیفة: کانت أنثى فقیل له: من أین عرفت؟ فقال من کتاب اللّه تعالى و هو قوله تعالى: «قالت نملة» و لو کان ذکرا لقال سبحانه قال نملة، و ذلک أن النملة مثل الحمامة و الشاة فی وقوعها على الذکر و الأنثى فیمیز بینهما بعلامة[3]، نحو قولهم: حمامة ذکر و حمامة أنثى.
وقد رفض الآلوسی – وغیره- هذه الروایة ناقلا اعتراض ابن المنیر بقوله: و تعقبه ابن المنیر فقال: لا أدری العجب منه أم من أبی حنیفة إن ثبت ذلک عنه، و ذلک أن النملة کالحمامة و الشاة تقع على الذکر و على الأنثى لأنّه اسم جنس فیقال: نملة ذکر و نملة أنثى کما یقولون: حمامة ذکر و حمامة أنثى و شاة ذکر و شاة أنثى فلفظها مؤنث و معناها محتمل فیمکن أن تؤنث لأجل لفظها و إن کانت واقعة على ذکر بل هذا هو الفصیح المستعمل، ألا ترى قوله (ص): «لا یضحى بعوراء و لا عمیاء و لا عجفاء» کیف أخرج (ص) هذه الصفات على اللفظ مؤنثة و لا یعنی (ص) الإناث من الأنعام خاصة فحینئذ قوله تعالى: قالت نملة روعی فیه تأنیث اللفظ، و أما المعنى فیحتمل التذکیر و التأنیث على حد سواء.[4]
و على کلّ حال لا نرى ضرورة للبحث عن هکذا أبحاث لأنّ المهم فی القصة روحها و مدى دلالتها و العبر و المواعظ المستوحاة منها، و من هنا لم یتعرّض القرآن الکریم لبیان جنسها لانتفاء الفائدة من ذکره فسواء کانت النملة ذکراً أم أنثى لا یتغیر المدلول الوعظی و الارشادی فی الآیة المبارکة.
[1]. النمل، 18.
[2]. الآلوسی، سید محمود، روح المعانی فی تفسیر القرآن العظیم، تحقیق، عطیة، علی عبدالباری، ج 10، ص 172، بیروت، دار الکتب العلمیة، الطبعة الأولى، 1415ق.
[3]. فخر الدین الرازی، محمد بن عمر، مفاتیح الغیب، ج 24، ص 548، بیروت، دار إحیاء التراث العربی، الطبعة الثالثة، 1420ق.
[4]. روح المعانی، ج10، ص173.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات