بحث متقدم
الزيارة
7960
محدثة عن: 2010/11/15
خلاصة السؤال
هل صحیح ان من زنى زنی به و لو فی عقبه؟
السؤال
ما معنى الروایة التی تقول :" مَنْ زَنَى زُنِیَ بِهِ وَ لَوْ فِی الْعَقِبِ مِنْ بَعْدِهِ" و هل هذا ینسجم مع الاصول الاسلامیة فما ذنب عائلته؟
الجواب الإجمالي

هذه الرویة موجودة فی بعض المصادر الشیعیة و لکنها اما مرویة بسند واحد ضعیف او من دون سند، من هنا یمکن البحث عنها من زوایتین، الاولى من ناحیة السند و من الواضح أن سند الروایة غیر معتبر کما اوضحناه فی الجواب التفصیلی، و على فرض صحة السند یمکن توجیه الروایة باکثر من توجیه منها ما ذکره ابن ابی الحدید من ان الانسان اذا زنى و هان علیه الزنا یفقد الغیرة و الاهتمام بعائلته، فمن هنا یشیع فی اوساطهم الزنا بنحو ما و قل من ترى مقداما على الزنا إلا و القول فی حرمه و أهله و ذوی محارمه کثیر فاش. لأن من اعتاد الزنا حتى صار دربته و عادته و ألفته نفسه لابد أن یهون علیه حتى یظنه مباحا أو کالمباح؛ لأن من تدرب بشی‏ء و مرن علیه زال قبحه من نفسه و إذا زال قبح الزنا من نفسه لم یعظم علیه ما یقال فی أهله.

التوجیه الثانی: الروایة ترید الاشارة الى أن انتشار ظاهرة من الظواهر فی مجتمع ما تعم صاحبها ایضا من حیث یشعر او لا یشعر.

خاصة اذا اخذنا بنظر الاعتبار المقطع الآخر من الروایة " یَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ عِفَّ تَعِفَّ أَهْلُکَ" حیث تکشف عن العلاقة بین عفة الرجل و عفة عائلته و فجوره و فجورها.

الجواب التفصيلي

هذه الروایة وردت فی بعض المصادر الشیعیة منها: وَ رَوَى عَمْرُو بْنُ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ (ع) قَالَ: "کَانَ فِیمَا أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ (ع) یَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ مَنْ زَنَى زُنِیَ بِهِ وَ لَوْ فِی الْعَقِبِ مِنْ بَعْدِهِ یَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ عِفَّ تَعِفَّ أَهْلُکَ یَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ یَکْثُرَ خَیْرُ أَهْلِ بَیْتِکَ فَإِیَّاکَ وَ الزِّنَا یَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ کَمَا تَدِینُ تُدَانُ".[1] و نقل صاحب الوسائل نفس الروایة بنفس السند،[2] و کذلک نقلها صاحب المستدرک.[3]

و جاء فی الحکم التی نقلها صاحب شرح نهج البلاغة عن أمیر المؤمنین (ع) ما یشبه تلک الروایة حیث جاء فیها: من أکثر من شی‏ء عرف به و من زنى زنی به و من طلب عظیما خاطر بعظمته و من أحب أن یصرم أخاه فلیقرضه ثم لیتقاضه و من أحبک لشی‏ء ملک عند انقضائه و من عرف بالحکمة لاحظته العیون بالوقار.[4]

و هذه الروایة تدریس من زاویتین:

الاولى: البحث السندی

الثانیة: التوجیه الدلالی

اما البحث الاول، فمن المعروف ان الصدوق یرویها عن عَمْرُو بْنُ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِیهِ؛ و صحیح ان طریق الصدوق الى عمرو بن ابی المقدام صحیح، کما یقول السید الخوئی (قدس) لکن المشکلة فی أبیه "ابی المقدام ثابت بن هرمز" فهو من البتریة الزیدیة و من الذین لم یرد فیهم توثیق بل هناک روایات فی ذمه.[5]

من هنا نرى الروایة وصفت بالضعیفة کما فی البرنامج الکامبیوتری درایة النور.

و هکذا الکلام فی المقطع الذی نقله صاحب شرح نهج البلاغة عن الامام (ع)؛ فانه هو الاخر مرسل لم یذکر له سند معین. و على فرض القول بان الروایة معتبرة یأتی الکلام فی الشق الثانی و هو توجیه الروایة.

هناک توجیهان:

الاول: ما ذکره صاحب شرح النهج من ان الانسان اذا زنى و هان علیه الزنا یفقد الغیرة و الاهتمام بعائلته، فمن هنا یشیع فی اوساطهم الزنا بنحو ما حیث قال: و هذا قد جرب فوجد حقا و قل من ترى مقداما على الزنا إلا و القول فی حرمه و أهله و ذوی محارمه کثیر فاش. و الکلمة التی قالها (ع) حق لأن من اعتاد الزنا حتى صار دربته و عادته و ألفته نفسه لابد أن یهون علیه حتى یظنه مباحا أو کالمباح؛ لأن من تدرب بشی‏ء و مرن علیه زال قبحه من نفسه و إذا زال قبح الزنا من نفسه لم یعظم علیه ما یقال فی أهله و إذا لم یعظم علیه ما یقال فی أهله فقد سقطت غیرته .[6] و لکن هذا التوجیه یمکن ان یناقش فیه؛ بان هناک الکثیر من یرضى بالزنا لکنه لایرضاه لاسرته و لابنائه.

من هنا نرى التوجیه ان صحت الروایة بان نقول: الروایة ترید الاشارة الى أن انتشار ظاهرة من الظواهر فی مجتمع ما تعم صاحبها ایضا، فلو فرضنا ان الانسان نشر المواد الملوثة فی المدینة فانه لاشک سیصاب باثارها کما یصاب الغیر و هکذا الامر بالنسبة الى التلوث الاجتماعی فمن نشر الفاحشة لا یتوقع ان یخلص منها هو و اسرته.

خاصة اذا اخذنا بنظر الاعتبار المقطع الآخر من الروایة " یَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ عِفَّ تَعِفَّ أَهْلُکَ" حیث تکشف عن العلاقة بین عفة الرجل و عفة عائلته و فجوره و فجورها.



[1]  شیخ صدوق، من ‏لایحضره ‏الفقیه، ج 4، ص 21، جامعه مدرسین، قم، چاپ دوم، 1404ق.

[2]  حرعاملی، وسائل الشیعة، ج 20، ص 355، بَابُ وُجُوبِ الْعِفَّةِ وَ الْوَرَعِ عَنِ الْمُحَرَّمَاتِ وَ حِفْظِ الْفَرْجِ.

[3]  فی مستدرک ‏الوسائل ج : 14 ص : 329.

[4]  ابن ابی الحدید، شرح ‏نهج ‏البلاغة، ج 20، ص 323، رقم 709، کتابخانه مرعشی نجفی، قم، چاپ اول، 1337ش.

[5]  انظر ترجمته فی معجم رجال الحدیث، ج 3، ص 400.

[6]  شرح ‏نهج‏ البلاغة، ج 19، ص 211.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • أیهما أفضل استشارة الطبیب النفسی أم المشاور الدینی؟
    5068 العملیة 2011/10/16
    للإجابة عن السؤال نتابع الآتی:1ـ فیما یخص مشاورة الطبیب النفسی أو الخبیر الدینی لا بد من القول: مع أن الأمرین مرتبطان ببعضهما من زاویة نظر معینة إلا أنهما منفصلان من جهة أخرى. و لذلک فمن یشعر بوجود مشکلة نفسیة و روحیة معنویة فعلیة أن یراجع المتخصص فی هذا الفن، ...
  • هل يوجد من العلماء من افتى بحرمة الموسيقى مطلقاً و بجميع أنواعها؟
    3813 الحقوق والاحکام 2015/05/25
    صنف علماء الشيعة و فقهاؤهم من القرن القرن الحادي عشر و حتى الوقت الراهن رسائل مستقلة في الغناء و الموسيقى، حيث وقعت القضية منذ ذلك العصر و حتى اليوم معركة للآراء، و كان الفقهاء قبل ذلك يتعرضون للموضوع استطراداً و ضمن ابحاث كتاب التجارة من الفقه أو كتاب ...
  • ما حکم مشاهدة غیر المحارم عن طریق التلفزیون او الکامبیوتر؟
    5328 الحقوق والاحکام 2010/09/05
    اجاب سماحة آیة الله العظمى السید الخامنئی (دام ظله) عن السؤال التالی:ما هو حکم النظر إلى صورة المرأة الأجنبیة السافرة؟ و ما هو حکم النظر إلى صورة المرأة فی التلفزیون؟ و هل هناک فرق بین المسلمة و غیرها، و بین الصور المعروضة بالبثّ المباشر و ...
  • ما هو اسم کتاب النبی نوح (ع)؟
    6089 الکلام القدیم 2009/02/01
    ذکر فی الروایات اسم کتاب النبی نوح (ع) تحت عنوان "صحف نوح"[1] و لم یذکر له اسم خاص غیر ذلک.[1] بحارالأنوار، ج : 35 ص ...
  • مع الالتفات الى الروایات المختلفة و المتضادة ظاهراً، هل الکلام هو الأفضل أم السکوت؟
    7137 العملیة 2011/06/14
    اذا نظرنا الى کل من السکوت و الکلام من زاویة الآفات التی یتعرضان لها فلکل واحد منهما آفاته الخاصة به و لکل منهما محاسنه الخاصة کذلک، و مع ملاحظة کلا الامرین یکون من الصعب ترجیح طرف على آخر. لکن یمکن القول بشکل مطلق اذا قارنا بین السکوت و الکلام بعیدا ...
  • ما هو رأی سماحتکم فی أحادیث تحریف القرآن؟
    5292 الحقوق والاحکام 2010/12/01
    جواب سماحة آیة الله هادوی الطهرانی (دامت برکاته):1. روایات التحریف إما ضعیفة السند أو لیست بحجة من ناحیة الصدور أو أنها مضطربة دلالة؛ ولاریب أن القرآن الکریم مصون من التحریف مطلقاً فلم و لن یحرف.2. لو إعتقد الشخص بتحریف ...
  • هل یجب ان یلبس الخاتم فی الید الیمنی
    6844 الحقوق والاحکام 2008/07/19
    التختم هو من سنن النبی (ص) و الائمة (ع)، و فی الروایات توجد اشارات بخصوص جنس الخاتم، و شکله و النقش علیه. و اضافة لذلک فقد وردت التوصیة بانه من الافضل ان یکون الخاتم فی الید الیمنی. ان جمیع الاحکام التی وضعها الاسلام بخصوص لبس الخاتم لها جنبة استحبابیة. نعم ...
  • من هو أبو سعید الخدری؟ و هل کان محباً لأهل البیت (ع)؟ و هل کان یؤمن بإمامة أمیر المؤمنین(ع)؟
    6680 تاريخ بزرگان 2009/02/28
    لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی ...
  • ما معنى مكر الله؟
    6170 التفسیر 2012/03/12
    سئل الإمام الرضا (ع) عن نسبة الخديعة و الإستهزاء و المكر لله في القرآن الكريم، فقال: "إن الله عزّوجلّ لا يسخر و لا يستهزئ و لا يمكر و لا يخادع و لكنّه عزّ و جلّ يجازيهم جزاء السخرية و جزاء الإستهزاء و جزاء المكر و الخديعة...". ...
  • هل صحیح أن قبر الإمام أمیر المؤمنین علی (ع) فی العین الیمنى لسیدنا آدم (ع)؟
    6852 تاريخ بزرگان 2013/12/03
    1ـ اختلفت الروایات و النصوص التاریخیة عن محل دفن آدم (ع). فمنها ما تنصّ على أن محل دفنه فی حرم الله (فی مکة المکرمة و حوالیها).[1] و منها ما تنص على أن محل دفنه هو مدینة النجف و عند قبر الإمام علی (ع).

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280469 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259124 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129819 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116215 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89700 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61317 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60568 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57475 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52102 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48168 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...