Please Wait
6167
1-ما هو حکم التعرّی فی إقامة مراسم عزاء الإمام أبی عبد الله الحسین (ع) علماً إن المعزّین لهم حضور یختلف عن السنین الماضیة؟ الرجاء بیان مصادیق تضعیف و توهین الدین وحد التعرّی (أی إلى أی حد یمکن أن یکشف البدن دون الوقوع فی إشکال) فی مراسم العزاء.
2-ما هو حکم ضرب الصدر و لطمه حتى الاحمرار؟
3-ألا یتعارض هذا الأمر مع فعلة الإمام الحسین (ع) یوم عاشوراء حینما طلب ثوباً خلقاً لیلبسه تحت ثیابه خوفاً من أن یسلب فیبقى جسمه عاریاً بعد قتله؟ و هل بالإمکان اعتبار هذا العمل دلیلاً على عدم التعرّی و إدانةً لهذا الفعل فی العزاء؟
إن ما یشاهد من فتاوى أکثر مراجع التقلید فی موضوع التعری لأجل ضرب الصدر فی مراسم عزاء الإمام الحسین یدل على إن الأمر جائز إذا کان إمام النساء الاجنبیات و لم تکن فیه مفسدة، و اما اللطم فلم نجد أحد منهم یقول بحرمته (و ضرب الصدر الشدید) بل هناک تصریح و تأکید على الاستحباب. و أما مسألة الثوب الخلق الذی طلبه الإمام (ع) فإن فی الأمر رسالة أخلاقیة أساسها حفظ العفة و عدم هتک حرمته (ع) و لیس للاستدلال على عدم جواز التعری فی إقامة مراسم عزاء الإمام الحسین (ع).
۱-إن المأثور فی الروایات هو التأکید على إقامة العزاء و إظهار الحزن و البکاء على مصیبة سید الشهداء الإمام الحسین (ع) و مظلومیته، و أما فیما یتعلق بکیفیة إقامة العزاء فالأمر مرتبط بعرف کل مجتمع ولم یرد ما یحدد الطریقة أو الکیفیة التی یقام فیها العزاء و المراسم. و التعرّی حین إقامة العزاء فی بعض الأماکن تابع للعرف السائد فیها، و لیس له فضیلة أو قیمة خاصة، ولم یرد تأکید على مثل هذا الأمر، بل من الأفضل إقامة المراسم و العزاء دون إلقاء الملابس إذ کان فی المکان الذی یقام فیه العزاء فی معرض و مشاهدة النساء، فإن ترک التعری و إقامة العزاء بشکل عادی یکون هو الأفضل [1] .
و على کل حال فإن المستحصل من فتوى أکثر مراجع التقلید فی مورد کشف الصدر و تعریته یدل على جواز هذا العمل فی مراسم عزاء الإمام الحسین إذا لم یکن أمام أنظار غیر المحارم و لم تکن فیه مفسدة [2] .
و من الجدیر بالذکر إن کشف الصدور و تعریتها (کما فی المجالس الیوم) لیس فی مصادیق أضعاف الدین و توهینه، و لکن إذا تحقق التوهین فی بعض البلدان فلا یجوز فعله.
2-اللطم فی اللغة یعنی ضرب الوجه والیدین بالکف. [3] و بالنظر إلى الروایات الواردة فی باب إقامة العزاء على الإمام الحسین لم نجد أی فقیه أو مرجع من المراجع یحرم اللطم فی مراسم العزاء على الحسین أو سائر الأئمة (ع)، بل ورد تصریح و تأکید على الاستحباب [4] .
و من الطبیعی فأن جواز هذه المسألة له حدود، أولاً:أن لا یکون فی قبیل الجنایة على النفس، ثانیاً: لا یکون فیه توهین للإسلام و هتک حرمة المسلمین [5] .
3-إن مسألة (القمیص الخلق) ذکرت فی (اللهوف) فجاءت على النحو التالی:
قال الإمام الحسین (ع) لأهله: ابغوا لی ثوبا لا یرغب فیه أجعله تحت ثیابی لئلا أجرد منه [6] .
و هذا العمل الصادر من الإمام یعد رسالة أخلاقیة تبتنی على ارتباط بالمسألة المتقدمة، و لم یستند منها أی فقیه کدلیل على عدم جواز کشف الصدر فی عزاء الإمام الحسین (ع).
مواضیع ذات علاقة:
السؤال15354 (الموقع: 15071الموضوع: الروایات و إقامة العزاء على الإمام الحسین (ع)).
السؤال 12165 (الموقع:12865) الموضوع: إیقاع الضرر بالبدن فی إقامة العزاء على الإمام الحسین (ع).
[1] بالاستفادة من برنامج پرسمان.
[2] الکلبایکانی، لطف الله صافی، جامع الأحکام، منشورات حضرة معصومة، قم، الطبعة الرابعة، 1417 ق؛ الخمینی، روح الله، استفتاءات، ج3، سؤالات متفرقة، س46؛ فاصل لنکرانی، محمد، جامع المسائل، ج1، س 2163 و 2165؛ بهجت، محمد تقی، توضیح المسائل، 1937م؛ (آیة الله مکارم: فی حالة وجود نساء فإن هذا الفعل حرام، وفی حال وجود الرجال ففیه إشکال أیضاً، بالاستفادة من موقعه persian.makarem.ir/estefta/index.php
[3] الفراهیدی، حلیل بن أحمد، کتاب العین، ج7، ص 433، منشورات هجرة، الطبعة الثانیة، قم، 1410 ق؛ ابن منظور، أبو الفضل، لسان العرب، ج 12، ص 543، دار الفکر للطباعة، الطبعة الثالثة، بیروت 1414 ق.
[4] جمع من المؤلفین، مجلة فقه أهل البیت(ع)، ج49، ص201، مؤسسة دائرة المعارف الفقه الإسلامی، قم، الطبعة الأولى؛ التبریزی، جواد، استفتاءات جدید، ج1، ص 452، قم، الطبعة الأولى؛ لنکرانی، محمد، جامع المسائل، ج1، ص579، منشورات أمیر القلم، قم، الطبعة الحادیة عشر، وللاطلاع الأکثر على آراء مراجع التقلید راجع السؤال 12165 (الموقع: 12865).
[5] الشیرازی، ناصر مکارم، استفتاءات جدید، ج2، ص247، منشورات مدرسة الإمام علی بن أبی طالب(ع)، قم، الطبعة الثانیة، 1427 ق.
[6] سید بن طاووس، اللهوف على قتلى الطفوف، ص123، منشورات جهان، طهران، 1348 هـ ش.