بحث متقدم
الزيارة
4912
محدثة عن: 2011/10/19
خلاصة السؤال
من هو أول إمام أجرى الحد؟ و لماذا لم یجز الفقهاء إقامة صلاة الجمعة قبل الثروة الاسلامیة؟ و لماذا لم تنقل لنا خطب الائمة التی أوردوها فی صلاة الجمعة؟
السؤال
1. من هو أول إمام أجرى الحد الشرعی؟ 2. و لماذا لم یجز الفقهاء إقامة صلاة الجمعة قبل الثروة الاسلامیة؟ 3.و لماذا لم تنقل لنا خطب الائمة التی أوردوها فی صلاة الجمعة؟
الجواب الإجمالي

نحاول الاجابة وفق الترتیب الوارد فی السؤال:

1.من البدیهی أن أول حکومة اسلامیة اقیمت کانت فی عصر النبی الاکرم (ص) و لازم ذلک أن یکون اجراء الاحکام فی عصره (ص) مقدماً على غیره من العصور الاخرى و هذا ما اشارت الیه الکثیر من الروایات.

2. أما بالنسبة الى عدم جواز صلاة الجمعة فی عصر الغیبة، فقد اختلفت فیها کلمات الفقهاء فمنهم من ذهب الى المنع، و هناک من قال بالجواز و ذهب فریق ثالث الى القول بالوجوب التخییری. و نحن اذا تابعنا الشارع الایرانی و غیره من البلدان قبیل انتصار الثورة الاسلامیة نجد هناک بعض المدن التی کانت تقام فیها صلاة الجمعة، و لیس القضیة من ابتکارات الثورة الاسلامیة.

3. و اما خطبة صلاة الجمعة من قبل الائمة، فانه لمّا لم یتمکن الائمة (ع) من التصدی للحکومة الظاهریة و کان المتصدی لها حکام الجور خاصة، من هنا لم تتوفر لهم الارضیة لاقامة الصلاة و ایراد خطبتها؛ نعم، الامام الوحید الذی تمکن من التصدی للحکومة الظاهریة هو أمیر المؤمنین (ع) و من ثم تمکن من اقامة صلاة الجمعة، و قد نقلت لنا المصادر الحدیثیة بعض خطبه فیها.

الجواب التفصيلي

نحاول هنا الاجابة عن الاسئلة المطروحة حسب الترتیب الوارد فی متن السؤال.

1. من البدیهی أن أول حکومة اسلامیة اقیمت کانت فی عصر النبی الاکرم (ص) و لازم ذلک أن یکون اجراء الاحکام فی عصره (ص) مقدماً على غیره من العصور الاخرى و هذا ما اشارت الیه الکثیر من الروایات، نکتفی بذکر روایة منها:

 سرقَت خَمِیصَةٌ[1] لصفوان بن أُمَیَّةَ فأتی بالسَّارق إِلى النبِیِّ (ص) فأَمر بقطع یده.[2]

و لمزید الاطلاع على مبحث الرجم فی عصر الرسول الاکرم (ص) انظر: الرقم8263 (الرقم فی الموقع:8338).

واما الائمة علیهم السلام فلم یحکم منهم سوى الامام أمیر المؤمنین (ع) و قد أقام الحد فی زمن حکومته، فقد جاء فی قرب الاسناد، عن جعفر عن أبیه أن علی بن أبی طالب أتی برجل وقع على جاریة امرأة فحملت. فقال الرجل: وهبتها لی! فأنکرت المرأة. فقال (ع): لتأتینی بالشهود أو لأرجمنک بالحجارة. فلما رأت المرأة ذلک اعترفت فجلدها على الحد.[3]

2. اما بالنسبة الى عدم جواز صلاة الجمعة

فالمتابع لکلمات الفقهاء و خاصة القدامى منهم یراها مختلفة فی هذه القضیة فمنهم من ذهب الى المنع، و هناک من قال بالجواز و ذهب فریق ثالث الى القول بالوجوب التخییری.[4] و نحن اذا تابعنا الشارع الایرانی و غیره من البلدان قبیل انتصار الثورة الاسلامیة نجد هناک بعض المدن التی کانت تقام فیها صلاة الجمعة، فکانت تقام صلاة الجمعة على سبیل المثال بامامة آیة الله الشیخ الاراکی و....

و بهذا یتضح أن ما ورد فی متن السؤال غیر مطابق للواقع سواء على مستوى الفتوى أم على مستوى الاداء الفعلی. و لم یکن هناک منع مطلقاً، بل هناک الکثیر من الفقهاء قبیل الثورة کانوا یفتون بجواز اقامة صلاة الجمعة، و منهم من افتى بالوجوب مع تحقق شروطها.

3. و اما بالنسبة الى خطبة صلاة الجمعة من قبل الائمة (ع)

جوابه: لما کان أکثر الائمة (ع) لم یتمکنوا من التصدی للحکومة الظاهریة و کان المتصدی لها حکام الجور خاصة، من هنا لم تتوفر لهم الارضیة المناسبة لاقامة الصلاة و ایراد خطبتها؛ نعم، الامام الوحید الذی تمکن من التصدی للحکومة الظاهریة هو أمیر المؤمنین (ع) و من ثم تمکن من اقامة صلاة الجمعة، وقد نقلت لنا المصادر الرؤائیة بعض خطبه منها ما نقله الشیخ الصدوق (ره) من خطبة طویلة و التی یفتتحها بقوله: الْحَمْدُ لِلَّهِ الْوَلِیِّ الْحَمِیدِ الْحَکِیمِ الْمَجِیدِ الْفَعَّالِ لِمَا یُرِیدُ عَلَّامِ الْغُیُوبِ و خالق الخلقِ و منزلِ القَطْرِ و مدَبِّرِ أَمر الدُّنْیَا و الآخِرَةِ و وارثِ السَّمَاوَات و الأَرْضِ الَّذِی عَظُمَ شَأْنُهُ فَلا شَیْ‏ءَ مِثْلُهُ. تَوَاضَعَ کُلُّ شَیْ‏ءٍ لِعَظَمَتِهِ و ذَلَّ کُلُّ شَیْ‏ءٍ لِعِزَّتِهِ وَ اسْتَسْلَمَ کُلُّ شَیْ‏ءٍ لِقُدْرَتِهِ و قَرَّ کُلُّ شَیْ‏ءٍ قَرَارَهُ لِهَیْبَتِهِ و خَضَعَ کُلُّ شَیْ‏ءٍ لِمَلَکَتِهِ و رُبُوبِیَّتِه....[5]



[1] الخمیصة: کساء أسود مربّع له علمان، فإن لم یکن معلما فلیس بخمیصة. الصحاح 3 و انظر: تذکرة الفقهاء (ط-الحدیثة)، ج‏7، ص: 242.

[2] المحدث النوری، مستدرک ‏الوسائل، ج 18، ص 21 ، مؤسسه آل البیت (ع)، قم، 1408 هـ ق.

[3] قرب الإسناد، ج‏1، ص: 26.

[4] النراقی، أحمد‏، رسائل و مسائل، ج ‏1، ص 61؛ المجلسی ، محمد تقی، لوامع صاحبقرانی (المشهور بشرح الفقیه)، ج ‏3، ص 14، مؤسسة إسماعیلیان قم، الطبعة الثانیة، 1414 هـ ق؛ النجفی، محمد حسن، مجمع الرسائل (المحشى)، ج ‏1، ص 401، مؤسسة صاحب الزمان (ع)، مشهد، الطبعة الاولی، 1415 هـ ق.

[5]انظر الشیخ الصدوق، من ‏لا یحضره ‏الفقیه، ج 1، ص 427، 1263، انتشارات جامعه مدرسین قم، 1413 هـ ق.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280259 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258835 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129631 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115649 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89557 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61041 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60369 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57377 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51625 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47715 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...