Please Wait
5373
لم تحبذ التعاليم الدينية عن تشييد المساجد و زخرفتها بنحو يشبه معابد اليهود و النصاري، فقد روي عن النبي الاكرم (ص) أنه قال: "لا تُزَخْرِفُوا مَسَاجِدَكُمْ كَمَا زَخْرَفْتِ الْيَهُودُ وَ النَّصَارَى بيَعَهُمْ"[1] و روي في مصادر أبناء العامة عن النبي الاكرم (ص) أنه قال: " ما ساء عمل قوم قطّ إلّا زخرفوا مساجدهم"[2]
و لما كانت المساجد اماكن للعبادة و قد وردت روايات كثيرة في فضل المساجد و فضل التعبد فيها، من هنا نكتشف ان المساجد من الاماكن التي تذكر الانسان الاخرة و تبعده عن الدنيا و زينتها، و لا ريب أن الافراط في الزخرفة ينافي هذا الهدف المنشود. و لابد من الاهتمام بالبعد المعنوي في المساجد، فقد روي عن الامام الصادق (ع) أنه قال: "َ ثَلَاثَةٌ يَشْكُونَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَسْجِدٌ خَرَابٌ لا يُصَلِّي فِيهِ أَهْلُهُ وَ عَالِمٌ بَيْنَ جُهَّالٍ وَ مُصْحَفٌ مُعَلَّقٌ قَدْ وَقَعَ عَلَيْهِ الْغُبَارُ لَا يُقْرَأُ فِيهِ".[3]
و في رواية أخرى: " يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يَأْتُونَ الْمَسَاجِدَ فَيَقْعُدُونَ حَلَقاً ذِكْرُهُمُ الدُّنْيَا وَ حُبُّ الدُّنْيَا لَا تُجَالِسُوهُمْ فَلَيْسَ لِلَّهِ فِيهِمْ حَاجَةٌ".[4]
و بهذا يتضح لنا أن الجدير بالاهتمام في المساجد إعمارها من الناحية المعنوية بكثرة العبادة فيها و ارتياد المؤمنين لها لا مجرد الاهتمام بالزينة و الافراط في الزخرفة المادية الظاهرية. علما أن الخشية من الزخرفة لا تعني ترك المساجد خربة و إهمالها بحيث لا توفر للمصلين فرصة الصلاة و التعبد فيها.
[1] المحدث النوري، مستدرک الوسائل، ج 3 ، ص 371، مؤسسة آل البیت، قم، 1408 ق.
[2] ابن کثیر، تفسیر القرآن العظیم، ج 6، ص 57، دار الكتب العلمية، منشورات محمد علي بيضون، بیروت، 1419 ق.
[3] الکافي، ج 2، ص 613، ح 3.
[4] الشیخ الحر العاملي، وسائل الشیعة، ج 5، ص 214، مؤسسة آل البیت، قم، 1409ق.