Please Wait
5466
مع کون الشیطان عدو الانسان اللدود، یسعی بجد لان یدفع الناس نحو الذنوب و المعاصي و بذلک یبعدهم عن الله الغفور الرحیم، و لکن الله یحب جمیع عباده حتی المذنبین و هو یرید هدایتهم و سعادتهم. و بناءً علی هذا فلا ینبغي لاي مذنب أن ییأس من رحمة الله في مختلف الظروف و إن کانت ذنوبه کثیرة، کما قال الله تعالی: ( قُلْ يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَميعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحيم). و الادعیة المأثورة عن الأئمة المعصومین ایضاً حافلة بالعبارات و المضامین التي تشیر الی عنایة الله و ؛هتمامه و رحمته للمذنبین النادمین و التائبین.
مع کون الشیطان عدو الانسان اللدود[1]، یسعی بجد لان یدفع الناس نحو الذنوب و المعاصي و بذلک یبعدهم عن الله الغفور الرحیم، و لکن الله یحب جمیع عباده حتی المذنبین منهم، و هو یرید هدایتهم و سعادتهم[2]. و من الممکن أن یتسبب ارتکاب الذنوب و التمرد علی الاوامر الالهیة في ابعاد الانسان عن ربّه لفترة من الزمن. و لکن الانسان یستطیع أن یمحو الاثار السیئة للذنوب و یعود الی کنف الرحمة الالهیة عن طریق التوبة الحقیقیة و الندم علی ما صدر منه من سیئات فیجد الله ناصراً له و معیناً و لن یترکه أو یخذله.
و الملاحظة التي یجب الالتفات الیها هي أنه لیس معنی قولنا ان الله یحب جمیع عباده حتی المذنبین، ان الله یحب الذنوب و المعاصي و أنه یحب المذنبین و بشکل مطلق.[3] بل معناه أنه تعالی یرحب بالمذنبین الذین انتبهوا الی أخطائهم و ندموا علی ما صدر منهم من المعاصة و الذنوب و رجعوا الی کنف الرأفة و الرحمة الالهیة، و أنه یلطف بهم و یعطف علیهم.[4]
و بناءً علی هذا فلا ینبغي لاي مذنب أن ییأس من رحمة الله مهما کانت الظروف و مهما کثرت ذنوبه کما قال تعالی: ( قُلْ يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَميعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحيم)[5]، حیث ان الیأس من رحمة الله سوء ظن به و هو من أکبر المعاصي، و ذلک لانه مهما عظم ذنب الانسان فان الرحمة الالهیة أعظم و أوسع.
و کما نعلم فان الادعیة المأثورة عن الائمة المعصومین هي الأخری حافلة بالعبارات و المضامین التي تشیر الی عنایة الله و اهتمامه و رحمته للمذنبین النادمین و التائبین و نشیر فیما یلي الی نماذج منها:
1. (و إِنْ كُنْتَ لا تُكْرِمُ إِلَّا أَهْلَ الإِحْسَانِ فكيفَ يصنعُ المسيئُونَ و إِنْ كانَ لا يَفُوزُ يومَ الحشرِ إِلَّا الْمُتَّقُونَ فبمن يستغيثُ المذنبون)[6].
2- (إِلَهِي إِنْ كُنْتَ لا تَرْحَمُ إِلَّا أَهْلَ طاعتك فإِلى منْ يفزعُ المذنبونَ و إِنْ كُنْتَ لا تُكرمُ إِلَّا أَهْلَ وفَائِكَ فبمنْ يَسْتَغِيثُ الْمُسِيئُون)[7].
مواضیع ذات صلة:
التوبة من الذنب و حب الله 3704 (الموقع: 3955).
التوبة من الذنب و قبول العبادات 5930 (الموقع: 6133).
[1]سورة ص:82.( قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعين...)
[2]الزمر:53.
[3] (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ خَوَّاناً أَثيماً)، النساء:107.
[4] البقرة:222.
[5] الزمر: 53.
[6] المجلسي، محمد باقر، بحار الانوار، ج91، ص102، مؤسسة الوفاء، بيروت، 1409ق.
[7] نفس المصدر، ج92،ص439.