Please Wait
7029
الآيات 83 إلى 87 من سورة الواقعة تتكلم عمّا قبل الموت، أما الآيات التالية لنفس السورة التي تتكلم عن الجنّة و النار، فتتعلق بالعوالم التي بعد الموت و لادخل لها بسكرات الموت حتى نقول بالتنافي.
الآيات المقصودة في هذا السؤال هي من آية 86 من سورة الواقعة إلى آية 96 و هي: "فَلَوْ لَا إِن كُنتُمْ غَيرْ مَدِينِينَ"تَرْجِعُونهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ* فَأَمَّا إِن كاَنَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ"فَرَوْحٌ وَ رَيحْانٌ وَ جَنَّتُ نَعِيمٍ* وَ أَمَّا إِن كاَنَ مِنْ أَصحْابِ الْيَمِينِ"فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصحْابِ الْيَمِينِ* وَ أَمَّا إِن كاَنَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ"فَنزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ"وَ تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ* إِنَّ هَاذَا لهَوَ حَقُّ الْيَقِينِ* فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيم".
أشارت الآيات أعلاه إلى عالم البرزخ و قد اتضح عند تفسيرها أن الإنسان في حال إحتضاره و هو على مشارف الموت يتهيّأ للإنتقال من دار الدنيا إلى عالم الآخرة فيواجه واحدة من هذه الحالات: إما النعم و الهبات الإلهية و الجزاء الربّاني بالروح و الريحان أو العقاب و الجزاء المؤلم و العاقبة البائسة، كما إن القرائن الموجودة في الآيات ترينا أن قسما مما يثاب به و يعاقب عليه مرتبط بيوم القيامة و القسم الآخر مرتبط بالقبر و البرزخ.[1] عن النبي محمد (ص): "إن أول ما يُبشّر به المؤمن عند الوفاة بروح و ريحان و جنّة نعيم و إن أول ما يبشّر به المؤمن في قبره أن يُقال: أبشر برضا الله تعالى و الجنّة، قدمت خير مقدم قد غفر الله لمن شيّعك إلى قبرك، و صدق من شهد لك، و إستجاب لمن إستغفر لك".[2]
عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: "فأما إن كان من المقربين فروح و ريحان" في قبره "و جنّة نعيم" في الآخرة.[3]
أما سكرات الموت التي أشير إليها في السؤال، فهي متعلقة بما قبل الموت و عند نزع الروح،[4] أما الصعوبات التي بعد الموت فتشمل حال الفرقة الثالثة (التي أشارت إليها الآيات بتقسيمها) يعني المكذّبين، أما المقربون و أصحاب اليمين فهم من الناجون.
لمزيد من الإطّلاع راجعوا المواضيع التالية:
السؤال في القيامة 5870 (الموقع: 6658).
أهم سؤال يوم القيامة بإعتقاد الشيعة 12075 (الموقع: 11866).
أهل البرزخ و حوادث القيامة 8285 (الموقع: 8466).
البرزخ و الحياة البرزخية 3891 (الموقع: 4160).
الثواب و العقاب في البرزخ 9457 (الموقع: 9447).
[1] مكارم الشيرازي، ناصر، تفسير الأمثل 17، ص 513، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب (ع)، قم، 1421 ق.
[2] السيوطي، جلال الدين، الدر المنثور في تفسير المأثور، ج 6، ص 166، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، قم، 1404 ق.
[3] القمي، علي بن إبراهيم، تفسير القمي، تحقيق: الموسوي الجزايري، السيد طيب، ج 2، ص 350، دار الكتاب، الطبعة الرابعة، قم، 1367 ش.
[4] لإيصال معنى سكرات الموت بشكل أوضح يجدر الإلتفات إلى هذا الحديث: عن أبن عباس روى (أن فاطمة (ع) قالت للنبي (ص) و هو في سكرات الموت: يا أبه أنا لا أصبر عنك ساعة من الدنيا، فأين المعاد غداً؟ قال: أما إنّك أوّل أهلي لحوقا بي، و الميعاد على جسر جهنّم، قالت: يا أبه أ ليس قد حرّم الله عزّوجلّ جسمك و لحمك على النار؟ قال: بلى و لكنّي قائم حتى تجوز أمتي ...)، البحار، ج 8، ص 303.