بحث متقدم
الزيارة
8138
محدثة عن: 2007/11/11
خلاصة السؤال
ما هی فلسفة وجود الشیطان؟
السؤال
ما هی فلسفة وجود الشیطان کموجودٍ مضل و إغوائی؟ و لماذا خلق الله هذا الموجود؟
الجواب الإجمالي

أوّلاً: إن دور الشیطان فی الإغواء و الإضلال بالنسبة إلى الإنسان لا یتعدى حدود الدعوة، و ثانیاً: إن التکامل لا یکون إلاّ فیما بین التضاد، إضافةً إلى ذلک فإن خلق مثل هذا الموجود فی نظام هو الأحسن لا یعد أمراً عبثیاً لا هدف له، و إنما هو تجلٍ لرحمانیة وخیریة الله المحضة.

الجواب التفصيلي

أولاً: إن الله لم یخلق الشیطان شیطاناً، و الدلیل على ذلک هو أن الشیطان عبد الله أکثر من (6 ألاف سنة)[1] کان فیها فی صف الملائکة العابدین ولکنه اختار بعد ذلک طریقاً آخر بإرادته و من خلال طغیانه وتکبره و إعراضه عن إطاعة أمر الحق صار مبعداً و مطروداً من رحمة الله.

ثانیاً: إن وجود الشیطان لیس مضراً بالنسبة لأولئک الذین یریدون السیر على طریق الحق و الإیمان، و إنما هو بمثابة وسیلة من وسائل التقدم و التکامل، و ذلک لأن الترقی و التکامل یحصل دائماً فی بیئة التنافر و التضاد.[2]

و دور الشیطان فی هذا العالم هو دور الداعی، أی أن الشیطان یدعو الإنسان إلى الانحراف و الضلال فقط، و لم یعطهِ الله سبحانه القدرة على التصرف فی النفوس «إِنَّهُ لَیْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَلَى رَبِّهِمْ یَتَوَکَّلُونَ».[3]

و لذلک عندما یدعی البعض یوم القیامة انه ضل و انحرف بسبب إغواء الشیطان له یقف الشیطان مدافعاً عن نفسه مدلیاً بحقه حیث یقول: «وَ مَا کَانَ لِیَ عَلَیْکُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُکُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِی فَلا تَلُومُونِی وَ لُومُوا أَنْفُسَکُمْ».[4]

و ما نتعلمه من القرآن الکریم هو أن دور الشیطان لا یتعدى حدود الدعوة و لا یمتلک القدرة على إجبار الإنسان على الانحراف و الضلال، ذلک لأن الإنسان مخاطب و مدعو بدعوتین، إحداهما دعوة الله، و الأخرى دعوة الشیطان، وإن الأمر متروک للإنسان و لاختیاره فی إتباع إحدى هاتین الدعوتین. فأما أولئک الذین یقبلون دعوة الشیطان بمیلهم و اختیارهم و جعلوا منه قدوة لهم و ساروا خلف تعلیماته، فإنه یجد له طریقاً للتسلط علیهم، فیجرهم إلى الهلاک: «إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِینَ یَتَوَلَّوْنَهُ».[5]

لمزید الاطلاع انظر المواضیع ذات الصلة التالیة:

الشیطان و الموت، رقم السؤال 398؛ بکاء الشیطان و تضرعه، رقم السؤال 762.



[1] نهج البلاغة، الخطبة القاصعة، ش234.

[2] بیستونی، محمد، شیطان شناسی از دیدگاه قرآن کریم" معرفة الشیطان فی نظر القرآن الکریم"، ص17.

[3] النحل،99.

[4] إبراهیم،22.

[5] النحل،100.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280259 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258835 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129631 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115649 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89557 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61041 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60369 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57377 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51625 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47715 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...