بحث متقدم
الزيارة
12424
محدثة عن: 2011/10/29
خلاصة السؤال
ما هي النسبة بين النفس الكلية و العقل الكامل و بين الانسان الكامل في الفكر العرفاني و مدى انطباقها على أنوار أهل البيت؟
السؤال
ما المراد من " النفس المطلقة الكلية" و "العقل الكلي" في المصادر العرفانية و خاصة في كلمات الإمام الخميني (ره)؟ و كيف نستطيع تطبيقها على أهل البيت (ع) من خلال الطريق البرهاني العقلي و النقلي؟ و ما هي مميزات هذا المقام عن سائر المقامات الاخرى؟
الجواب الإجمالي

العقل الكلي في لسان الروايات يعني القلم الأعلى، و النفس الكلية تعني اللوح المحفوظ، و أما العلاقة بين العقل و النفس فهي تشبه العلاق بين القلم و اللوح؛ بمعنى أن العقل يفيض بأمر الله تعالى نور المعرفة و أن للنفس جنبة التلقي و القبول.

اما بالنسبة الى علاقة تلك المفاهيم و ارتباطها بأهل البيت (ع)، نقول: لما كان أهل البيت (ع) يمثلون الانسان الكامل و المطلق في اصطلاح العرفاء، من هنا فهم يتوفرون على جميع العوالم، و من حيث الروح و العقل هم كتاب العقل الذي يعرف بأم الكتاب، و من حيث القلب هم اللوح المحفوظ.[1]

و لكي ندرك هذه القضية ادراكاً صحيحا لابد من الالتفات الى أن العقل الكلي للانسان لا يعني العقل المحاسب، و ان قلب الانسان لا يعني ذلك العضو الصنوبري الموجود في صدر الانسان و لا يعني مركز الاهواء النفسانية، بل هو – انطلاقا من الروايات- بيت الله تعالى الذي وصف بانه اوسع من السماوات و الارض[2]، و ان العقل القدسي هو أول المخلوقات التي خلقها الباري تعالى.

و قد تعرضت الروايات للعلاقة بين القلم و اللوح و أنوار المعصومين (ع)، و كذلك ورد في تفسير بعض الآيات كقوله تعالى «وَ إِنَّهُ في‏ أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكيمٌ»،[3] و «وَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ أَحْصَيْناهُ في‏ إِمامٍ مُبين‏»[4]" انهما تشيران الى مقامات الأئمة (ع)، و هذا البحث له علاقة بالبحث العرفاني الدائر حول الانسان الكامل و العقل الكلي و النفس الكلية.

البحث التفصيلي في مثل هذه الابحاث يحتاج الى فرصة اوسع، نسأل الله تعالى أن يتيح لنا تلك الفرصة للغوض مفصلا في هذه الابحاث.

 


[1] جاء في المعجم الفلسفي، ج1، ص157، نشر الشركة العالمية للكتاب: ورد في معجم المعارف الاسلامية في خصوص العقل و القلب و علاقتهما بالانسان الكامل و العالم: ان نسبة العقل الاول او العقل الكلي مع العالم الكبير  كنسبة الروح ( العقل المجرد التام) مع الانسان الصغير، و نسبة النفس الكلية التي هي قلب العالم الكبير مع كل العالم الكبير كنسبة النفس الناطقة مع قلب الانسان بالانسان. (انظر: فرهنگ معارف اسلامي، ج1،‌ص 319. انتشارات جامعة طهران، بتصرف قليل).

[2] «فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ لَمْ يَسَعْنِي سَمَائِي وَ لَا أَرْضِي وَ وَسِعَنِي قَلْبُ عَبْدِي الْمُؤْمِنِ»، المجلسي، محمد باقر، بحار الانوار، ج 55، ص 39، موسسه الوفاء، ‌بیروت، 1409ق.

[3] زخرف، ‌4.

[4] یس، 12.

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280259 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258835 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129631 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115649 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89557 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61041 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60369 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57377 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51625 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47715 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...