بحث متقدم
الزيارة
9286
محدثة عن: 2007/01/01
خلاصة السؤال
ما هی علامات الظهور و ماهی العلامة المؤثقة منها؟
السؤال
ما هی علامات ظهور الإمام المهدی (عج)؟ و ما هی العلامات المؤثّقة منها؟
الجواب الإجمالي

ان البحث فی قضیّة الإمام المهدی (عج) و الاهتمام بها و التساؤل حول «الظهور» و «علامات الظهور» من الأُمور المستحسنة و الجدیرة بالاهتمام; و لکن ینبغی الالتفات إلى نکتة مهمة جداً، و هی یجب ان لا یکون الاهتمام بالبحث عن علامات الظهور على حساب «الهدف الأساسی» من وراء الایمان بقضیة الإمام (عج) و هو «توفیر الارضیة المناسبة لظهوره (عج) و الاستعداد لذلک اللقاء العظیم». نعم یجب ان لا نغفل عن ذلک الهدف السامی ونسیر فی طرق ملتویة ومسارات متعرجة.

إذا عرفنا ذلک نقول: ان علامات ظهوره (عج) تنقسم إلى اقسام کثیرة وبحیثیات متعددة، منها: تقسیمها إلى علامات الظهور الحتمیة وغیر الحتمیة.

یعتقد الکثیر من الناس ان ظهور الإمام (عج) رهین بتحقق تلک العلامات الحتمیة فاذا تحققت، ظهر الإمام (عج) حتماً!! و لکنه تصوّر غیر صحیح، و ذلک لانّ مسألة ظهور الإمام و عدم ظهوره ترتبط ارتباطاً مباشراً بالغیب، أی انها مسألة غیبیة ترتبط بالارادة الالهیة ارتباطاً کاملاً ومباشرا، بمعنى ان العلامات الحتمیة لا تعنی انها علامات جزمیة و تأکیدیة بنحو مائة بالمائة(100 %)، و ان کانت الروایات قد أکدت ان ظهور الإمام (عج) کالمعاد أمرٌ حتمی لا یتخلف ابداً، و اما العلامات ـ حتّى الحتمیة منها ـ تبقى فی حد الاحتمال و على أکثر تقدیر مقارنات لظهوره (عج) .

واما اسماء العلامات الحتمیة فهی: خروج السفیانی; والصیحة، والخسف فی البیداء، ونداء الشیطان فی السماء، وظهور الشمس من المغرب، ووقوع الاختلاف الداخلی فی معسکر الباطل، وقتل النفس الزکیة.

الجواب التفصيلي

قبل البدء فی الاجابة عن السؤال نرى من اللازم والضروری ان نشیر إلى مجموعة من النکات المهمة، وهی:

1. تعتبر مسألة ظهور الإمام المهدی (عج) من أهم الحوادث العالمیة، من هنا اطلق على صاحبها لقب «موعود الادیان» و «المصلح العالمی».

2. بما انّ ظهوره (عج) من اهم الوقائع التاریخیة فلابدّ من ان یقترن قیامه بمجموعة من العلامات والمؤشرات الّتی لم یسبق ان حدثت قبل ذلک، مثله کمثل ولادة النبی الأکرم محمد (صلى الله علیه وآله وسلم) الّذی اقترن بحوادث مهمة مثّلت علامات ومؤشرات واضحة على عظمة هذا المولود الکبیر (صلى الله علیه وآله وسلم).

3. ان هذه العلامات تنطوی على فوائد وثمار کثیرة منها:

ـ ان بعض هذه العلامات عظیمة جداً، و هذا یُعد تعظیماً و تجلیلاً للظهور و صاحب الظهور (عج).

ـ بعض تلک العلامات تمثل ارعاباً و تهدیداً لخصومه (علیه السلام) من باب القاء الرعب فی قلوب الافراد و الجماعات و المؤسسات المناوئة للإمام (عج).

ـ بعضها الآخر یُعد بمثابة البشارة والهدیة لانصاره و المنتظرین لطلعته المبارکة (عجل الله فرجه الشریف).

4. من الجدیر و المناسب جداً ان یطلع المؤمنون على تلک العلامات و یعرفونها معرفة دقیقة لکی لا تنطلی علیهم حیل و الاعیب الماکرین ممن یدعون المهدویة کذباً وزوراً، و لکن فی نفس الوقت ینبغی للمؤمنین ان لا یغرقوا فی بحر البحث عن العلامات و ینسون الهدف الأساسی من وراء الانتظار. وهذا ما نشیر الیه فی طیّات الجواب.

أ. تقسیم علامات الظهور:

قسمّت علامات ظهور الإمام (عج) تقسیمات متعددة و متنوعة منها: علامات الظهور الحتمیة و غیر الحتمیة، و لقد وقع الکثیر من الناس فی خطأ کبیر حیث تصوّروا ان تحقق تلک العلامات یساوی ظهور الإمام (عج) بدرجة مائة بالمائة(100 %) وان الظهور رهین بتلک العلامات، فاذا تحققت ظهر الإمام وإذا لم تتحقق لم یظهر الإمام (عج)، وهو تصوّر غیر صحیح لان واقع القضیة ـ وطبقاً لبعض الروایات ـ ان قضیة ظهور الإمام (عج) وعدم ظهوره ترتبط بـ «الارادة الالهیة» سواءً تحققت العلامات الحتمیة ووقعت ام لم تتحقق!! ومن هنا یکون مفهوم «حتمیة العلامات» هو: ان بعض هذهِ العلامات فیها احتمال ظهور الإمام (عج) اکبر من غیرها .فالقضیة لا تتعدى کون العلامة ذات احتمال کبیر، اما ان تصل إلى حد الجزم والقطع فلا. من هنا اتضح ان العلامات غیر الحتمیة تختلف عن الحتمیة فی قلّة الاحتمال، أی ان ظهور الإمام (عج) مقارناً لها فیه احتمال قلیل بالنسبة إلى العلامات الحتمیة، و التأمل فی هذا الحدیث یرشدنا إلى حقیقة الأمر:

روى داود بن أبی القاسم قال: کنّا عند أبی جعفر محمد بن علی الرضا (علیهما السلام) فجرى ذکر السفیانی و ما جاء فی الروایة من أن أمره من المحتوم، فقلت لأبی جعفر (علیه السلام): هل یبدو لله فی المحتوم؟ قال: نعم، قلنا له: فنخاف ان یبدو لله فی القائم، قال: القائم من المیعاد».[1]

وقد علّق المحدث الکبیر النوری (قدس سره) على ذلک- فبعد ان استثنى (قدس سره) مسألة ظهور وقیام الإمام (عج) حیث اعتبرها من الحتمیات الّتی لا تتخلف- فقال: و قد انقضى من عمره الشریف إلى الآن الف و اربعون و عدّة سنین، و لا تبدیل و لا تغییر فیه ما بقی شیءٌ مما جاء عن أهل بیت العصمة(علیهم السلام) من الآیات و العلامات الّتی تکون قبل ظهوره و مع ظهوره، و هی جمیعها قابلة للتغیر و التبدیل و التقدیم و التأخیر و التأویل بشیء آخر، حتّى تلک الّتی عدّت فی الحتمیات، فان المقصود من المحتوم فی تلک الاخبار ـ على الظاهر ـ لیس انها غیر قابلة للتغییر أبداً، بل الظاهر منه ما قالوه(علیهم السلام) بانّه مرتبة من التأکید بما لا ینافی التغیّر فی مرحلة من مراحل وجودها.[2]

من هنا یکون من الاجدر و الالیق بالجمیع الترکیز و الاهتمام و السعی الجاد لتوفیر الأرضیة المناسبة و الاعداد للظهور، و الانتقال من حالة الافراط فی القلق و القنوط و الاضطراب إلى اللجوء الى الرحمة الالهیة و لطف إمام العصر (عج) و التضرّع الخالص الى الله سبحانه، و الاعداد الروحی و الجسدی حتّى تهطل علینا سحب الخیر و تفور من تحت اقدامنا ینابیع العطاء و تهبط علینا ملائکة الرحمة، و هذا کله رهین بالمعرفة الکاملة و العمل بالواجبات و ترک المحرّمات.

ب. انواع العلامات الحتمیة و عددها

ورد فی بعض الروایات ان العلامات الحتمیة خمس، و قد بحثت تلک العلامات و سلط علیها الضوء فی أکثر من بُعد مما یجعل بحثها فی هذاِ المختصر أمراً صعب المنال.

عن أبی حمزة الثمالی قال: قلت لأبی عبد الله (ع) إن أبا جعفر (ع) کان یقول: إن خروج السفیانی من الأمر المحتوم . قال لی: نعم، و اختلاف بنی فلان من المحتوم، و قتل النفس الزکیة من المحتوم، و خروج القائم (ع) من المحتوم. فقلت له: کیف یکون ذلک النداء؟ قال: ینادی مناد من السماء أول النهار ألا إن الحق فی علی و شیعته ثم ینادی إبلیس لعنه الله فی آخر النهار ألا إن الحق فی السفیانی و شیعته فیرتاب عند ذلک المبطلون[3]

نکتة

المراد من «النفس الزکیة» رجل عظیم جداً یبعثه الإمام المهدی (عج) للتبلیغ، یقول صاحب البحار: فیدعو رجلاً من أصحابه فیقول له: امض إلى أهل مکة... فاذا تکلم هذا الفتى بهذا الکلام ـ أی الکلام الّذی أمره به الإمام (عج) ان یبلغه ـ أتوا إلیه فذبحوه بین الرکن و المقام، و هی النفس الزکیة.[4]

و اما السفیانی فهو شخصیة من المعاندین یقف فی وجه الإمام (عج) یخسف به الله الأرض فی «البیداء» من أرض «الیمن».[5]



[1] بحار الأنوار: 52 / 250 ـ 251، طبعة الإسلامیة .

[2] النجم الثاقب، للمحدث النوری: 832، طبعة جمکران .

[3] کمال‏الدین 2 /   652.

[4] بحار الأنوار: 52 / 307 / 81 .

[5] موعود شناسى لعلی اصغر رضوانی: 524، طبعة جمکران.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280259 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258835 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129631 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115649 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89557 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61041 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60369 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57377 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51625 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47715 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...