بحث متقدم
الزيارة
5820
محدثة عن: 2012/04/04
خلاصة السؤال
تذكر بعض الروايات أن المولودين من الحرام لا يوفقون لحبّ الإمام علي، فما السبب في ذلك؟ أليس هذا جبراً؟
السؤال
أرجو إبداء رأيكم عن هذا الحديث: "جاء رجل إلى علي (ع) فقال جعلني الله فداك إنّي لأحبّكم أهل البيت! قال: و كان فيه لين قال: فأثنى عليه عدّة. فقال له: كذبت ما يحبّنا مخنّث و لا ولد زنا و لا من حملت به أمّه في حيضها!! قال فذهب الرجل فلما كان يوم صفين قتل مع معاويه". سؤالي عن العبارة الأخيرة من كلام الإمام علي (ع) إذ يلزم الجبر لو قبلنا ظاهره.
الجواب الإجمالي

روى هذه الرواية الحميري في قرب الأسناد[1] و قطب الدين الراوندي في الخرائج[2] و المجلسي في بحار الأنوار[3] نقلا عن قرب الاسناد[4].

إن هاتين العبارتين من الحديث تشيران إلى تأثير الوراثة على الأبناء، و بما أن التخلص من تأثيرها و تبعاتها يستلزم جهداً مضاعفاً، لذلك نجد أكثر الناس يتبعون تأثير الوراثة و يسيرون خلفها دون أن يكلفوا أنفسهم عناءّ زائداً.

الشئ الآخر أن هذه الرواية ليست مطلقة، بل ناظرة إلى الأكثرية. فيمكن في حكمها الإستثناء و إلا فلا معنى للإختيار. النكتة الأهم هنا هي أن المراد من هذه الرواية هو إن هذا الإنسان المولود من الحرام أو في غير الطهر يؤيد خباثة مولدة بأعماله الإختيارية، و إلا فيمكنه ببذل جهد و إرادة مضاعفين أن يتخلص من لوثة أصله و وراثته غير الطاهرة، لكن هذا الأمر يلزمه جهاداً و هجرة من كل الآثار الموروثة و من بيت أهل الحرام.

الملاحظة الأخيرة هي إن المؤثر في دائرة الأسباب و عامل الوراثة هو الأب و الأم لا الله سبحانه و تعالى، إذن ترجع هذه المسألة مرة أخرى لمسألة إختيار الإنسان (أي الأب و الأم هنا) لا إلى الجبر الإلهي و من الطبيعي أن سوء الإختيار من قبل الأب و الأم يمتد إلى أولادهم و يبعث على شقائهم الدائمي، حتى لو قلنا إن المولود يمكنه أن لا يختار هذا الطريق، و لكن هذا الإنتخاب يحتاج إلى إرادة مضاعفة و عناية خاصة من الله سبحانه تؤدي إلى التغيير و التبدل في وجود الفرد.

 


[1]  الحميري، قرب الأسناد، ج 1، ص 14، انتشارات مكتبة النينوى، طهران، بي تا.

[2]  قطب الدين الراوندي، الخرائج، ج 1، ص 177، مؤسسة إمام المهدي (عج)، قم، 1409 ه ق.

[3]  ج 27، ص 148، مؤسسة الوفاء، بيروت، 1404 ق.

[4]  متن الرواية: "و عنه عن عبد الله بن ميمون القداح عن جعفر عن أبيه قال جاء رجل إلى علي (ع) فقال جعلني الله فداك إنّي لأحبّكم أهل البيت قال و كان فيه لين قال فأثنى عليه عدّة فقال له كذبت ما يحبّنا مخنّث و لا ولد زنا و لا من حملت به أمّه في حيضها قال فذهب الرجل فلما  كان يوم صفين قتل مع معاويه".

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280259 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258835 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129631 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115649 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89557 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61041 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60369 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57377 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51625 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47715 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...