بحث متقدم
الزيارة
14551
محدثة عن: 2012/07/19
خلاصة السؤال
ما الفرق بين "الصريح" و "الظاهر"؟
السؤال
ما الفرق بين "الصراحة" و "الظهور" في بحث التفسير؟ أي ما الفرق بين أن تكون الآية "صريحة" في معنىً معين أن تكون "ظاهرة" في هذا المعنى و من أين نفهم ذلك؟
الجواب الإجمالي

قد تكون دلالة عبارةٍ معينة على مراد المتكلم صريحة جداً بحيث ينتفي احتمال خلافه. فيقال هنا أن هذه العبارة نصّ و صريحة على المعنى المراد، و قد لا تكون دلالة العبارة على مراد المتكلم صريحة، بل تحتمل عدة معانٍ، و لكن يوجد من بين هذه المعاني معنى ينقدح بالذهن و يصل إليه قبل غيره، فعندها يقال أن هذه العبارة ظاهرة في هذا المعنى.

و بعبارة أخرى، النص هو الكلام الذي لا يدّل إلّا على معنىً واحد، فهو صريح في هذا المعنى و ليس له معنىً آخر سواه، أما الظاهر فيقال للكلام الذي يدل على عدة معانٍ، لكن دلالته على أحدها أقوى من غيره.

بهذا التعريف للنص و "الصريح" و "الظاهر" يجب القول: بأن عبارات القرآن و الروايات و جملاتهما، تنقسم إلى قسمين من حيث دلالتهما على المعنى: فهي إما نص في هذا المعنى أو لها ظهور فيه.

فالظهور في معنىً معين، مثل الآية الشريفة "أقيموا الصلاة ..."،[1] ففي الآية المشار إليها فعل "أقيموا" ظاهر في الوجوب طبقاً لمبنى المشهور من علماء الأصول، لأن صيغة الأمر ظاهرة في الوجوب بالوضع اللغوي، إلا إذا جاء دليل صارف يصرفها عن هذا الظهور، ففي هذه الحالة، لا ينعقد هذا الظهور و تحمل عندئذ على الإستحباب، لوجود اشتراك بين الوجوب و الإستحباب (و هو المعنى الكلّي للطلب).[2]

و قد تبنى علماء الأصول القاعدة المعروفة بحجية الظواهر "كلّ ظاهرٍ حجة". فمثلاً لو أمر المسؤول أحد الموظفين بأداء عمل معين فكل إنسان يفهم من هذا الأمر وجوب أداء هذا العمل، إلا إذا كانت هناك قرينة دالة على خلاف ذلك. و الجدير بالذكر هنا أنه كلما ثبت للفظ ظهور في معنىً معين، لا يمكن رفع اليد عن هذا الظهور بحجة إمكان كون مراد المتكلم هو المعنى غير الظاهر. لذلك فالقاعدة الكلية العامة التي تؤكد: بأننا كلما شككنا في مراد المتكلم و أنه هل يريد من كلامه المعنى الظاهر أم المعنى غير الظاهر؟، حملنا كلامه على المعنى الظاهر.

أما الصراحة، فمثالها البارز في القرآن الكريم "لا إله إلّا الله" فهي نص واضح في واحدية الله تعالى و أحديته التي لا يمكن أن يتطرق إليها ما هو خلاف ذلك.

 


[1]  البقرة 43، "وَ أَقِيمُواْ الصَّلَوةَ وَ ءَاتُواْ الزَّكَوةَ وَ ارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِين".

[2]  راجعوا: ملا صالح المازندراني، حاشية معالم الدين، ص 56، مكتبة الداوري، بي جا، بي تا، لسيد فيروز آبادي، عناية الأصول، ج 1، ص 204 و 205، نشر الفيروز آبادي، قم، الطبعة الرابعة، 1400 ق، المظفر، محمد رضا، اصول الفقه، ج 1، ص 5 و 65 و 66، نشر اسماعيليان، قم، الطبعة الخامسة، بي تا.

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280259 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258835 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129631 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115649 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89557 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61041 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60369 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57377 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51625 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47715 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...