Please Wait
5809
لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی
حذیفة بن حسیل من کبار صحابة النبی الأکرم (ص) ،و إنما قیل له الیمان لأنه حالف بنی عبد الأشهل من الأنصار، فسماه قومه الیمان؛ لأنه حالف الأنصار، و هم من الیمن. أسلم هو و أبوه و أخوه صفوان و اشترک فی معرکة أحد و سائر المعارک و لم یتمکن من الاشتراک فی بدر لأن المشرکین منعوه من الاشتراک فیها؛ استشهد أبوه "حسیل" فی معرکة احد.[1]
کان لحذیفة دور بارز فی المعارک التی خاضها المسلمون و فی انتشار الدین و یشهد لذلک المهمة التی کلفه بها النبی (ص) حیث أرسله النبی (ص) لیلة الأحزاب سریة لیأتیه بخبر الکفار.[2]
و شهد حذیفة نهاوند فلما قتل النعمان بن مقرن أخذ الرایة و کان فتح همذان و الری و الدینور على ید حذیفة، ثم استعمله عمر على المدائن، ثم کتب إلیه عمر: اقدم.
فلما بلغ عمر قدومه، کمن له على الطریق فرآه على الحال التی خرج علیها لم یکن معه مال او متاع أکثر مما خرج به.[3]
من الخصائص التی عرف بها حذیفة أنه کان یعرف المنافقین[4] و قد ذکر المؤرخون و أصحاب التراجم ذلک فبعد عودة النبی من تبوک تآمر عدد من المنافقین لقتل النبی (ص) وقفوا على العقبة لیفتکوا برسول الله ص عند رجوعه من تبوک فأخبر جبرئیل (ع) رسول الله بذلک و أمره أن یرسل إلیهم و یضرب وجوه رواحلهم و عمار کان یقود دابة رسول الله (ص) و حذیفة یسوقها فقال لحذیفة اضرب وجوه رواحلهم فضربها حتى نحاهم فَلَمَّا نَزَلَ قَالَ لِحُذَیْفَةَ مَنْ عَرَفْتَ مِنَ الْقَوْمِ فَقَالَ لَمْ أَعْرِفْ مِنْهُمْ أَحَداً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهُ (ص): إِنَّهُ فُلانٌ وَ فُلانٌ حَتَّى عَدَّهُمْ کُلَّهُمْ فَقَالَ حُذَیْفَةُ أَ لا تَبْعَثُ إِلَیْهِمْ فَتَقْتُلَهُمْ فَقَالَ أَکْرَهُ أَنْ تَقُولَ الْعَرَبُ لَمَّا ظَفِرَ بِأَصْحَابِهِ أَقْبَلَ یَقْتُلُهُم.[5]
و من هنا و بتعلیم من الرسول الاکرم (ص) و أمیر المؤمنین کان حذیفة یعرف المنافقین و الحوادث المستقبلیة و لذلک نرى المسلمین ینظرون إلى حذیفة فإن صلى على المیت عرفوا انه لیس من المنافقین.[6]
حذیفة و حبه لأمیر المؤمنین علی بن أبی طالب
عرف حذیفة بحبه الراسخ لأمیر المؤمنین علی بن ابی طالب (ع) و قد روى عن النبی (ص) فی هذا المجال روایات کثیرة فی فضل علی (ع) منها:
1- عَنْ زَیْدِ بْنِ صُوحَانَ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ فِی الْبَصْرَةِ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ الْیَمَانِ أَنَّهُ أَنْذَرَهُمْ فِتَناً مُشْتَبِهَةً یَرْتَکِسُ فِیهَا أَقْوَامٌ عَلَى وُجُوهِهِمْ قَالَ ارْقُبُوهَا قَالَ فَقُلْنَا کَیْفَ النَّجَاةُ یَابَا عَبْدِ اللَّهِ قَالَ انْظُرُوا الْفِئَةَ الَّتِی فِیهَا عَلِیٌّ (ع) فَأْتُوهَا وَ لَوْ زَحْفاً عَلَى رُکَبِکُمْ فَإِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) یَقُولُ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْبَرَرَةِ وَ قَاتِلُ الْفَجَرَةِ مَنْصُورٌ مَنْ نَصَرَهُ مَخْذُولٌ مَنْ خَذَلَهُ إِلَى یَوْمِ الْقِیَامَةِ. [7]
2- عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَلْقَمَةَ الأَیَادِی قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الْحسنُ بْنُ عَلِیٍّ (ع) وَ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ یَسْتَنْفِرَانِ النَّاسَ خَرَجَ حُذَیْفَةُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ هُوَ مَرِیضٌ مَرَضُهُ الَّذِی قُبِضَ فِیهِ فَخَرَجَ یَتَهَادَى بَیْنَ رَجُلَیْنِ فَحَرَّصَ النَّاسَ عَلَى اتِّبَاعِ عَلِیٍّ (ع) وَ طَاعَتِهِ وَ نُصْرَتِهِ ثُمَّ قَالَ: أَلَا مَنْ أَرَادَ وَ الَّذِی لا إِلَهَ غَیْرُهُ أَنْ یَنْظُرَ إِلَى أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ حَقّاً حَقّاً فَلْیَنْظُرْ إِلَى عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ (ع).[8]
3- عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ أَنَّهُ أَدْخَلَ رَأْسَهُ تَحْتَ الثَّوْبِ بَعْدَ مَا سَجَّى عَلَى حُذَیْفَةَ فَقَالَ لَهُ: إِنَّ هَذِهِ الْفِتْنَةَ قَدْ وَقَعَتْ فَمَا تَأْمُرُنِی؟ قَالَ: إِذَا أَنْتَ فَرَغْتَ مِنْ دَفْنِی فَشُدَّ عَلَى رَاحِلَتِکَ وَ الْحَقْ بِعَلِیٍّ (ع) فَإِنَّهُ عَلَى الْحَقِّ وَ الْحَقُّ لا یُفَارِقُهُ. [9]
توفی حذیفة بن الیمان فی المدائن عام 36 هجریة و دفن فیها.[10]
[1] ابن الاثیر، عزالدین، الکامل فی التاریخ، ج 2، ص 162، بیروت، دار صادر، 1385 / 1965.
[2] ابن الاثیر، عزالدین (م 603)، اسد الغابة فی معرفة الصحابة، ج 1، ص 469 و 468، بیروت، دارالفکر، 1409 / 1989.
[3] الکامل فی التاریخ، ج 2، ص 184؛ اسد الغابة فی معرفة الصحابة، ج 1، ص 469 و 468.
[4] من الامور التی نتجت عن معرکة تبوک اکتشاف خطوط النفاق فی الوسط الاسلامی فمنهم من عرفوا لامتناعهم عن المشارکة فی المعرکة و منهم من خلال بناء مسجد ضرار و الطائفة الثالثة عرفت لما تآمرت على النبی (ص) لقتله فی العقبة.
[5] المجلسی، بحارالانوار، ج 20، ص 208، موسسة الوفاء، بیروت،1404.
[6] پیغمبر و یاران" النبی و اصحابه"، ج 2، ص 248 و 249.
[7] بحار الانوار، ج 22، ص 109.
[8] نفس المصدر، و فیه الحسین بدل الحسن.
[9] نفس المصدر.
[10] ابن عبدالبر، ابوعمر یوسف (م 436)، الاستیعاب فی معرفة الاصحاب، ج 1، ص 334؛ تحقیق علی محمد البجاوی، بیروت، دارالجیل، الطبعة الاولی، 1412 / 1992.