بحث متقدم
الزيارة
5209
محدثة عن: 2008/05/20
خلاصة السؤال
ما الحکم لو ادعی احد الاطراف الاکراه فی المصالحة؟
السؤال
إذا ادعى أحد الطرفین بعد المصالحة (الصلح) انه کان مکرهاً أو مجبراً علی‌ الصلح، فهل یؤثر ذلک على عقد الصلح؟
الجواب الإجمالي

فی هذا المورد یقدم قول مدعی صحة العقد و لکن یجب علیه الحلف، اما من یدعی وقوع الاکراه او الاجبار فیجب علیه إقامة البینة.

الجواب التفصيلي

ان للمسألة صوراً‌ متعددة:

1- أن یدعی أحد المتصالحین الإکراه و الإجبار و ینکر الآخر.

2- أن یکون الآخر مقراً بالاکراه و الاجبار أیضاً.

3- ان یکون الآخر ساکتاً، و یدعی عدم العلم.

ففی الصورة الاولی: یقدم قول منکر الاکراه و الاجبار لانه یطابق أصالة الصحة فی فعل المسلم. حیث ان کلیهما متفقان علی وقوع أصل المصالحة و لکن أحدهما یقول انها وقعت صحیحة و الآخر یقول انها کانت باطلة، و الأصل أن المصالحة وقعت بشکل صحیح فلم یکن اجبار او اکراه،[1]‌ الاّ ان یاتی مدعی الاکراه و الاجبار ببینة و یثبت أن المصالحة وقعت عن إکراه و اجبار.

و یمکن استنباط حکم هذه المسألة عن طریق التأمل فی مجموع مباحث علم الاصول، و کذلک ما یشابهها فی الکتب الفقهیة، فمثلاً یقول المحقق الحلی فی شرایع الاسلام فی مسألة اختلاف المتبایعین، الرابعة: اذا قال بعتُکَ بعبد فقال بل بحُر، أو بخَل فقال بل بخَمر، او قال فُسختْ قبل التفرق و أنکر الأخر، فالقول قول من یدعی صحة العقد مع یمینه و علی الآخر البیٌنة.[2]

یقول صاحب الجواهر أیضاً: بلا خلاف معتد به أجده‏. و لا اشکال فی جریانها (اصالة الصحة) کما هو واضح بادنى تأمل.[3]

اما الصورة الثانیة فحکمها واضح، فانه إذا اعترف الطرف المقابل بوقوع المصالحة الاکراهیة فلا قیمة لهذه المصالحة. بل ان للمکره عقوبة و جزاء طبقاً لقانون العقوبات الاسلامی المادة 688، الفصل 22، من القوانین الجزائیة و العقوبات الاسلامیة:

یعاقب بالسجن من ثلاثة أشهر الی سنتین و 74 جلدة کل من یلزم شخصاً بالجبر أو الاکراه و التهدید علی‌ إعطاء ورقة أو سند أو توقیع أو ختم، ‌أو یأخذ منه سنداً أو ورقة خاصة به او وضعت أمانةً عنده.[4]

و اما الصورة الثالثة ففیها أقسام و شقوق مختلفة، و للأطلاع علیها یمکنکم مراجعة کتاب تحریر الوسیلة.[5]



[1] و طبعاً فان القاضی لا یمکنه الحکم لصالحه بمجرد ادعائه الصحة بل یحب علیه ان یحلف ایضاً.

[2] شرائع الإسلام فی مسائل الحلال و الحرام، ج ‏2، ص 27.

[3] جواهر الکلام، ج 23، ص 194- 198.

[4] حجتی اشرفی، غلام رضا، مجموعه کامل قوانین و مقررات جزائى (المجموعة الکاملة للقوانین و المقررات الجزائیة).

[5] الامام الخمینی، تحریر الوسیلة، ج 2، ص 383 و 384.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280259 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258835 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129631 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115649 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89557 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61041 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60369 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57377 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51625 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47715 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...