بحث متقدم
الزيارة
8141
محدثة عن: 2009/06/03
خلاصة السؤال
لماذا وجبت علینا الصلاة؟
السؤال
إذا کان الله غنیّاً فلماذا تجب علینا الصلاة؟ و لماذا نعذّب فی الآخرة علی ترک الصلاة مع کون الله تعالی غنی عن صلاتنا؟
الجواب الإجمالي

لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی

الجواب التفصيلي

الله تعالی غنی و لیس فیه أی نقص و ضعف و حاجة و کل الموجودات محتاجة إلیه. و من ناحیة اخری فإن الله رؤوف و رحیم و یحبّ جمیع عباده و قد خلق الکون و جمیع النعم و الخیرات من أجلهم.

و علی هذا الأساس فکل أفعاله هی علی أساس الحکمة، فإذا أصدر أمراً بأداء الصلاة أو أی عمل آخر فإنما ذلک قائم علی أساس الحکمة و المصالح و المنافع المترتبة علی هذه الأعمال للعباد.

و تلک الحکم هی مثل: الوصول الی الکمال، و الإبتعاد عن القبائح و الرذائل و التقرّب الی الذات القدسیة الإلهیة و... [1]

و کذلک إذا نهی عن شیء و حذّر عباده منه فإنما هو بسبب الأضرار و المفاسد المترتبة علی ذلک للعباد، و ربما لا یعلم بتلک الأضرار أحد سوی الله.

و کذلک العذاب و العقوبات المتوعّدة هی فی الحقیقة نتیجة و أثر لنفس ذلک العمل المحرم أو ترک ذلک العمل الواجب، حیث انه یصیب الإنسان بسبب فعل العمل المحرم أو ترک الواجب و ذلک مثل تناول الطعام المسموم و المضّر الذی نهانا الطبیب المشفق الحریص علینا عن تناوله، فان تناول مثل هذا الطعام بنفسه یؤدی الی الإبتلاء بآثاره و عوارضه السیئة.

و کم هو جمیل ما تحدّث به القرآن عن العقوبات الاخرویة و أوضح السبب فی جمیع العقوبات بجملة واحدة و هی:"ذلک بما قدّمت أیدیکم و ان الله لیس بظلّام للعبید" [2]

و بناء علی هذا فإن حقیقة العذاب الإلهی هی نفس الأعمال القبیحة الصادرة من الإنسان، و لکی یکون العباد علی اطلاع بعقوبات أعمالهم، و من أجل أن تتأکّد هذه الأهداف فقد بیّن الله تعالی ذلک بهذه الطریقة، حیث إن کثیر من الناس لا یندفعون نحو الصلاح بدافع الحصول علی الثواب و لکنهم – خوفاً من العذاب- یندفعون نحو طریق الصلاح، أو لا یتقدّمون نحو الفساد.

افترضوا ان مریضاً وصف له دواء مفید لدائه،و لکن المریض استنکف عن تناول الدواء، و لکن هذا المریض تناول هذا الدواء تلبیة لطلب أبیه و احتراماً له فحصل علی آثاره المفیدة، و کذلک إذا تناوله بدافع الحصول علی جزاء و عطاء من قبل الأب أو بدافع التخلّص من عقوبته.

إذن فهدف الله سبحانه من الأعمال العبادیة هو ارادة الخیر للعباد لا أن یصل الی الله نفع منها و خصوصاً مع ملاحظة کونه الغنی المطلق.

و من جانب آخر فإن الله تعالی قد وهبنا نعماً لا تحصی، و العقل السلیم یحکم بوجوب شکر المنعم و الثناء علیه، و الصلاة هی شکر لله، فمن یترک الصلاة هو فی الحقیقة قد تخلّف عن واجبه الوجدانی الکبیر و یعتبره العقل مقصّراً و مذنباً و یستحق العقاب.

فلو ان شخصاً دعاک الی مأدبة و قدّم لک الطعام و الشراب، فهل هو بحاجة الی أن تشکره أم أن الشکر هو واجبک الأخلاقی و الوجدانی؟ و إذا علم الآخرون بأنک لم تقدّم أی شکر و تقدیر لصاحب الدار، فهل یبقی لک احترام و قیمة عندهم؟ أ لیست هذه المذلّة و الاحتقار من قبل الآخرین هی أکبر عذاب؟

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280259 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258835 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129631 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115649 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89557 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61041 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60369 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57377 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51625 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47715 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...