Please Wait
6775
ان هذه القضیة بحثت من اکثر زاویة و یمکن الاشارة الى خلاصة الکلام فیها:
اولا: صحیح انه قد ثبت فی المصادر الاسلامیة ان الاسلام قد حث على الزواج و شجع علیه واعتبر ان ابغض الحلال الى الله الطلاق الا انه اذا توقف الامر علیه یکون من الضروری القیام به والا لتحولت الحیاة بین الزوجین الى جحیم
ثانیا: لقد سعی البعض من اجل تشویه تاریخ حیاة النبی (ص) بنحو لم ینقل الینا بصورة واضحة و قد نجح فی هذا المجال بنحو جزئی لذلک تجد الروایات مضطربة فی بعض البحوث و منها بحث علاقته مع زوجاته، و لکن هذا لایعنی انه من المستحیل معرفة الحقیقة بل یمکن معرفة الحقیقة من خلال دراسة القضیة دراسة متأنیة و علمیة من خلال القرآن و السیرة الصحیحة و خاصة اعتماد منهج اهل البیت و الروایات الواردة عن طریقهم، من هنا نقول:
ان القرآن الکریم قد سمح بالطلاق بصورة عامة و قد صرحت بعض الآیات بان ذلک من حق النبی الاکرم (ص) أیضا، فاذا طلق النبی (ص) احدى زوجاته لایعد ذلک مخالفة للشرع، هذا من ناحیة المبدأ؛ و أما من الناحیة الواقعیة هل وقع ذلک أم لا؟ من خلال مراجعة کتب السیرة و الحدیث نجد کلمة المؤرخین مضطربة فی ذلک بحیث لا یمکن الاطمئنان الى وقوع ذلک منه (ص) نعم یمکن القبول بان احدى الزوجات و قبل ان یدخل بها النبی الاکرم (ص) قالت له " اعوذ بالله منک" فطلقها و هذه خصوصیة لا نعرف حقیقة علتها و لعلها من ضمن خصائصه (ص) الکثیرة. للاطلاع على الادلة بصورة مفصلة یراجع الجواب التفصیلی.
اما بالنسة الى الائمة (ع) فقد اتهم الامام الحسن (ع) بکثرة الطلاق وقد اجبنا عن هذه الشبهة بصورة مفصلة فی السؤال رقم ....واما سائر الائمة فقد وردت بعض الروایات التی تشیر الى وقوع الطلاق منهم،الا انها لا یمکن الاعتماد علیها لانها متضاربة متنا و ضعیفة سنداً.
ان هذه القضیة تبحث من اکثر من زاویة، و لهذا سوف ننظم البحث ضمن مقدمة و امور، اما المقدمة: صحیح انه قد ثبت فی المصادر الاسلامیة ان الاسلام قد حث على الزواج و شجع علیه واعتبر ان ابغض الحلال الى الله الطلاق الا انه اذا توقف الامر علیه یکون من الضروری القیام به والا لتحولت الحیاة بین ا لزوجین الى جحیم.
و اما الامور التی نبحثها، فهی:
الامرالاول: بیان المصدر الذی یعتمد علیه فی دراسة حیاة الرسول (ص)
الامر الثانی: حکم الطلاق بالنسبة للرسول (ص)
الامرالثالث: هل وقع الطلاق فعلا؟
الامر الرابع: هل فی ذلک محذور شرعی و مخالفة عقائدیة؟
اما بالنسبة الى الامر الاول، لاشک ان افضل و أوثق مصدر یمکن ان نکتشف من خلاله شخصیة النبی الاکرم (ص) هو القرآن الکریم الذی " لا یَأْتیهِ الْباطِلُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِه"[1] و ذلک لان التاریخ الاسلامی -و لشدید الاسف – قد تعرض لکثیر من التشویه و الدس بسبب عدة عوامل لا یسع المجال هنا لذکرها، و لذلک تجد ان الحادثة التاریخیة تصور باکثر من صورة، و قد تجد ذلک واضحا فی روایات أسباب النزول فتراهم یذکرون للآیة اکثر من سبب نزول و هذا ما ادى الى التشویش و التشویه کما قلنا.
الامر الثانی: حکم الطلاق بالنسبة للرسول (ص)
باعتبار ان القرآن الکریم هو المصدر للتشریع فلابد من الرجوع الیه لنرى حکم الطلاق بصورة عامة و هل ان النبی الاکرم (ص) قد استثنی من هذا الحکم أو لا؟
هناک عدة آیات قرآنیة تعرضت للحدیث عن الطلاق منها:
1. قوله تعالى: "یا أَیُّهَا النَّبِیُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَ أَحْصُوا الْعِدَّةَ ... تلکَ حُدُودُ اللَّهِ وَ مَنْ یَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْری لَعَلَّ اللَّهَ یُحْدِثُ بَعْدَ ذلِکَ أَمْرا"[2]
و قد ذکر المفسرون وجهین لتفسیر الآیة، أحدهما: أنه نادى النبی (ص) ثم خاطب أمته لما أنه سیدهم و قدوتهم ، فإذا خوطب خطاب الجمع کانت أمته داخلة فی ذلک الخطاب. قال أبو إسحق: هذا خطاب النبی (ع)، و المؤمنون داخلون معه فی الخطاب. و ثانیهما: أن المعنى یا أیها النبی قل لهم: إذا طلقتم النساء ... و قال الفراء : خاطبه و جعل الحکم للجمیع ، کما تقول للرجل: و یحک أما تتقون الله أما تستحیون ، تذهب إلیه وإلى أهل بیته.[3]
فعلى الوجه الاول یکون النبی الاکرم (ص) داخلا فی الخطاب فتشمله الآیة بمعنى " إِذَا طَلَّقْتُمُ " أی إذا أردتم التطلیق، کقوله: "إِذَا قمتم إلى الصلاة"[4] أی إذا أردتم الصلاة [5]
2- الآیة الثانیة التی یمکن اعتبارها نصاً جلیا فی جواز الطلاق للنبی (ص) هی قوله تعالى: " عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَکُنَّ أَنْ یُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَیْراً مِنْکُنَّ...."[6]
قال المفسرون فی بیان المراد منها: و لتعلم کل واحدة منکن ان الرسول الأعظم (ص) لو طلقکن بکاملکن لأبدله اللّه خیرا منکن جمالا و کمالا و دینا و إخلاصا ثیبات إن شاء، و إن شاء أبکارا، أو هما معا.[7]
3. قوله تعالى " وَ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِکُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ..."[8] و قوله تعالى " لا جُناحَ عَلَیْکُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّساءَ ما لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَریضَةً ..." [9]
و من الواضح ان هذه الآیات تشمل باطلاقها النبی الاکرم (ص) بمعنى ان الطلاق مباح له کما هو مباح لغیره من المسلمین و بامکانه ان یطلق من یشاء من نسائه اذا اقتضت الضرورة ذلک.
4. و قوله تعالى :"یا أَیُّهَا النَّبِیُّ قُلْ لِأَزْواجِکَ إِنْ کُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَیاةَ الدُّنْیا وَ زِینَتَها فَتَعالَیْنَ أُمَتِّعْکُنَّ وَ أُسَرِّحْکُنَّ سَراحاً جَمِیلاً"[10]
و من المعلوم انه لم یرد فی هذه الآیة کلمة الطلاق و انما وردت کلمة " اسرحکن" و قد فسرت بانها تعنی: أسرحکن سراحا جمیلا أطلقکن طلاقا بلا ضرر و خصومة.[11]
و قالوا فی سبب نزولها: شکا أزواج النبی (ص) له من قلة النفقة و الزینة، و طلبن ان یوسع علیهن مما أفاء اللّه علیه من الأنفال و الغنائم، فنزل قوله تعالى: "یا أَیُّهَا النَّبِیُّ قُلْ لِأَزْواجِکَ ..". أمر اللّه نبیه الکریم أن یقول لهن: اخترن واحدا من اثنین: إما الطلاق مع المتعة[12] ان أردتن ما تریده النساء من الدنیا، و إما الحیاة مع رسول اللّه (ص) على ان تصبرن على مکابدة الفقر و العوز فی الدنیا، و جزاؤکن عند اللّه فی الآخرة الأجر العظیم. فاختارت نساء النبی (ص) البقاء معه، و تسمى هذه الآیة آیة التخییر.[13]
اتضح من خلال هذه الآیات أن النبی الاکرم (ص) مباح له الطلاق عند الضرورة کما هو مباح لغیره و لا یوجد فی الآیات ما یدل على المنع.
الامر الثالث: هل وقع الطلاق منه (ص)
توصلنا فی المسالة السابقة الى ان النبی مباح له الطلاق و لکن السؤال الذی یطرح هنا: هل صدر الطلاق منه (ص)؟
من المعلوم ان الآیات أشارت الى امکان وقوع الطلاق فقط، و من هنا لابد من الرجوع الى مصدر آخر هو الکتب التاریخیة و الحدیثیة لنرى هل أن ذلک وقع منه (ص) أو لا؟
لقد اختلفت الکلمة فی عدد زوجات النبی (ص) اختلافا کبیرا و نحن نذکرها على نحو الایجاز:
الرأی الاول:کان عدد زوجات النبی اثنتی عشرة امرأة، واحدة وهبت نفسها، و ماتت اثنتان فی حیاته صلّى الله علیه و سلم، و توفى عن تسع هن: سودة، و عائشة، و حفصة، و أم سلمة، و زینب بنت جحش، و أم حبیبة، و جویریة، و صفیة، و میمونة، رضى الله عنهن.[14] و نحن هنا لانرى ای اشارة الى طلاق او تسریح او ما شابه ذلک.
الرأی الثانی: أنه (ص) تزوج خمس عشرة امرأة، فدخل بثلاث عشرة، و جمع بین إحدى عشرة، و مات عن تسع.[15] و هنا ایضا لانجد اشارة الى الطلاق و ذلک لانه سیتضح ان کلمتهم مضطربة فی عدد اسماء زوجاته فقد تذکر الزوجة الواحدة باکثر من اسم.
الرأی الثالث: و عن الزهری و عبد الله بن محمد بن عقیل قالا: تزوج رسول الله (ص) ثنتی عشرة امرأة عربیّة محصنات.[16] و هنا ایضا لاتوجد اشارة الى الطلاق.
الرأی الرابع: قال أبو عبیدة معمر بن المثنى: و قد ثبت عندنا أن رسول الله (ص) تزوج ثمانی عشرة امرأة، سبع منهن من قریش، و واحدة من حلفاء قریش، و تسع من سائر قبائل العرب، و واحدة من بنى إسرائیل.
فأول من تزوج خدیجة، ثم سودة بمکة، ثم عائشة قبل الهجرة بسنتین، ثم تزوج بالمدینة بعد بدر أم سلمة، ثم حفصة، فهؤلاء الخمسة من قریش، ثم تزوج فی سنة ثلاث زینب بنت جحش، ثم فی سنة خمس جویریة، ثم تزوج فی سنة ست أم حبیبة بنت أبى سفیان، ثم فی سنة سبع صفیة بنت حیی، ثم تزوج میمونة، ثم فاطمة بنت شریح، ثم زینب بنت خزیمة، ثم هند بنت یزید، ثم أسماء بنت النعمان، ثم أخت الأشعث بن قیس، ثم أسماء السّلمیة .[17]
و انت ترى الاختلاف فی العدد و فی الاسماء و من هنا نحاول ان نذکر لک مثالا واحداً یوضح لک مدى اختلافهم، فعلى سبیل المثال ذکروا ان النبی الاکرم (ص) تزوج امرأة فقالت قبل ان یدخل بها " اعوذ بالله منک" ففارقها.
و نحن لو رجعنا الى المصادر لمعرفة اسم هذه المرأة نراهم یقولون ان اسمها:
1- الکلبیة، تزوجها رسول الله (ص)فقالت: أعوذ باللَّه منک، فقال: «عذت بعظیم، الحقی بأهلک». و قیل: دخل بها، و لکنه لمّا خیر نساءه اختارت قومها ففارقها.
و قیل: إنها ابنة الضحاک بن سفیان الکلابی، و اسمها فاطمة.
2-و قیل إن الضحاک الکلابی عرض ابنته على رسول الله صلّى الله علیه و سلم و قال من صفتها کذا و کفاک من صحة بدنها أنها لم تمرض قط و لم تصدع، فقال: لا حاجة لنا فیها، هذه تأتینا بخطایاها.
وانت تلاحظ هنا ان المرأة لم تقل اعوذ بالله منک بل ان النبی الاکرم لم یرغب فی الزواج منها من الاساس
3- و قال الکلبی: التی قال أبوها أنها لم تصدع قط و عرضها على النبی (ص) فقال: لا حاجة لنا بها: سلمیّة، و أما الکلبیة فاختارت قومها، فذهلت و ذهب عقلها، فکانت تقول: أنا الشقیة، خدعت[18].
4- و من الملاحظ هنا انها قالت ذلک من دون ان یخدعها احد و الحال ان الروایات الاخرى اشارت الى انها خدعت من قبل زوجات النبی نفسه. و فی روایة اخرى قالت: و هل تهب الملکة نفسها للسوقة ولم یذکر الاستعاذة؟[19]
و قیل هی الکندیة.
و قیل ان اسمها العالیة بنت ظبیان بن عمرو.
و قال بعضهم انها ام شریک.
و حکى ابن سعد أیضا أن اسمها عمرة بنت یزید بن عبید، و قیل: بنت یزید بن الجون.[20]،[21]
و ذکر الحاکم أنها التی بکشحها بیاض، و أنها غیر أسماء بنت النعمان ابن یزید بن عبید بن رواس بن کلاب، تزوج بها رسول الله (ص) فبلغه أن بها بیاضا، أو رأى بکشحها بیاضا، فطلقها[22]
و مع کل هذا الاضطراب و الاختلاف فی قضیة واحدة کیف نطمئن الى کلامهم.
علی ای حال على فرض وقوع الطلاق منه (ص) لایوجد ای محذور من الناحیة الفقهیة فی ان یطلق النبی (ص) احدى زوجاته اذا انحصرت المعالجة فی الطلاق فقط، لان الآیات القرآنیة سمحت له بذلک؛ کما انه لایوجد ای محذور من الناحیة الکلامیة لان یطلق الرجل زوجته او یفسخ العقد لان ذلک لا یکون ظلما دائما بل قد یکون عدم الطلاق ظلما بحق الرجل کما لو ان الرجل بذل قصارى جهده فی خدمة المرأة و قدم لها ما تریده و لکنها کانت سیئة الخلق بحیث یتحول العیش معها الى جحیم فهل یمکن لعاقل ان یلزم الزوج بالعیش معها؟ کلا بل ان منطق العقلاء یقول له ان لم تفعل فانت ظالم لنفسک.
و فی الختام نقول: انه لم یثبت عندنا بصورة قطعیة ان النبی قد طلق و ان کان قد طلق فان الحق لاشک و لاریب معه، لانه قد ثبت عندنا بالدلیل العقلی القطعی ان النبی الاکرم (ص) هو اکمل انسان و هو المعصوم من کل دنس فاذا ما وقعت بینه و بین احدى ازواجه خصومة تکون الحق معه قطعا، انه الانسان الذی جاء بامر من الله لینقل الناس من الظلمات الى النور و قد حارب کل انواع الظلم و العدوان على حقوق الاخرین، فکیف یکون فی نفسه ظالما لغیره؟!!
و ان اقرب الآراء من بین الآراء المذکورة الذی نرتضیه و الذی ینسجم مع شخصیة الرسول الاکرم (ص) ان عدد زوجات النبی اثنتا عشرة امرأة، واحدة وهبت نفسها، و ماتت اثنتان فی حیاته صلّى الله علیه و سلم، و توفى عن تسع هن: سودة، و عائشة، و حفصة، و أم سلمة، و زینب بنت جحش، و أم حبیبة، و جویریة، و صفیة، و میمونة، رضى الله عنهن.
اما بالنسبة الى الائمة علیهم السلام: فقد اتهم الامام الحسن (ع) بکثرة الطلاق وقد اجبنا عن هذه الشبهة بصورة مفصلة فی السؤال رقم ....واما سائر الائمة فقد وردت بعض الروایات التی تشیر الى وقوع الطلاق منهم، فلابد من دراستها لنرى مقدار صحتها سندا ودلالة، و هذه الروایات عبارة عن:
الروایة الاولى: عُثْمَانَ بْنِ عِیسَى عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ (ع) أَنَّهُ کَانَتْ عِنْدَهُ امْرَأَةٌ تُعْجِبُهُ وَ کَانَ لَهَا مُحِبّاً فَأَصْبَحَ یَوْماً وَ قَدْ طَلَّقَهَا وَ اغْتَمَّ لِذَلِکَ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَوَالِیهِ: جُعِلْتُ فِدَاکَ لِمَ طَلَّقْتَهَا؟ فَقَالَ: إِنِّی ذَکَرْتُ عَلِیّاً (ع) فَتَنَقَّصَتْهُ فَکَرِهْتُ أَنْ أُلْصِقَ جَمْرَةً مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ بِجِلْدِی".[23]
ومن الواضح ان الروایة موهونة سندا لانه قد ورد فیها" عن رجل" و نحن لاندری من هو هذا الرجل الذی جاء مبهما فی السند.
الروایة الثانیة: ٍ عَنْ خَطَّابِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: کَانَتْ عِنْدِی امْرَأَةٌ تَصِفُ هَذَا الْأَمْرَ وَ کَانَ أَبُوهَا کَذَلِکَ وَ کَانَتْ سَیِّئَةَ الْخُلُقِ فَکُنْتُ أَکْرَهُ طَلَاقَهَا لِمَعْرِفَتِی بِإِیمَانِهَا وَ إِیمَانِ أَبِیهَا، فَلَقِیتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى (ع) وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ طَلَاقِهَا فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنَّ لِی إِلَیْکَ حَاجَةً فَتَأْذَنُ لِی أَنْ أَسْأَلَکَ عَنْهَا؟ فَقَالَ: ائْتِنِی غَداً صَلَاةَ الظُّهْرِ. قَالَ: فَلَمَّا صَلَّیْتُ الظُّهْرَ أَتَیْتُهُ فَوَجَدْتُهُ قَدْ صَلَّى وَ جَلَسَ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ جَلَسْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَابْتَدَأَنِی فَقَالَ: یَا خَطَّابُ کَانَ أَبِی زَوَّجَنِی ابْنَةَ عَمٍّ لِی وَ کَانَتْ سَیِّئَةَ الْخُلُقِ وَ کَانَ أَبِی رُبَّمَا أَغْلَقَ عَلَیَّ وَ عَلَیْهَا الْبَابَ رَجَاءَ أَنْ أَلْقَاهَا فَأَتَسَلَّقُ الْحَائِطَ وَ أَهْرُبُ مِنْهَا، فَلَمَّا مَاتَ أَبِی طَلَّقْتُهَا فَقُلْتُ اللَّهُ أَکْبَرُ أَجَابَنِی وَ اللَّهِ عَنْ حَاجَتِی مِنْ غَیْرِ مَسْأَلَة"[24]
وهذا الحدیث بالاضافة الى ان متنه ینافی شأن الائمة وخاصة الامام الکاظم (ع) نراها یتناقض مع الحدیث الذی یلیه والذی یقول فیه الامام الکاظم (ع) ان أبی قد سمح لی من الاول بطلاقها خاصة اذا اخذنا بنظر الاعتبار وحدة الراوی وهو خطاب بن سلمة حیث ان خَطَّابِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَیْهِ یَعْنِی أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى (ع) وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَشْکُوَ إِلَیْهِ مَا أَلْقَى مِنِ امْرَأَتِی مِنْ سُوءِ خُلُقِهَا فَابْتَدَأَنِی فَقَالَ: إِنَّ أَبِی کَانَ زَوَّجَنِی مَرَّةً امْرَأَةً سَیِّئَةَ الْخُلُقِ فَشَکَوْتُ ذَلِکَ إِلَیْهِ. فَقَالَ لِی: مَا یَمْنَعُکَ مِنْ فِرَاقِهَا قَدْ جَعَلَ اللَّهُ ذَلِکَ إِلَیْکَ ..."[25]
بالاضافة الى ذلک فان خطاب بن سلمة لم یوثق[26] اضافة الى وجود ابراهیم بن اسحاق الاحمر فهو لم یوثق ایضا.[27]
[1] فصلت، 42.
[2] الطلاق، 1.
[3] تفسیر الفخر الرازی، ج 1، ص 15- 16.
[4] المائدة، 6.
[5] تفسیر الفخر الرازی، ج 1، ص 15- 16.
[6] التحریم، 5.
[7] تفسیر الکاشف، ج 7، ص 364؛ تفسیر الوسیط (الزحیلی)، ج 3، ص 2690؛ الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج 18، ص 445.
[8] البقرة، 231و 232.
[9] البقرة، 236. و انظر الآیة 237 من نفس السورة، الاحزاب، 49.
[10] الاحزاب، 28.
[11] تفسیر الکاشف، ج 6، ص 211.
[12] و المتعة هی عبارة عن منحة یقدمها المطلّق لمطلقته، و یراعى فیها حال الرجل یسرا و عسرا. انظر: تفسیر الکاشف، ج 1، ص 366.
[13] تفسیر الکاشف، ج 6، ص 211؛ ایسر التفاسیر للجزائری، ج 3، ص 286.
[14] إمتاع الأسماع للسمعانی، ج 6، ص93.
[15] نفس المصدر، نقلا عن: دلائل البیهقی، 7/ 288- 289؛ سیر أعلام النبلاء، ج 2، ص 254.
[16] نفس المصدر.
[17] نفس المصدر، ص 94، نقلا عن دلائل البیهقی، 7/ 288- 289؛ سیر أعلام النبلاء، ج 2، ص 254.
[18] فی کتاب الطلاق، باب (3) من طلّق، و هل یواجه الرجل امرأته بالطلاق؟ حدیث 5254.
[19] إمتاع الأسماع، ج 6، ص 96- 97. انما ذکرنا هذا الکلام لا من باب الاذعان به وانما من اجل التعرف على درجة الاضطراب فی الروایة.
[20] إمتاع الأسماع، ج 6، ص 96- 97.
[21] انما ذکرنا ذلک من باب النقل و الا فنحن نجل زوجات الرسول الاکرم (ص) من هکذا تهم شنیعة.
[22] ذکر السمعانی فی الهامش من کتابه امتاع الاسماع بعض المناقشات فی سند الروایات لم نذکرها روما للاختصار؛ إمتاع الأسماع، ج 6، ص 97- 99.
[23] الکافی، ج 6، ص 55، الحدیث 1.
[24] نفس المصدر، الحدیث 2.
[25] نفس المصدر، الحدیث 3.
[26] انظر: ترجمته فی معجم رجال الحدیث، ج 7، ص 55.
[27] نفس المصدر، ج 1، ص 179.