Please Wait
6821
ینبغی الالتفات الی ان سبب إخفاء قبر أمیر المؤمنین (ع) و الصدیقة الزهراء (س) لم یکن امراً واحداً. فان سبب اخفاء قبر أمیر المؤمنین (ع) هو وجود جملة من الأعداء الحاقدین علیه (ع) کان من الممکن أن یعتدوا علی قبره، و لکن على أثر مرور الزمان و زوال اولئک الاشخاص و اقتدار مذهب أهل البیت (ع) أیضاً قلل من احتمال هتک حرمة القبر و من جهة اخری فان اخفاء قبره (ع) بین المزارع و البرارِی قد حرم الناس من برکات کثیرة و من فیوضاته الوجودیة بسبب عدم معرفتهم لمحل القبر و لو بشکل تقریبی و لذا قام الائمة (ع) بارشاد خلٌص الشیعة ابتداءً الی الموضع الدقیق للقبر، و شیئا فشیئاً و على اثر أزدیاد قدرة الشیعة و سیطرتهم فقد صار معروفاً للجمیع.
اما سبب اخفاء قبر الصدیقة الزهراء (س) و هو ما تم بوصیتها (ع) فهو فی الواقع بمثابة الاعتراض علی ما حصل فی امر الخلافة بعد النبی (ص) و ما تم من ازاحة اهل البیت عن الساحة و منصب الخلافة و إعلان لرفض تلک الواقعة.[1] اذن فما دام المجتمع الاسلامی بشکل عام لم یعرف هذه الحقیقة و لم ینکشف له الکثیر من حقائق التاریخ الاسلامی فان علة اخفاء قبرها (ع) ستکون موجودة أیضاً.
و الملاحظة الاخرى هی ان اخفاء قبرها (س) هو بمثابة السد الذی یمنع من تحریف تاریخ صدر الاسلام و یقف فی وجه المنکرین لمخالفة الزهراء (س) و موقفها من تلک الاحداث، و هذه القضیة بنفسها علامة ترشد الباحثین عن الحقیقة فی بحر الفتن المتلاطم الى ساحل النجاة و تنفض الغبار عن وجه الحقیقة و تتم الحجة علی الجیمع.
مضافاً الی ان الدائرة القریبة لقبرها[2] (س) قد بینت، فیستطیع الناس زیارة هذه الاماکن القریبة من بعضها و التزود من البرکات و الفیوضات المعنویة لقبرها الشریف (س).
على أی حال فالذی تقدم هو ملاحظات تؤیدها القرائن و الشواهد و لیس معنى ذلک ان ما ذکر هو جمیع أسرار هذه القضیة فقد تکون هناک اسرار خفیة اخرى لهذه القضیة تکشف فی المستقبل.
[1] لاحظ: شرح نهج البلاغة، ابن ابی الحدید، ج 16، ص 281؛ و محنة فاطمة بعد وفاة رسول الله (ص) (نصوص تاریخیة من مصادر السنة المعتمدة)، الشیخ عبدالله الناصر، ص 179- 206.
[2] طبقا للروایات فان احد الامکنة هو ما بین المنبر و محراب المسجد او فی منزلها (س) او مقبرة البقیع، فتلک هی الامکنة التی ذکرت لمحل قبرها (س).