Please Wait
7637
لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی
الأعلم فالأعلم مصطلح فقهی یذکر فی بحث أعلمیة مرجع التقلید و معناه (الأکثر علماً ای انه الاکفأ علمیا من غیره، ثم یاتی من بعده فی الکفاءة و هکذا تترج حسب المستوى العلمی)، فإذا لم یکن للمجتهد الأعلم فتوى فی مسألة معینة فبإمکان مقلدیه أن یرجعوا إلى المجتهد الذی یأتی بعده من جهة درجة العلمیة، و إذا لم یکن لهذا المجتهد الثانی فتوى فی المسألة فبالإمکان الرجوع إلى مجتهد آخر أدنى درجة علمیة من الأولین، و هکذا یستطیع المکلفون إلى رابع و ... .
و هذه الدرجات العلمیة بالنسبة للمجتهدین من الأعلى إلى الأدنى یطلق علیها (الأعلم فالأعلم) اصطلاحاً.
الأعلم إذن هو المجتهد الذی یکون على رأس الهرم العلمی، فالأعلم یأتی من بعده فی الدرجة العلمیة و هکذا... .
هذه اجابه مبسطة و میسرة، و هناک اجابة علمیة دقیقة اشار الیها الفقهاء نذکر هنا ما بینه السید رضا الصدر (قدس) تحت عنوان:
المقصود من الأعلم
المسألة 17: المراد من الأعلم من یکون أعرف بالقواعد و المدارک للمسألة، و أکثر اطّلاعاً لنظائرها، و للأخبار، و أجود فهماً للأخبار، و الحاصل، أن یکون أجود استنباطاً، و المرجع فی تعیینه أهل الخبرة و الاستنباط.
ظاهر هذا الکلام، أنّ الملاک فی الأعلمیّة هو الأجودیّة فی الاستنباط، و المقصود منها هی الأجودیّة فی تشخیص الوظیفة فی المسائل، لا الأقربیّة إلى الواقع؛ فإنّه لا یمکن جعلها ملاکاً للأعلمیّة؛ إذ الأقربیّة إلى الواقع تقوم بالانحیاز إلى جانب الاحتیاط، و هذا لا یعدّ خبرة عند العقلاء، کما لا یعدّونه معرفة للخبیر، فالاجتهاد لیس إلا التخصّص فی تشخیص الوظیفة الفعلیّة فی کلّ مسألة، و الأعلم هو الذی صار واجداً لهذه الملکة على النحو الأکمل.
و اعلم أنّ ظاهر المتن أنّ الأجودیّة فی الاستنباط متوقّفة على اجتماع أوصاف ثلاثة فی المجتهد:
کونه أعرف بالقواعد و المدارک للمسألة، و کونه أکثر اطّلاعاً للأخبار و نظائر المسألة، و کونه أجود فهماً للأخبار.
و منها تظهر أوصاف المجتهد: و هی کونه عارفاً بالقواعد و المدارک، و کونه مطّلعاً على الأخبار و المسائل، و کونه فهیماً للأخبار.
لکنّ الوصف الأخیر فی المجتهد لیس بوصف مقابل للوصف الأوّل، بل و للثانی؛ لأنّ معرفة القواعد و المدارک لا تتحقّق إلا أن یکون العارف بها فاهماً لها.
و المقصود من الاطّلاع على الأخبار لیس هو الاطّلاع على ألفاظها، بل هو الاطّلاع على معانیها.
و هل الأوصاف الثلاثة المقوّمة للأعلمیّة متساویة التأثیر فی تحقّق هذا الملاک، أو یکون بعضها أقوى تأثیراً؟
إنّ الوصف الأوّل أقوى تأثیراً لتحقّق ملکة الأعلمیّة، و أشدّیّة قوّة الاستنباط، و أمّا الوصفان الآخران فلهما ثأثیر أقوى فی تحقّق فعلیّة الأعلمیّة.
و إذا تعارضت الأوصاف، بأن یفرض هناک مجتهدون ثلاثة کلّ أحد منهم قویّ فی أحد هذه الأوصاف، فمن هو الأعلم منهم؟
لعلّ المقدّم یدور بین الموصوف بأحد الوصفین الأخیرین.[1]