بحث متقدم
الزيارة
6217
محدثة عن: 2008/06/23
خلاصة السؤال
لماذا ورد النهی عن طلاء البدن بالزعفران لیلة القدر؟
السؤال
قرأت فی تفسیر المیزان سورة القدر و سورة الدخان أن طلاء البدن بالزعفران لیلة القدر باعث على عدم نیل المغفرة من الله تعالى. أولاً: ما هی فلسفة طلاء البدن بالزعفران؟ و ثانیاً: لو تفضلتم ببیان وجه الذنب فی مثل هذا العمل مع الشکر؟
الجواب الإجمالي

للزعفران ثلاث خواص و فوائد: غذائیة، دوائیة، تجمیلیة، و إن ما ورد من النهی فی الروایة یختص بالجانب التجمیلی. هذا اولاً، و ثانیاً: إن طلاء البدن بالزعفران لیس محرماً، و لکن طبق هذه الروایة فإن من یضع الطلاء على بدنه بکثرة فی لیلة القدر فإنه لا تشمله عنایة الملائکة الخاصة، و لعل العلة تکمن فی أن مثل هذا العمل یعد إظهاراً للزینة بشکلٍ سافر مما لا یتناسب و طبیعة لیلة القدر المخصصة للعبادة و التهجد، مما یؤدی إلى حرمان الشخص من العنایة الإلهیة الخاصة.

الجواب التفصيلي

نقل المرحوم العلامة الطباطبائی فی تفسیره تبعاً لما نقله الطبرسی فی تفسیره روایة عن ابن عباس جاء فیها أن النبی (ص) قال: «إذا کان لیلة القدر تنزل الملائکة الذین هم سکان سدرة المنتهى، و منهم جبرئیل، فینزل جبرئیل و معه ألویة، ینصب لواء منها على قبری، و لواء على بیت المقدس، و لواء فی المسجد الحرام، و لواء على طور سیناء، و لا یدع فیها مؤمناً و لا مؤمنة إلاّ سلم علیه، إلاّ مدمن خمر، و آکل لحم خنزیر، و المتضمخ بالزعفران».[1]

و من أجل بیان ما ورد فی الروایة لابد من الالتفات الى النقاط التالیة:

1ـ اشارت الروایة الى عدم سلام جبرائیل، و لیس الى ارتکاب الذنب باستعمال الزعفران و أنه مانع من عفو الله و مغفرته[2]، و من الطبیعی أن سلام جبرائیل یعد من رحمة الله الخاصة، التی تحتاج إلى استعداد مسبق، فلابد من وجود السنخیة بین رحمة الذات الإلهیة الخاصة و متلقی هذه الرحمة حتى تتم الإفاضة.

2ـ للزعفران ثلاث خواص و فوائد: غذائیة، دوائیة، تجمیلیة (العطر و اللون)،[3] و أن الواقع مورداً للنهی یخص الجانب التجمیلی على مستوى العطر و اللون، و لا یشمل ذلک جهتی الغذاء و الدواء، لأن العبارة الواردة تقول: "التضمخ بالزعفران" و هی بمعنى التلطخ بالطیب و الإکثار منه، یعنی الطلاء بالزیت و التعطر به[4] و الإکثار منه إلى حد التقاطر على سطح البدن.[5] إذن إذا طلا الإنسان نفسه بالزعفران بکمیة کبیرة فإن جبرائیل لا یسلم علیه حسب ما جاء فی متن الروایة.

3ـ من البدیهی أن استعمال الزعفران بکل تنوعاته لیس بحرام من الناحیة الشرعیة، فقد ذکرت الى جانب الاستفادة من الزعفران کطلاء و عطر عدة استعمالات اخرى للزعفران؛[6] منها الفوائد الغذائیة و الدوائیة، و کذلک التوصیات بالاستفادة من الخلوق و التعطر بالزعفران بغض النظر عن فوائده الدوائیة. و من جهة أخرى و کما جاء فی بیان المرحوم المجلسی: کما جاء فی بعض الأخبار بعدم الاستمرار على الخلوق ذی العطر و کما جاء فی روایة أخرى: لا تضعوه على أجسادکم فی اللیل إلى الصباح، و لیس ببعید أن یکون المراد بهذا النهی أن لا یکون لونه واضحاً و ظاهراً بشدة على البدن.[7]

و أما فیما یتعلق بعدم سلام جبرائیل على من یفرط فی طلاء بدنه بالزعفران فهناک عدة احتمالات:

1- من الممکن أن یقال أن لیالی شهر رمضان و خاصة العشر الأواخر منه لیالی عبادة و تهجد و توجه إلى الله، و قد یستبعد للشخص الذی یفرط فی طلاء بدنه بالزعفران فی هذه اللیلة لأجل الزینة[8] أن یکون من أهل التضرع و الدعاء و البکاء و الاستفادة من أجواء هذه اللیلة، و لذلک لا یکون أهلاً لسلام جبرائیل، و الواقع أن الروایة تخبر عن واقع خارجی.

2- أولى الإسلام النظافة و التجمل أهمیة کبیرة،[9] و أما بخصوص کیفیة الاستفادة من الزینة بلحاظ الزمان و المکان، فقد وردت عدة مطالب، کما نقل عن الرسول (ص) قوله: «یجب أن یکون عطر النساء ظاهر اللون مخفی الرائحة، و عطر الرجال ظاهر الرائحة مخفی اللون».[10] و فی روایة أخرى: «لا تدهنوا أبدانکم باستمرار و یمکن للنساء أن تدهن کل یوم».[11] یکره للرجال الخضاب فی الأیدی و الأرجل إلا إذا کان من أجل التداوی.[12] و قد أمر رسول الله (ص) النساء المتزوجات و غیر المتزوجات بالخضاب.[13] و صبغ الشعر و اللحیة بالنسبة للرجال سنة، کما أن صبغ الشعر و خضاب الیدین بالنسبة للنساء سنة.[14]

و على هذا الأساس یمکن أن یقال: الطلاء بالزعفران من أنواع الزینة التی تستعملها النساء، فإذا استفاد الرجال منه فی طلاء أطرافهم و أماکن أخرى من أجسامهم، فلا یبعد أن یکون هذا العمل من قبیل التشبه بالنساء،[15] و أن الله لا یرید أن یقع هذا الشیء فی لیلة القدر طبقاً لروایة ابن عباس، و أما فیما یقال من أن هذا القول یمکن أن یرد فیقال أولاً: أنه لیس من المعلوم أن الطلاء بالزعفران خاص بالنساء حتى تثبت حرمة استعماله على الرجال.[16] أو أن النساء هن الأکثر استعمالاً له حتى یکون ما ورد فی روایة ابن عباس ناظراً الى هذه المسألة.

ثانیاً: إن الزینة و التجمل و... و اختصاصها بالرجال و النساء تختلف بلحاظ الأماکن و الأزمنة و القرون، فقد یکون نوعً من الزینة مختصاً بالنساء فی مکان أو زمان معین إلاّ أنه لا یکون کذلک فی زمان و مکان آخر، و علیه فلا یرد الإشکال على الرجال فی استعمالهم لهذا النوع من الزینة فی حین أن ظاهر روایة ابن عباس أن امتناع جبرائیل عن السلام شامل لکل زمان و مکان بالنسبة لمن یستفید من الزعفران. ثالثاً: إن روایة ابن عباس تشمل النساء أیضاً.

3ـ إن استفادة الرجال من الزعفران من الأیدی و الأرجل فی لیلة القدر و غیرها یترک آثاره على هذه الاماکن من البدن، و هذا أمرٌ مکروه و غیر محبب.[17] و إن الله لا یحمد مثل هذا العمل المکروه فی لیلة القدر، و لکن هذا الاحتمال لا یمکن قبوله مائة بالمائة، لأن هذه الکراهة لا یمکن إثباتها بالنسبة للنساء فی حین أن روایة ابن عباس تشمل النساء أیضاً.

و النتیجة هی الاحتمال الأول خالٍ من الإشکال، و أما لماذا ورد فی هذه الروایة أن الاستفادة من الزعفران الذی یأخذ حکم الکراهة الشدیدة و أنه لیس بمحرم یقیناً إلى جانب شرب الخمر و أکل لحم الخنزیر. فمن المحتمل أن یقال أن الکلام فی الروایة غیر ناظر إلى المغفرة و عدم المغفرة الإلهیة فی لیلة القدر، أو الکلام عن کون طلاء البدن بالزعفران حرام أم غیر حرام، و إنما الکلام بخصوص عدم إلقاء السلام[18] من قبل جبرائیل على هذه الفئة من الناس و إن هذه المجامیع الثلاث محرومة من هذه النعمة، و أن سلام جبرائیل یتعلق بالأفراد الذین أبعدوا أنفسهم عن مثل هذا العمل المکروه.



[1] المیزان، ج 20، ص 335؛ مجمع البیان، ج10، ص520.

[2] لم یأت فی الروایات الموجودة أن الله لم یغفر لمن یکثر من الطلاء بالزعفران فی لیلة القدر، فمثلاً فی الروایة الواردة عن الرسول (ص): «إن الله یغفر لکل مسلم فی لیلة القدر إلا الکاهن و الساحر». الکشاف، ج 4، ص 24. و لم یأت اسم المستخدم للزعفران.

[3] زعفر الطعام: وضع فیه الزعفران، تزعفر: تعطر بالزعفران، زعفره: صبغه بالزعفران، و قد ورد فی روایة عن الإمام الصادق (ع) أن دهن البدن بالخلوق - الذی أکثره من الزعفران - فی الید و الرجل لا إشکال فیه من أجل التداوی. حلیة المتقین الباب الثانی الفصل11.

[4] تضمّخ بالطیب: طلا بالدهن أو بالعطر، تلطّخ: تلطخ، لطخ: کل شیء تلون بغیر لونه، ترجمة المنجد، مادة ضمخ و لطخ.

[5] انظر: هامش التفسیرین، کذلک جاء فی کتاب العین، ج 4، ص 82؛ و لسان العرب، ج 3، ص37، الضمخ: لطخ الجسد بالطیب حتى کأنه یقطر.

[6] جاء فی روایة عن الإمام الصادق (ع) لا إشکال فی استعمال الخلوق فی الید و الرجل من أجل مداواة ... و لکن المداومة على هذا العمل لم یکن محموداً عنده. یقول المرحوم المجلسی: الخلوق الرائحة العطرة التی تحتوی على الزعفران و لونه. انظر: حلیة المتقین، فی آداب التجمل للرجال و النساء، الفصل11 فی بیان الخضاب. و باب 6 فصل 4.

[7] المصدر نفسه، باب 6، آداب التعطر...، فصل4 ، مع تغییر طفیف فی العبارة.

[8] أی أنه احتمل أن الطلاء الکثیر بالزعفران یکون باعثاً على تحریک الشهوة و تقویتها و من هذه الجهة أراد الله للإنسان أن یتجنب مثل هذه الأمور فی هذه اللیلة. قال الإمام الصادق (ع): «الرائحة الطیبة تقوی القلب و الشهوة و تزیدها». حلیة المتقین باب 6 فصل 2.

[9] مثلاً التکحل، و الخضاب، و الصبغ، و تصفیف الشعر، و التعطر، و السواک، و النظر فی المرآة، و قص الأظافر و ... هی أبواب وردت فی الکتب الروائیة بشکل خاص.

[10] حلیة المتقین، باب 6، فصل 2، بتصرف.

[11] حلیة المتقین، باب 6، فصل 6، بتصرف.

[12] حلیة المتقین، باب 2، فصل 11.

[13] المصدر نفسه.

[14] المصدر نفسه.

[15] یرى الإمام الصادق (ع) أن عمل الرجال أعمال النساء من علامات آخر الزمان.

[16] بخصوص حرمة تشبه الرجال بالنساء و النساء بالرجال فی التجمل و الزینة، انظر کتاب المکاسب المحرمة، باب الاکتساب بما هو حرام فی نفسه.

[17] و کما لاحظنا أن الإمام الصادق (ع) لم یرتض المداومة على الخلوق فی الأیدی و الأرجل، و قال المرحوم المجلسی: الخلوق الرائحة العطرة التی تحتوی على الزعفران و لونه. انظر: حلیة المتقین، فی آداب التجمل للرجال و النساء، الفصل 11 فی بیان الخضاب.

[18] عندما ألقى عدد من الملائکة السلام على إبراهیم (ع) حین البشارة بالولد، یقال أن إبراهیم (ع) کان یقول: إن اللذة فی سلام الملائکة لا تعادلها الدنیا بتمامها، و کذلک السلام الذی ألقی علیه فی نار نمرود حتى تحولت النار إلى جنة. التفسیر الأمثل، ج 27، ص 186.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280259 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258835 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129631 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115649 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89557 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61041 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60369 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57377 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51625 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47715 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...