بحث متقدم
الزيارة
8306
محدثة عن: 2008/06/01
خلاصة السؤال
إذا کان هنالک شاب و فتاة یحب بعضهم البعض و لا یریدون أن یرتکبوا ذنباً من خلال علاقتهم هذه، فما هو أفضل طریقة لیحل بعضهم لبعض؟
السؤال
إنی شاب لی 19 عاماً من العمر و أحب فتاة و هی کذلک تحبنی کثیراً. و نحن نرید أن یحل بعضنا لبعض و لکن لا نرید أن یعرف أی شخص (لأب او الام) بهذه العلاقة و نرید أن لا نرتکب ذنباً عندما نختلی معاً. ما هو الحل الذی تقترحونه لنا؟ علما ان أمهاتنا یعلمن أننا نحب بعضنا البعض و لا یعارضنًّ هذه الحالة، و لکن یقلنًّ انه من المبکر جداً علیکم الزواج.
الجواب الإجمالي

فی رأی الإسلام، أن المرأة و الرجل یکملان بعضهم البعض و قد خلق الله سبحانه بعضهم لأجل الآخر، إضافة إلى أن کلا منهم یشکل ملجأ یسکن إلیه الآخر، و یؤمن کل منهم الاحتیاجات العاطفیة و الروحیة و الجنسیة للأخر.

و قد اطر الإسلام العلاقة بین الرجل و المرأة لتأمین احتیاجاتهم المختلفة فی إطار الزواج (المؤقت او الدائم) و کل علاقة و رابطة بین الرجل و المرأة یجب أن تکون ضمن هذا الإطار.

و حسب رأی أکثر المراجع العظام، فان موافقة الأب (للبنت الباکر) هی من الشروط الأساسیة لصحة العقد، إلاّ فی حالات استثنائیة یخالف فیها الأب زواجٌ فیه مصلحة للبنت.

بالرغم من أن موافقة الأب (للفتاة) هی شرط أساسی لصحة العقد، و لکن من ناحیة أخرى، انّ الإباء و الأمهات دائما یریدون الخیر و الصلاح لأولادهم فلذلک من الأفضل ان یکون الآباء و الأمهات للطرفین على اطلاع بهذا الموضوع، و على کل حال فالظاهر أن أفضل اختیار لکم فی الوقت الراهن هو الزواج المؤقت من الفتاة التی هی مورداً لاهتمامکم بعد احراز الشروط الصحیحة لتحقق العقد.

الجواب التفصيلي

إن المرأة و الرجل فی نظر الإسلام هما موجودان یکمل بعضهما البعض، و قد خلِق کل منهما لأجل الآخر، یقول القرآن الکریم فی هذا المجال: "و من آیاته ان خلق لکم من أنفسکم أزواجا لتسکنوا إلیها و جعل بینکم مودة و رحمة إن فی ذلک لآیات لقوم یتفکرون".[1]

إن إحدى رغبات و احتیاجات المرأة و الرجل هی الرغبة الجنسیة، و لکن یجب أن یکون الطریق لتأمین هذه الرغبة هو فی إطار القوانین و التعالیم الإسلامیة لکی لا تلوث صفة العفة و الطهارة للطرفین.

لقد عین الإسلام إطاراً شرعیاً للرجل و المرأة لتأمین رغباتهم و هو الزواج، و ان أیّ علاقة بین الرجل و المرأة سواء أ کانت علاقة جنسیة أو المغازلة أو الملامسة فیما بینهم أو الملاطفة أو .... یجب أن تکون بعد عقد الزواج.

حتى إذا کان الولد و البنت مخطوبین لبعض، و کان المقرر أن یتزوجوا فی المستقبل القریب، فانه لا یحق شرعاً أن تکون بینهما أی علاقة جنسیة و حتى على مستوى التغازل و التصافح فیما بینهم.

إذا کنتم تحبون بعضکم البعض بشکل حقیقی و واقعی، فیجب أن یکون بینکما عقد زواج أولاً و بعد ذلک تکون بینکما علاقة أو رابطة، لکی لا ترتکبون الذنوب و المعاصی بأی شکل من الأشکال. بالطبع انه فی هذه الحالة لا یشترط علیکم أن تعقدوا عقداً دائما للزواج، بل إن العقد المؤقت یکفی لمثل حالتکم، و لکن یجب الانتباه إلى أن موافقة الأب (للفتاة) هو من الشروط الأساسیة لصحة عقد الزواج من البنت الباکر حسب رأی الکثیر من المراجع العظام[2]، باستثناء حالة أن یکون الأب للبنت الباکر ممانعاً و مخالفاً للزواج الذی یصب فی مصلحة هذه الفتاة من شاب معین، ای یمنعها من الزواج من الکفؤ.

على ای حال إذا کنتم مقلدین لمرجع معین یشترط موافقة الأب (للفتاة) لصحة العقد، و الأخذ بنظر الاعتبار مسألة، انه إذا کان شخص معین بحاجة ماسة للزواج، فان الزواج یکون علیه واجباً، و على کل حال، فان الأباء و الأمهات یریدون خیر و صلاح أولادهم، کما ان لهم تجارب قیمة فی الحیاة لم یحصلوا علیها بسهولة، لذلک فان أفضل طریق لکم هو مصارحة الوالدین اللذین لدیهم معرفة بالإحکام الشرعیة و التی تستوجب ان یکون أی نوع من الارتباط هو ضمن الإطار الشرعی الذی یتمثل بالزواج، و کذلک تطلب منهم إن یزوجک من الفتاة المعینة بعقد مؤقت

اما بالنسبة الى قولکم ان الامهات یعلمن بذلک. فهذا فی الواقع لایفید شیئاً لان الولایة فی مثل هذه الامو رهی بید الاب، و الام لیست لها ولایة على البنت فی الزواج فضلا عن ان رضا ام الولد لاینفع شیئاً ابداً.



[1] الروم، 22.

[2] للأطلاع أکثر على موضوع، هل إن موافقة الأب (للفتاة) هو شرط لصحة عقد الزواج أم لا؟ راجع الموضوع: الزواج المؤقت من البنت الباکر، سؤال 667 (الموقع: ) و سؤال 717 (الموقع: ).

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • أیهما أفضل استشارة الطبیب النفسی أم المشاور الدینی؟
    5068 العملیة 2011/10/16
    للإجابة عن السؤال نتابع الآتی:1ـ فیما یخص مشاورة الطبیب النفسی أو الخبیر الدینی لا بد من القول: مع أن الأمرین مرتبطان ببعضهما من زاویة نظر معینة إلا أنهما منفصلان من جهة أخرى. و لذلک فمن یشعر بوجود مشکلة نفسیة و روحیة معنویة فعلیة أن یراجع المتخصص فی هذا الفن، ...
  • هل يوجد من العلماء من افتى بحرمة الموسيقى مطلقاً و بجميع أنواعها؟
    3813 الحقوق والاحکام 2015/05/25
    صنف علماء الشيعة و فقهاؤهم من القرن القرن الحادي عشر و حتى الوقت الراهن رسائل مستقلة في الغناء و الموسيقى، حيث وقعت القضية منذ ذلك العصر و حتى اليوم معركة للآراء، و كان الفقهاء قبل ذلك يتعرضون للموضوع استطراداً و ضمن ابحاث كتاب التجارة من الفقه أو كتاب ...
  • ما حکم مشاهدة غیر المحارم عن طریق التلفزیون او الکامبیوتر؟
    5328 الحقوق والاحکام 2010/09/05
    اجاب سماحة آیة الله العظمى السید الخامنئی (دام ظله) عن السؤال التالی:ما هو حکم النظر إلى صورة المرأة الأجنبیة السافرة؟ و ما هو حکم النظر إلى صورة المرأة فی التلفزیون؟ و هل هناک فرق بین المسلمة و غیرها، و بین الصور المعروضة بالبثّ المباشر و ...
  • ما هو اسم کتاب النبی نوح (ع)؟
    6089 الکلام القدیم 2009/02/01
    ذکر فی الروایات اسم کتاب النبی نوح (ع) تحت عنوان "صحف نوح"[1] و لم یذکر له اسم خاص غیر ذلک.[1] بحارالأنوار، ج : 35 ص ...
  • مع الالتفات الى الروایات المختلفة و المتضادة ظاهراً، هل الکلام هو الأفضل أم السکوت؟
    7137 العملیة 2011/06/14
    اذا نظرنا الى کل من السکوت و الکلام من زاویة الآفات التی یتعرضان لها فلکل واحد منهما آفاته الخاصة به و لکل منهما محاسنه الخاصة کذلک، و مع ملاحظة کلا الامرین یکون من الصعب ترجیح طرف على آخر. لکن یمکن القول بشکل مطلق اذا قارنا بین السکوت و الکلام بعیدا ...
  • ما هو رأی سماحتکم فی أحادیث تحریف القرآن؟
    5292 الحقوق والاحکام 2010/12/01
    جواب سماحة آیة الله هادوی الطهرانی (دامت برکاته):1. روایات التحریف إما ضعیفة السند أو لیست بحجة من ناحیة الصدور أو أنها مضطربة دلالة؛ ولاریب أن القرآن الکریم مصون من التحریف مطلقاً فلم و لن یحرف.2. لو إعتقد الشخص بتحریف ...
  • هل یجب ان یلبس الخاتم فی الید الیمنی
    6844 الحقوق والاحکام 2008/07/19
    التختم هو من سنن النبی (ص) و الائمة (ع)، و فی الروایات توجد اشارات بخصوص جنس الخاتم، و شکله و النقش علیه. و اضافة لذلک فقد وردت التوصیة بانه من الافضل ان یکون الخاتم فی الید الیمنی. ان جمیع الاحکام التی وضعها الاسلام بخصوص لبس الخاتم لها جنبة استحبابیة. نعم ...
  • من هو أبو سعید الخدری؟ و هل کان محباً لأهل البیت (ع)؟ و هل کان یؤمن بإمامة أمیر المؤمنین(ع)؟
    6680 تاريخ بزرگان 2009/02/28
    لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی ...
  • ما معنى مكر الله؟
    6170 التفسیر 2012/03/12
    سئل الإمام الرضا (ع) عن نسبة الخديعة و الإستهزاء و المكر لله في القرآن الكريم، فقال: "إن الله عزّوجلّ لا يسخر و لا يستهزئ و لا يمكر و لا يخادع و لكنّه عزّ و جلّ يجازيهم جزاء السخرية و جزاء الإستهزاء و جزاء المكر و الخديعة...". ...
  • هل صحیح أن قبر الإمام أمیر المؤمنین علی (ع) فی العین الیمنى لسیدنا آدم (ع)؟
    6852 تاريخ بزرگان 2013/12/03
    1ـ اختلفت الروایات و النصوص التاریخیة عن محل دفن آدم (ع). فمنها ما تنصّ على أن محل دفنه فی حرم الله (فی مکة المکرمة و حوالیها).[1] و منها ما تنص على أن محل دفنه هو مدینة النجف و عند قبر الإمام علی (ع).

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280469 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259124 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129819 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116215 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89700 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61317 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60568 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57475 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52102 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48168 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...