بحث متقدم
الزيارة
6374
محدثة عن: 2008/06/21
خلاصة السؤال
ما هو الطریق الذی یمکن أن اسلکه من أجل استیفاء حقوقی من المؤسسة التی کنت أعمل فیها؟
السؤال
کنت قد عملت سابقاً کاستاذ فی إحدی المؤسسات لمدة ثلاثة اشهر و قد اخبرنی المسؤولون هناک انهم سیعطوننی مرتّباً معیناً فی تاریخ معلوم و مشخّص، و قد کذبوا علیّ فبعد ثلاثة اشهر من السعی المتواصل من أجل الحصول علی حقوقی ذهبت الی المدیر العام و شکوت الیه. فاخرجونی من العمل بسبب هذه الشکایة و لم یعطونی حقوقی کاملة و قالوا بانه ینبغی أن نعطیک أقل مما اتفقنا علیه، بل حتی ذلک المقدار لم یعطونیه أیضاً. فماذا علی أن أفعل؟ إنهم مارسوا الظلم فی حقی و أنا ساخط علیهم کثیراً و لست راضیاً. لماذا تمارس المؤسسات التی تدّعی أنها إسلامیّة مثل هذه الأعمال؟ انّهّم یدّعون انهم من المتّقین، و لکهنم ظلمونی و أساؤا التصرف معی.
الجواب الإجمالي

لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی

الجواب التفصيلي

ان بحث الحقوق المتقابلة للعامل (الأجیر) و رب العمل هو من البحوث المهمة لفقه الشیعة و التی یبحث عنها فی کتب الاجارة و الجعالة و ذکرت أحکام مسائلها بالشکل الذی لا تضیع معه حقوق أی من الطرفین العامل و رب العمل.

و أول شیء جری التأکید علیه فی هذه الموارد هو إجراء العقد و تعیین الاجرة و حق العامل و قد نهی النبی الاکرم (ص) عن استخدام العامل قبل أن یعیّن له مقدار الاجرة[1] و عن الامام الصادق (ع) انه قال: "من کان یؤمن بالله و الیوم الآخر فلا یستعملنّ أجیراً حتی یعلمه ما أجره[2].

و الأمر الآخر الذی یجب مراعاته فی عقد الاجارة او الجعالة او ... هو العمل بالالتزامات و الشروط المذکورة فی العقد من جانب الطرفین (العامل و رب العمل)، یقول القرآن الکریم: "یا أیها الذین آمنوا اوفوا بالعقود."[3] و یقول فی موضع آخر: "و اوفوا بالعهد (العقد) ان العهد کان مسؤولا"[4].

و کذلک یقول النبی الاکرم (ص): "المسلمون عند شروطهم"[5].

و بناء علی هذا فان ما یذکر فی العقد بعنوان الشرط یجب علی الطرفین رعایته و تنفیذه. و اذا لم یلتزم أحد الطرفین بشرط من الشروط فیمکن للآخر الاعتراض أو فسخ العقد و یصطلح علی ذلک بخیار تخلف الشرط[6].

و الملاحظة الاخری التی أکّد علیها الإسلام هی الاسراع فی دفع اجرة العامل (الاجیر)، یقول الامام الصادق (ع): "أعطهم اجورهم قبل أن یجف عرقهم"[7]

و یقول (ع) ایضاً: "المستأجر ضامن لأجر الأجیر حتی یقضی"[8]

و علی هذا فقد أکّد الاسلام بشدة علی إجراء العقد بین العامل و رب العمل و علی تنفیذ الشروط و التعهدات، و لم یرض ابداً علی التقصیر فی تنفیذ التعهدات من قبل طرفین.

و یمکن القول بجرأة إن التقصیر فی دفع حقوق العامل و الأجیر الذی أدّی وظیفته هو أحد مصادیق الظلم الذی لا یرتضیه الإسلام العزیز أبداً. یقول أمیر المؤمنین علی (ع) بهذا الصدد: "و الله لو اعطیت الاقالیم السبعة بما تحت افلاکها علی أن أعصی الله فی نملة أسلبها جلب شعیرة ما فعلته"[9].

و علی هذا الاساس فکما أنه لا یحقّ لأی مسؤول أن یعطی شیئاً من بیت المال لأحد بلا مبرر، کذلک لا یحقّ لأیّ شخص آن یمنع العامل و الأجیر ذرّة من حقّه و یعیده الی بیت المال.

ینبغی التذکیر بان مؤسسة رواق الحکمة الثقافیٍة و موقع Islamquest.net هی مؤسسة ثقافیة تعمل فی مجال الإجابة عن الأسئلة و الشبهات العقائدیة و الدینیة و لیس لها أیّ مسؤولیة تنفیذیة أو قضائیة. فلسنا فی مقام القضاء و لا یمکننا أن نقضی اعتماداً علی السماع من أحد طرفی الدعوی.

و لأجل حصول القضاء العادل یجب أن یراجع طرفا الدعوی محکمةً صالحة و یدافعا عن حقهما أمام القاضی العادل بالمستمسکات و الشواهد المعتبرة لکی یمکن للقاضی أن یقضی طبقاً للأدلة و المستمسکات و شهود الطرفین.



[1] حر العاملی، وسائل الشیعة، ج 19، ص 105؛ حدیث 24249.

[2] الکلینی، الکافی، ج 5، ص 289، الطوسی، التهذیب، ج 6، ص  289.

[3] المائدة، 1.

[4] الاسراء، 34.

[5] الکلینی، الکافی، ج 5، ص 169 – 404.

[6] الامام الخمینی، نجاة العباد، ص 25، مسالة 9.

[7] الکلینی، الکافی، ج 5، ص 288.

[8] الطوسی، التهذیب، ج 6، ص 289.

[9] نهج البلاغه، الخطبة 219.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280329 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258942 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129731 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115915 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89625 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61176 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60456 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57420 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51840 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    47778 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...