بحث متقدم
الزيارة
11603
محدثة عن: 2010/06/13
خلاصة السؤال
لماذا تميّز النبي الاكرم (ص) عن غيره في الزواج؟ و لماذا ابيح له اشياء منعت على غيره من الرجال؟ بل حتى نساء النبي تعرضن لتحديدات خاصة اكثر صرامة من غيرهن؟
السؤال
الرجاء الالتفات الى المسألتين التاليتين: الاولى: جاء في الآية 50 من سورة الاحزاب: "يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللاَّتي‏ آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَ ما مَلَكَتْ يَمينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَ بَناتِ عَمِّكَ وَ بَناتِ عَمَّاتِكَ وَ بَناتِ خالِكَ وَ بَناتِ خالاتِكَ اللاَّتي‏ هاجَرْنَ مَعَكَ وَ امْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنينَ...". الثانية: و جاء في الآية 53 من نفس السورة: "وَ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَ لا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظيما". لماذا تميّز النبي الاكرم (ص) عن غيره في الزواج؟ و لماذا ابيح له اشياء منعت على غيره من الرجال؟ بل حتى نساء النبي تعرضن لتحديدات خاصة اكثر صرامة من غيرهن؟
الجواب الإجمالي

السؤال المطروح ناظر الى تلك الفروق القليلة التي اختص بها النبي (ص) في مجال الزواج و التي لا تزيد على امتيازين فقط، الاول  الزواج من دون مهر اذا وهبت المرأة نفسها له (ص)، و الثاني تحريم الزواج من نسائه اللواتي توفي و هنّ  في عصمته، و الا فان المشتركات بينه (ص) و بين سائر الرجال هي الاكثر و الاغلب لمن تأمل في الآيات و الابحاث الفقهية.

من هنا يمكن اجمال الجواب بالنقاط التالية:

1. المزايا التي اعطيت للنبي الاكرم (ص) لم تكن جميعها من قبيل المزايا و الخصوصيات السهلة، بل هناك الكثير من التكاليف التي اختص بها النبي الاكرم (ص) و التي لم يكلف بها سائر الرجال؛ فاذا ما ورد في القرآن الكريم امتياز "خالصة لك" ففي المقابل يوجد ما يشق على النفس من قبيل وجوب صلاة الليل و التهجد و احياء الليل بالعبادة و غير ذلك.

2. لم يفرط النبي الاكرم (ص) في استغلال تلك الاباحة "وَ امْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ"، بل ذهب بعض المفسرين الى القول بأنه (ص) لم يستفد من تلك الرخصة طيلة حياته.

3. إن اباحة الزواج من اكثر الأصناف المدرجة في الآية المباركة لا يختص بالنبي الاكرم (ص) و ان الحكم يشمل سائر الرجال قطعاً و كلمة "احللنا لك" لا تدل على انحصار الامر به (ص)، الا في قضية اعطاء المهر وعدمه. و هذا لا يعني إيصاد الباب أمام سائر الرجال و منع المرأة من إبداء رغبتها في الزواج من رجل آخر و تحريم ذلك عليها! بل يحق للمرأة ان تعلن عن رغبتها متى شاءت غاية ما في الامر يجب على الرجل أن يهبها مقدارا من المال "كمهر" قل أو كثر.

4. يرى فقهاء الشيعة أن سائر الرجال مباح لهم الزواج باكثر من أربعة أيضاً، غاية ما في الأمر يمكنهم العقد على أربعة بالعقد الدائم، و ما زاد على الاربعة يكون العقد من نوع العقد المنقطع. فاذن لا فرق بين النبي (ص) و سائر الرجال من الناحية العملية الا في نوع العقد فقط.

5. إن التمايز الذي يعود الى نساء النبي (ص) و التفريق بينهن و بين سائر النساء في بعض الاحكام، ينطلق من الموقع المتميز الذي حظين به في الوسط الاجتماعي، فلا يمكن ان يساوى بينهن و بين غيرهن من النساء في الاحكام. و لا ريب أن تسنم هكذا مكانة و الاندراج تحت عنوان "أمهات المؤمنين" لا يتم الا عن إختيار منهن و طيب خاطر بهذا الأمر، كذلك لابد ان يكون في مقابلة مجموعة من المحدوديات و الاحكام الصعبة.

الجواب التفصيلي

يمكن تفكيك السؤال المطروح الى مجموعة من التفريعات ثم الاجابة عن كل فرع بصورة مستقلة:

1. هل جميع ما ذكر في الآية 50 من سورة الاحزاب من مختصات النبي الاكرم (ص)؟

2. لماذا اختص النبي (ص) بنوع من التحليل في الزواج و ذلك من خلال هبّة المرأة نفسها له (ص): " وَ امْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ" فله الحق في الزواج منها بلا مهر؟

3. لماذا امتاز النبي (ص) عن سائر الرجال في هذه القضية؟

4. لماذا منعت نساء النبي (ص) من الزواج من غيره بعد وفاته (ص)؟

و سنحاول هنا الاجابة عن الاسئلة المطروحة حسب الترتيب المذكور:

1. لابد من القاء نظرة تأملية في المقطع المتعلق بالقسم الاول من السؤال، حيث خاطب الله تعالى النبي (ص) بقوله: " يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللاَّتي‏ آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَ ما مَلَكَتْ يَمينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَ بَناتِ عَمِّكَ وَ بَناتِ عَمَّاتِكَ وَ بَناتِ خالِكَ وَ بَناتِ خالاتِكَ اللاَّتي‏ هاجَرْنَ مَعَكَ وَ امْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنينَ".[1]

اذا رجعنا الى المصادر الفقهية في باب النكاح نجد أن اباحة الزواج من اكثر الأصناف المدرجة في الآية المباركة لا يختص بالنبي الاكرم (ص) و ان الحكم يشمل سائر الرجال قطعاً و كلمة "احللنا لك" لايدل على انحصار الامر به (ص)، الا في حالة واحدة نشير اليها في النقطة الثانية.

2. نعم، كلمة "خالصة لك" تدل على انحصار الحكم المذكور به (ص) في قوله تعالى " وَ امْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنينَ"، و لا يحل لغيره من الرجال اعتماد هذا الاسلوب من الزواج.

الا أن التأمل في هذا المقطع يعطينا مجموعة من النتائج المهمة و هي:

أولا: إن هذا الطريق لا يعني إيصاد الباب أمام سائر الرجال و منع المرأة من إبداء رغبتها في الزواج من رجل آخر و تحريم ذلك عليها! بل يحق للمرأة ان تعلن عن رغبتها تلك متى شاءت غاية ما في الامر يجب على الرجال أن يهبها مقدارا من المال "كمهر" قل أو كثر، و هذا ما اشارت اليه الرواية التالية: " عن عبد اللَّه بن سنان، عن‏ أَبي عبد اللَّه (ع): في امرأَةٍ وهَبَتْ نفسهَا لرجلٍ أَو وهبها لهُ وليُّها؟ فقال: لا إِنَّمَا كان ذلك لرسول اللَّه (ص) و ليس لغيره إِلَّا أَن يُعَوِّضها شيئاً قلَّ أَو كَثُرَ".[2]

2. يرى بعض المفسرين أن النبي الاكرم (ص) لم يستفد من تلك الرخصة طيلة حياته[3]، و هناك من يرى ان ذلك حصل مرة واحدة، قال العلامة المجلسي في معرض حديثه عن نساء النبي (ص): أم شريك التي وهبت نفسها للنبي (ص) و اسمها غزية بنت دودان بن عوف بن عامر، و كانت قبله عند أبي العكر بن سمي الأزدي‏.[4]

من هنا لايمكن عد ذلك من المميزات الخاصة جداً للنبي (ص)، كما لا يمكن عدها من المؤشرات على طلب التفوق الجنسي و إرادة ذلك.

3. إما بالنسبة الى تحديد عدد الازواج التي يسمح بها للرجال بالجمع بين اربعة فقط[5]، دون النبي (ص) حيث أبيح له الجمع بين أكثر من أربعة منهن. هنا يمكن القول:

1-3. المزايا التي اعطيت للنبي الاكرم (ص) لم تكن جميعها من قبيل المزايا و الخصوصيات السهلة، بل هناك الكثير من التكاليف التي اختص بها النبي الاكرم (ص) و التي لم يكلف بها سائر الرجال؛ فاذا ما ورد في القرآن الكريم امتياز "خالصة لك" ففي المقابل يوجد ما يشق على النفس من قبيل وجوب صلاة الليل و التهجد و احياء الليل بالعبادة كما في قوله تعالى "نافلة لك"[6] في الوقت الذي نرى هذا الحكم لا يتعدى حد الاستحباب بالنسبة الى سائر الناس.

و من هنا يرى البعض أن النبي الاكرم (ص) لما كان في قمة و عنفوان العلاقة العرفانية مع مبدأ الوجود، من جهة، و من جهة أخرى كان مكلفاً بالحياة مع الناس حياتهم المادية الطبيعية، من هنا احتاج الى واسطة تعديل لهذه العلاقة قد تكون العلاقة مع زوجاته إحدى مصاديقها.

2-3. عندما نطالع تأريخ الحكام و الملوك نجد ظاهرة الحريم و السراري و الإماء تعج في قصورهم، و الحال أن حياة النبي الاكرم (ص) - مع إباحة ذلك له شرعاً- قد حصرت حياته الزوجية لمدة طويلة بزوجة واحدة و من بعدها تزوج بعدد من النساء اكثرهن من الأرامل و الكبيرات السن، مما يكشف لنا عن أنه (ص) لم ينطلق في علاقاته الزوجية من البعد الجنسي، بل كان يهدف الى غايات أخرى ذكرت في محلها.

3-3. يرى فقهاء الشيعة أن سائر الرجال مباح لهم الزواج باكثر من أربعة أيضاً، غاية ما في الامر يمكنهم العقد على أربعة بالعقد الدائم، و ما زاد على الاربعة يكون العقد من قبيل العقد المنقطع[7]. فاذن لا فرق بين النبي (ص) و سائر الرجال من الناحية العملية الا في نوع العقد فقط.

4- 3. بغض النظر عن بعض النزاعات و الخلافات التي تقع بين الضرائر عادة، لم يحدثنا التأريخ أن إمرأة منهن إشتكت النبي (ص) أو تبرمت من علاقتها به على جميع المستويات، مما يؤكد رضاهن بتلك العلاقة الحميمة، بل – كما سيأتي- لم يطلبن الانفصال عنه (ص)، في الوقت الذي لا نجد فيه – الا الشاذ النادر- من الرجال مَن يعدل و يعيش حياة طبيعية مع إمرأتين فقط، بل نراهم في الأعم الاغلب بين مائل الى هذه او تلك في العلاقة و تارك الاخرى تعيش حالة من الاضطراب النفسي و الروحي، بل و المادي أيضاً!! من هنا نتفهم التحديد الذي فرضته الشريعة على مثل هؤلاء الرجال، و هذا ما اشارت اليه الآية المباركة بنحو من الاشارة حينما قالت: "َ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَواحِدَةً أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ ذلِكَ أَدْنى‏ أَلاَّ تَعُولُوا".[8]

4. أما بالنسبة الى الشق الثاني من السؤال فيمكن القول، ان التمايز الموجود بين النبي (ص) و بين زوجاته يعود الى واحدة من اثنتين:

1-4. ان التمايز هذا يعود الى طبيعة الجنسين و لا علاقة له بشخص النبي الاكرم (ص)، و قد ذكرت الاجابة عن هذه الاشكالية في محلها. و إن كان هذا الشق لم يمثل المحور الاساسي في السؤال المطروح، لكن مع ذلك يمكن مراجعة الاجابة المواضيع التي أجابت عنه و التي اشير اليها في الهامش.[9]

و من الواضح ان العلاقة الجنسية بين النبي الاكرم (ص) و بين زوجاته لا تختلف – طوال حياته- مع سائر الازواج، فلم نجد ما يمنع على هؤلاء الازواج و يباح للنبي (ص) و نسائه في هذه الدائرة.

2-4. النوع الثاني من التمايز هو الذي يعود الى نساء النبي (ص) و التفريق بينهن و بين سائر النساء في بعض الاحكام، و ما ذلك الا للموقع المتميز الذي حظين به في الوسط الاجتماعي، من هنا لا يمكن ان يساوى بينهن و بين غيرهن من النساء في الاحكام، و من هذا المنطلق نجد القرآن الكريم قد حدد لهن بعض الاحكام من قبيل قوله تعالى:

"يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذي في‏ قَلْبِهِ مَرَضٌ وَ قُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً"[10] و في مقابل ذلك : "مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَ كانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسيراً".[11]

و لا ريب أن تسنم هكذا مكانة و الاندراج تحت عنوان أمهات المؤمنين لا يتم الا عن إختيار منهن و طيب خاطر بهذا الأمر.

من هنا جاء الارشاد الالهي للنبي الاكرم (ص) في الآية المباركة: "يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَ زينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَ أُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَميلاً * وَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظيماً".[12] و بعد ذلك جاء تخيير نسائه (ص) بين أمرين:

الاول: الانفصال من النبي الاكرم (ص) و التعويض عن ذلك بهدايا سنيّة و هبات قيمة يأخذنها منه (ص) و يقوم (ص) بتسريحن بكل احترام و تبجيل و حسب التعبير القرآني "سراحاً جميلا"، و حينئذ يجوز لهن الزواج من غيره.

الثاني: اختيار البقاء مع النبي (ص) و المحافظة على العلقة الزوجية في مقابل الفوز بالمقام الدنيوي و الفلاح الاخروي إن إتقين، و كذلك الفوز بعنوان "أمهات المؤمنين".

و لاريب أن الخيار الثاني يستلزم بعض المحدوديات.

و قد أثبت التأريخ الاسلامي أن جميع نساء النبي (ص) قد فضلن الخيار الثاني و البقاء مع (ص) بالرغم من المحدوديات التي تترتب على ذلك، بل كن يتسابق في هذا الأمر.[13] و من تلك الموانع تحريم الزواج من بعد (ص) كما جاء ذلك في الآية 53 من سورة الاحزاب: " وَ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَ لا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظيما".

روي عن أبن عباس أنه قال: في تفسير قوله تعالى: "وَ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ" قال: نزلت في رجل هم أن يتزوج بعض نساء النبي (ص) بعده، قال رجل لسفيان: أهي عائشة؟ قال: قد ذكروا ذلك.

و كذا قال مقاتل بن حيان و عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، و عن السدي أن الذي عزم على ذلك طلحة بن عبيد اللّه، حتى نزل التنبيه على تحريم ذلك.[14]

و ينبغي التأمل في قضية مهمة و هي أن هذا الصحابي إثار – و باسناد و تأييد من أم المؤمنين عائشة- فتنة كبرى في معركة الجمل، مع المنع القرآني من الزواج منها. فكيف به لو كانت الامور ميسرة له و المنع القرآني مرفوعاً؟! أ ليس من الممكن أن يتخذ من هذه القضية مستنداً قوياً لاضفاء الشرعية على تحركاته و إثارة فتن كبرى في الوسط الاسلامي متخذاً من زواجه من إمراة كانت زوجاً للنبي (ص) أفضل ذريعة في تحركاته!![15]

و لعل هذه القضية هي احدى الحِكم التي سببت المنع من الزواج من نساء النبي بعد رحيله (ص). و قد مرّ سابقاً أن هذا الأمر كان مباحاً في حياة النبي (ص) فيما اذا انفصلت المرأة عنه فلها الحق في اختيار زوج غيره، الا أنهن بعد أن فضلن الخيار الثاني بطيب خاطر و ارتياح نفسي، لابد ان يلتزمن بالممنوعات التي تترتب على ذلك.

 


[1] الاحزاب، 50.

[2] الكليني، محمد بن یعقوب، الکافي، ج 5، ص 384، ح 2، دار الکتب الإسلامیة، طهران، 1365 هـ ش.

[3] الطبري، ابوجعفر محمد بن جریر، جامع البیان في تفسیر القرآن، ج 22، ص 17، دار المعرفة، بیروت، 1412 هـ ق.

[4] المجلسي، محمد باقر، بحار الانوار، ج 22، ص 202، مؤسسة الوفاء، بیروت، 1404 هـ ق.

[5] انظر: كتب التفاسير ذيل الآية الثالثة من سورة النساء.

[6] الاسراء، 79.

[7] انظر: الكليني، محمد بن یعقوب، الکافي، ج 5، ص 451، روایات باب" انهن بمنزلة الإماء و لیست من الأربع".

[8] النساء، 3.

[9] انظرالمواضيع التالية: :"التمايز بين ارث الرجل و المرأة في الاسلام" السؤال 524؛ " التمايز بين دية الرجل و المرأة في الاسلام" السؤال 530؛ فلسفة التمايز بين حكم ارتداد الجنسين" السؤال 1912؛ " علة التمايز بين دية الرجل و المرأة" السؤال 7469؛ " علة التمايز بين ارث المرأة و زوجها" السؤال 3635.

[10] الاحزاب، 32.

[11] الاحزاب، 30.

[12] الاحزاب، 20- 29.

[13] انظر: الطبري، ابوجعفر محمد بن جریر، جامع البیان في تفسیر القرآن، ج 21، ص 100.

[14] ابن کثیر الدمشقي، تفسیر القرآن العظیم، ج 6، ص 403، دار الکتب العلمیة، بیروت، 1419 هـ ق.

[15] انظر: السؤال رقم 6644 في موقعنا.

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • عند مراجعة الکتب الاخلاقیة، العرفانیة واجهت ثلاث کلمات: الشریعة، الطریقة، الحقیقة. ارجو منکم توضیحها.
    6109 النظری 2007/07/09
    یعتقد أهل العرفان بانّ الانسان موجود متحرک و فعال یصل بسیره و سلوکه الی أصله الذی أتی منه و یرجع الیه، فیزول ابتعاده و انفصاله عن ذات الحق و یبقی فی بساط القرب معه خارجاً عن ذاته الفانیة. و بناء علی هذا فان السیر و السلوک العرفانی متحرک و متطور ...
  • هل أن التطیّب (استعمال العطر) یبطل الصوم؟
    5646 الحقوق والاحکام 2009/07/09
    یری مراجع التقلید ان مبطلات الصوم هی تسعة أشیاء فقط:الأول: الأکل و الشرب، الثانی: الجماع (المقاربة الجنسیة)، الثالث: الاستمناء، الرابع: الکذب علی الله و النبی(ص) و الأئمة(ع)، الخامس: إیصال الغبار الغلیظ الی الحلق، السادس: رمس جمیع الرأس فی الماء، السابع: البقاء علی الجنابة و الحیض و النفاس الی أذان ...
  • کیف یمکن هدایة الشخص المبتلى بالانحرافات الأخلاقیة؟
    6788 العملیة 2009/02/03
    الذنب کالسهم القاتل و له الکثیر من الأضرار على الفرد و المجتمع، و یجب البحث عن جذور الذنب فی الجهل و الغفلة. و أهم سلاح یمتلکه العدو للتغلب على الإنسان الغفلة التی تعتریه.منبع الفساد هو الجهل بمختلف أشکاله من جهل الإنسان بقیمة نفسه، الجهل برحمة الله و حکمته فی ...
  • في حالة السجود يجب أن تمس التراب سبعة مواضع، فلماذا نحن نضع الجبهة على التربة فقط؟
    5965 الحقوق والاحکام 2012/09/22
    عند السجود لابد من إستقرار سبعة مواضع على الأرض بشكل عام (سواء كان السطح تراباً أو فراشاً) و الملاك في هذا الحكم استقرار و سكون هذه المواضع السبع[1] و عليه يجب أن تكون سبعة مواضع على الأرض في حالة السجود، و ليس على ...
  • ما المراد من کلمة الصمد فی القرآن الکریم؟
    6592 التفسیر 2012/02/15
    ذکرت لمفردة "الصمد" عدة معان فی الکتب الروائیة و اللغویة و المعجمیة، و کلمات المفسرین، منها:1. الصَّمَدُ الَّذِی لَا جَوْفَ لَهُ.2. وَ الصَّمَدُ الَّذِی قَدِ انْتَهَى سُؤْدُدُهُ.3. وَ الصَّمَدُ الَّذِی لا یَأْکُلُ وَ لا یَشْرَبُ. 4. وَ الصَّمَدُ الَّذِی لا یَنَامُ. 5. وَ الصَّمَدُ الدَّائِمُ الَّذِی لَمْ یَزَلْ ...
  • ما مضمون سورة الكهف و ما فضل قراءتها؟
    31672 التفسیر 2012/07/18
    إن سورة الكهف كباقي سور القرآن تحظى بفضائل و خصائص كثيرة و قد ذكر عظمتها و فضلها في روايات كثيرة نقلت عن النبي (ص) و الأئمة (ع)، من قبيل أن سبعين ألف ملكا قد شيعوها حين نزولها، أو كل من قرأها يوم الجمعة يغفر الله له إلى ...
  • کیف یمکن دعوة الشخص المسیحی للاسلام عن طریق العرفان الاسلامی؟
    9268 النظری 2008/09/23
    یمکنک الوصول الی مطلوبک عن طریق توضیح العرفان الاسلامی و بیان خصائصه و ممیزاته و التعرف علی العرفاء الذین تربّوا فی مدرسة الاسلام و أهل البیت (ع).1. یقسم العرفان الاسلامی الی قسمین: نظری و عملی،‌ و أساس و محور أبحاث العرفان النظری أمران:الاول: شرح حقیقة التوحید، و الثانی: ...
  • ما هي النسبة بين النفس الكلية و العقل الكامل و بين الانسان الكامل في الفكر العرفاني و مدى انطباقها على أنوار أهل البيت؟
    12465 النظری 2012/12/01
    العقل الكلي في لسان الروايات يعني القلم الأعلى، و النفس الكلية تعني اللوح المحفوظ، و أما العلاقة بين العقل و النفس فهي تشبه العلاق بين القلم و اللوح؛ بمعنى أن العقل يفيض بأمر الله تعالى نور المعرفة و أن للنفس جنبة التلقي و القبول. اما ...
  • من هو أنس بن مالک و کیف تقیمون شخصیته؟
    6562 رجال الحدیث 2012/03/13
    أن من الصحابة المعروفین فی هو انس بن مالک و هو أنس بن مالک بن النضر بن ضمضم بن زید بن حرم بن جندب بن عامر ابن غنم بن عدی بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة الأنصاری الخزرجی النجاری البصری خادم رسول ...
  • هل أن النبی الأکرم (ص) أخبر عن الإمام المهدی و غیبته؟
    10812 الکلام القدیم 2009/04/09
    إن أصل وجود المهدی من الأصول المسلمة فی صدر الإسلام إلى حد أن لا وجود لأی شک أو تردید فی وجوده لدى المسلمین. فقد کشف الرسول الأکرم للمسلمین أصل وجود المهدی(عج) و الإجمالی من صفاته و کیفیة تشکیل حکومته التی تملأ الأرض قسطاً و تقلع الظلم من جذوره، إضافة إلى ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280336 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258953 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129736 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115931 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89634 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61183 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60463 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57422 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51853 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    47800 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...