Please Wait
3817
انّ الأخلاق الحميدة هي مجموعة من الفضائل الإنسانية التي تزين الإنسان وتؤدّي إلى فلاحه و سعادته. يمكن تقسيم هذه الفضائل الأخلاقية بشكل عام إلى ثلاثة اقسام:
أ) الفضائل الاخلاقیة من حیث تعلقها بالله؛ كالاهتمام بالصلاة والدعاء والذكر، وتجنب النفاق، والخوف والأمل.
ب) الفضائل الاخلاقیة من حیث تعلقها بالإنسان نفسه؛ مثل الانضباط في العمل واغتنام الفرص وتجنب الهراء.
ج) الفضائل الاخلاقیة من حیث تعلقها بالآخرين؛ مثل التواضع والصدق والأخوة والوحدة والثقة واحترام حقوق الوالدين.[1]
لكل قسم من الاقسام الثلاثة للأخلاق الحميدة والفضائل الأخلاقية آثار وفوائد إيجابية وقيمة تتعلق بسعادة الانسان فی الدنیا و الاخرة، والتي قد نوقشت بالتفصيل في مصادر الأخلاق الإسلامية. نذکر فيما يلي- باختصار- بعض الآثار الإيجابية للفضائل الأخلاقية في الإنسان من منظور الآيات والأحاديث:
- لقد اعتبر القرآن الكريم تهذیب النفس واكتساب الملکات الاخلاقیة أمرا مهما، بحیث إذا لم تكن للإنسان فضائل أخلاقية، فانّه لن یبلغ السعادة یوم القیامة: «يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ الَّا مَنْ اتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَليمٍ».[2]
- يعتبر القرآن الكريم الأخلاق لحسنة وتهذیب النفس مصدرا لفلاح الإنسان والرذائل والذنوب من أسباب خسرانه: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها».[3]
أحد الأمثلة على القسم الثالث من الفضائل الأخلاقية هو "طلاقة الوجه والأخلاق الحسنة"، التی بالإضافة إلى امتلاكها للحسن الذاتي من حيث الدين والشخص والطبيعة البشرية؛ فانّها مثل العديد من الفضائل الأخلاقية الأخرى لها نتائج جيدة ایضا، من جملة ذلک ما يلي:
- ازالة الضغائن و الاحقاد: في التواصل والتفاعل الاجتماعي، قد تحدث بعض المشاکل غیر المترقبة بين الأشخاص، وأفضل وسيلة لمكافحة هذه المشاکل هو الانفتاح. يقول النبي الاکرم(ص) في هذا الصدد: «حُسْنُ الْبِشْرِ يَذْهَبُ بِالسَّخيمَةِ».[4]
- جلب محبة الله والناس: كلّ إنسان یحتاج إلى جلب محبة الله وعباده المؤمنین، ویتحقق هذا الامر في ظل حسن الخلق وطلاقة الوجه. يقول الإمام الباقر(ع): «صَنِيعُ الْمَعْرُوفِ وَ حُسْنُ الْبِشْرِ يُكْسِبَانِ الْمَحَبَّةَ وَ يُقَرِّبَانِ مِنَ اللَّهِ وَ يُدْخِلَانِ الْجَنَّة».[5]
- محو الذنوب و الخطایا: قال الإمام الصادق(ع): «انَّ الْخُلْقَ الْحَسَنَ يَميثُ الْخَطيئَةَ كَما تَميثُ الشَّمْسُ الْجَليدَ».[6]
- سهولة الحساب: قال الإمام علي(ع): «... وَ حَسِّنْ خُلُقَكَ يُخَفِّفِ اللَّهُ حِسَابَك».[7]
- قال الامام الصادق(ع): «الْخُلُقُ الْحَسَنُ جَمَالٌ فِي الدُّنْيَا وَ نُزْهَةٌ فِي الْآخِرَةِ وَ بِهِ كَمَالُ الدِّينِ وَ الْقُرْبَةُ إِلَى اللَّهِ تَعالی».[8]
ملخّص القول: إنّ للفضائل الاخلاقیة والكمالات النفسانیة آثار قيّمة على سعادة الانسان الدنيوية والاخرویة. فمن أراد تحصیل السعادة الأبدية، لا بدّ له من تطهير صفحة قلبه من الرذائل الأخلاقية وسوء الخلق واستبدالهما بالفضائل الأخلاقية.
[1]. يوسفيان، نعمت الله، اخلاق اسلامى، ج 1، ص 39، قم، دائرة التعالیم العقائدیة و السياسىیة ممثلیة ولى الفقيه فی حرث الثورة الاسلامیة، الطبعة الاولی، 1376ش.
[2]. الشعراء، 88 – 89.
[3]. الشمس، 9 – 10.
[4]. ابن شعبه الحرانی، حسن بن علی، تحف العقول عن آل الرسول(ص)، المحقق و المصحح، الغفاری، علی اکبر، ص 45، قم، مکتب النشر الاسلامی، الطبعة الثانیة، 1404ق.
[5]. المحدث النوری، حسین، مستدرک الوسائل و مستنبط المسائل، ج 12، ص 344، قم، مؤسسه آل البیت(ع)، الطبعة الاولی، 1408ق.
[6]. الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، المحقق و المصحح، الغفاری، علی اکبر، الآخوندی، محمد، ج 2، ص 100، طهران، دار الکتب الإسلامیة، الطبعة الرابعة، 1407ق.
[7]. الشیخ الصدوق، الأمالی، ص 210، طهران، کتابچی، الطبعة السادسة، 1376ش.
[8]. مستدرک الوسائل و مستنبط المسائل، ج 8، ص 449.