بحث متقدم
الزيارة
6215
محدثة عن: 2008/07/19
خلاصة السؤال
امراة هی الآن فی عقد متعة (زواج مؤقت) مع رجل و تقصد الزواج بآخر بعد انتهاء عقدها المؤقت، هل ان زواجها المؤقت الحالی صحیح؟
السؤال
انه و بسبب عدم اطلاعی علی الزواج المؤقت، کانت لی رابطة مع رجل و صار لی و لد من هذا الطریق، و الآن انا متزوجة من رجل مسلم فی بریطانیا بزواج مؤقت، فهل ان زواجی المؤقت الحالی صحیح، و الحال انی اقصد الزواج فی المستقبل (غیر المعلوم) بوالد ابنی؟
الجواب الإجمالي

ان لصحة الزواج الدائم و الموقت شروطاً فی الاسلام، و من تلک الشروط: الا تکون المرأة التی ترید الزواج مع رجل فی عقد نکاح دائم او مؤقت مع رجل آخر، و ان تکون قد خرجت من عدتها.

و الشرط الآخر ان لا تکون المرأة خلال کونها معقودة لرجل، زانیة مع رجل آخر و تقصد الآن الزواج من ذلک الرجل، فان الرجل اذا زنی بامراة ذات بعل فانها تحرم علیه مؤبداً.

و مع رعایة هذه الشروط و الشروط الاخری، فان زواجک مع والد ابنک سیکون صحیحاً.

الجواب التفصيلي

قبل الجواب عن المسألة، من الضروری الالتفات الی هذه الملاحظة و هی ان الاسلام لا یجیز للانسان ان یتحدث عن ذنوبه (الصغیرة او الکبیرة) أمام الآخرین و أن یفشی أسراره. فالاسلام یری ان لحرمة الانسان قیمة عظیمة بحیث انه یجب ان یکون الاقرار بالذنب امام الله تعالی فقط و ان یکون ذلک من أجل التوبة و طلب المغفرة، و خصوصاً اذا ارتکب الشخص ذنباً بجهالة و عدم اطلاع، حیث یکون أمل عفو الله و مغفرته کبیراً جداً،‌ فان الله تعالی وعد بغفران جمیع الذنوب فی القران و قال: "قل یا عبادی الذین اسرفوا علی انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله یغفر الذنوب جمیعاً انه هو الغفور الرحیم".[1] و المقصود هنا غفران  ذنوب المذنبین اذا تابوا حقاً من ذنوبهم و عزموا علی عدم ارتکاب ذلک الذنب فان الله یقبل توبتهم و یشملهم برحمته.

اما بخصوص الزواج فینبغی القول ان الزواج فی الاسلام علی قسمین:

1. الزواج الدائم،    2. الزواج المؤقت و لکل منهما شروطه.

من شروط الزواج (الدائم او الموقت) الا تکون المرأة حین الزواج فی عقد نکاح رجل آخر. ای انها لو کانت سابقاً فی عقد دائم لشخص آخر، فیجب ان تطلق منه، و لو کانت فی عقد موقت لشخص آخر فیجب ان تنتهی مدة العقد المؤقت و ینفصلان عن بعضهما او یهبها المدة، و فی کلا الصورتین یجب علیها ان تعتد عدة الطلاق[2] او عدة العقد المؤقت[3] و تنتهی عدتها و حینئذ فقط یمکنها الزواج برجل آخر.[4]

و من الشروط الاخری للزواج، ان المرأة حینما یکون لها زوج شرعی و قانونی و ترتکب الزنا مع رجل فی هذا الحال (و العیاذ بالله)، فانه لا یمکنها الزواج مع ذلک الرجل، لانه لو زنی الرجل بامرأة ذات بعل فانه لا یمکنه شرعاً الزواج بها علی الرأی المشهور.[5]

و الملاحظة الاخیرة هی ان من شروط الزواج المؤقت ان تکون المدة معینة من البدایة و معلومة، فلو لم یعین المدة عمداً او نسیاناً بطل متعة و انعقد دائما[6]. و مدة العقد الموقت یمکن ان تکون عدة لحظات او الی عدة سنوات. فیجب علیهما ان یعینا ان مدة هذا الزواج مثلاً کم ساعة او کم یوماً او کم شهراً او م سنة.

و بعد الالتفات الی رعایة هذه الشروط و الشروط الاخری،[7] فزواجک المؤقت بزوجک الحالی و زواجک المتجدد مع والد ابنک سیکون صحیحاً. و یجب الالتفات بالطبع الی انه یجب ان یکون والد ابنک مسلماً لکی یمکنک الزواج به، لانه و طبقا لرأی فقهاء الاسلام فان المرأة المسلمة لا یمکنها ان تتزوج برجل کافر .[8]



[1] الزمر، 53.

[2] المرأة التی أکملت تسع سنین و لیست یائسة، اذا قاربها زوجها ثم طلقها،‌ یجب علیها ان تعتد، أی انه بعد أن یطلقها فی طهرها یجب علیها أن تصبر الی ان تری‌الحیض مرة اخری ثم تطهر و بمجرد ان تری الحیض الثالث تنتهی عدتها و یمکنها ان تتزوج. و المرأة التی تحیض فان کانت فی سن من تحیض فان طلقها زوجها بعد مقاربتها یجب علیها ان تعتد بعد الطلاق ثلاثة أشهر (توضیح المسائل المحشی للامام الخمینی)، م 2511، 2512.

[3] عدة المتعة للمرأة التی تحیض: رؤیة الحیض مرتین و للتی لا تحیض، 45 یوماً،‌ توضیح المسائل المحشی.

[4] توضیح المسائل المحشی، للامام الخمینی، ج 2، ص 470 و 471، مسائل 2400 و 2401 و 2402.

[5] نفس المصدر، ص 470 و 469، مسائل 2398 و 2399.

[6] تحریر الوسیلة: ج2، ص290، مسالة رقم 9.

[7] لاحظ: توضیح المسائل المحشی، للامام الخمینی، ج 2، ص 468 و ما یعدها.

[8] نفس المصدر، المسألة 2397.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280259 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258835 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129631 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115649 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89557 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61041 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60369 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57377 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51625 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47715 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...