بحث متقدم
الزيارة
7669
محدثة عن: 2011/12/20
خلاصة السؤال
ما هو القرآن؟
السؤال
ما هو القرآن؟
الجواب الإجمالي

القرآن الکریم کتاب سماوی أنزله الله سبحانه للإنسان لمعرفة طریق الحق عند بعثة آخر أنبیاء الله سبحانه و هو محمد بن عبد الله (ص). و هو معجزة نبی الإسلام (ص) الخالدة. و قد نزل هذا الکتاب علی رسول الله (ص) فی مدة 23 سنة عن طریق الوحی تدریجاً، و کان النبی الأکرم (ص) یقرأ آیات القرآن الکریم علی الناس و کانت جاذبیته هذه الآیات هی التی تجرّ الافراد إلی الإسلام. و یشتمل القرآن علی 114 سورة تحتوی کلها علی 6205 آیة و هذه الآیات کلها مجموعة فی حوالی 77807 کلمة و من هذا العدد 45653 کلمة مکیة و 32154 مدنیة. و القرآن الکریم أکمل کتاب هدایة إلی الله سبحانه لأنه آخر کتاب سماوی لهدایة البشر.

الجواب التفصيلي

القرآن الکریم کتاب سماوی أنزله الله سبحانه للإنسان لمعرفة طریق الحق ع ند بعثة آخر أنبیاء الله سبحانه و هو محمد بن عبد الله (ص). و هو معجزة نبی الإسلام (ص) الخالدة. و قد نزل هذا الکتاب علی رسول الله (ص) فی مدة 23 سنة عن طریق الوحی تدریجاً، و کان النبی الأکرم (ص) یقرأ آیات القرآن الکریم علی الناس و کانت جاذبیته هذه الآیات هی التی تجرّ الافراد إلی الإسلام.و یشتمل القرآن علی 114 سورة تحتوی کلها علی 6205 آیة و هذه الآیات کلها مجموعة فی حوالی 77807 کلمة و من هذا العدد 45653 کلمة مکیة و 32154 مدنیة. [1] و القرآن الکریم أکمل کتاب هدایة إلی الله سبحانه لأنه آخر کتاب سماوی لهدایة البشر.

لمعرفة القرآن بشکل جید یلزمنا الرجوع إلی نفس القرآن الکریم. و عند رجوعنا له نراه یذکر له أوصافاً حاکیة عن بعض حقیقته، و بعض هذه الأوصاف هی کما یلی: " الم * ذلِکَ الْکِتابُ لا رَیْبَ فیهِ هُدىً لِلْمُتَّقینَ". [2] ففی هذه الآیة یعرف القرآن نفسه بأنه کتاب لا یمکن أن تجد أی نقطة إبهام فیه. و لو رجعنا إلی الشواهد و الوثائق التاریخیة سنصل إلی حقیقة هامة و هی، أنه لا یمکن لأی کتاب آخر أن یدعی مثل هذا الإدعاء العجیب. إذن أول صفة للقرآن هی عدم وجود أی نقطة إبهام و ظلمة قابلة للرفع و لا یمکن الوصول إلیها فیه.

2- بعدها یقول " هدیً للمتقین".

3- "   کِتابٌ أُنْزِلَ إِلَیْکَ فَلا یَکُنْ فی‏ صَدْرِکَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَ ذِکْرى‏ لِلْمُؤْمِنین‏". [3]

4- و یقول فی آیة أخری "   هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ وَ هُدىً وَ رَحْمَةٌ لِقَوْمٍ یُوقِنُون‏". [4]

5- "   قَدْ جاءَکُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَ کِتابٌ مُبینٌ * یَهْدی بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَ یُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّور ِ بِإِذْنِهِ وَ یَهْدیهِمْ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقیم‏". [5]

هذه الآیات المبارکة تنطوی علی نکات تساعدنا فی تکون صورة واضحة الى حد ما عن القرآن الکریم، و هی:

الف: إن هذا الکتاب هو کتاب هدایة و رحمة و نور و بصیرة.

ب: کل من یعتمد مرجعیة هذا القرآن الذی لا شک فیه یحصل علی الهدایة.

ج: إن المتقین و أهل الإیمان و أصحاب الیقین لهم مکانة عالیة فی هذا الکتاب.

و قد تحدّی رسول الله (ص) الناس جمیعاً بالقرآن رسمیاً، حیث ادعی بأن هذا القرآن لیس من عنده بل هو من عند الله سبحانه و لا یمکن لأیّ أحد من البشر مهما کانت منزلته أن یأتی بمثله و من لم یصدّق فلیجرّب و لیطلب العون ممّن یشاء و لکن اعلموا "   قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلى‏ أَنْ یَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا یَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ کانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهیراً" [6] ، هذه الآیة المبارکة قد دعت و بکل صراحة الجمیع صغاراً و کباراً، عرباً و غیرهم الإنسان و غیره بل و حتی الفلاسفة و العلماء و الأدباء و المؤرّخین بل و حتی الموجودات العاقلة غیر الإنسانیة و ... دعتهم کلهم و بدون استثناء لمقابلة القرآن الکریم و معارضته حیث تقول لو ادعیتم إن هذا القرآن لیس من الله سبحانه بل من عقول البشر فها أنتم من البشر فلتأتوا بمثله و هذه الدعوة للمقابلة و المعارضة التی اصطلح علیها علماء العقائد «بالتحدّی» تعتبر أحد أرکان کل معجزة، و کلما جاء مثل هذا التعبیر نعلم بوضوح أن هذا الموضوع من المعاجز. [7]

لقد جاء القرآن بمواضیع و معانٍ واسعة و قد طرحها بنحو اصبحت فیما بعد مصدراً للإلهام بالنسبة للفلاسفة و علماء الحقوق و الفقه و الأخلاق و التأریخ و ... لقد استعمل القرآن أجمل بیان لتوثیق علاقة الإنسان مع ربه، کما أنه أقر التوراة و الإنجیل و صدّقها مع إقراره بأنها محرفان و قد تناولتهما ید البشر بالخیانة. لقد صحح القرآن بعض أخطاء هذین الکتابین سواءً أکان فی الجانب العقائدی التوحیدی أم فی قصص الأنبیاء أم فی بعض الأحکام و القوانین.

لقد نزّه القرآن الله عزّ وجلّ عن کل ما ینافی مقام الوهیته و ربوبیّته کالمصارعة، و نزّه الأنبیاء کذلک عن کل ما لا یجدر بهم مما جاء فی الکتب السالفة و هذا بنفسه دلیل آخر علی أحقیة هذا الکتاب. [8] ولقد أظهر المسلمون اهتماماً لا نظیر له بالقرآن الکریم منذ صدر الإسلام و إلی عصرنا الحاضر و هذا الإهتمام دلیل إعجابهم و افتنانهم به. فقد دُوّن القرآن فی زمن الرسول الأکرم (ص) بواسطة مجموعة من المسلمین عیّنها الرسول (ص) و قد عُرفوا بإسم «کتّاب الوحی». بالإضافة إلی أن أغلب المسلمین نساءً و رجالاً صغاراً و کباراً أقبلوا علی حفظ القرآن بشغف عجیب و حفظوا کل آیاته أو أکثرها، و قرأوا القرآن فی صلواتهم واعتبروا لتلاوة آیاته فی غیر الصلوات ثواباً عظیماً، کانت تلاوة القرآن بالنسبة لهم تبعث علی اللذة و الطمأنینة و الهدوء النفسی.

حب المسلمین و علاقتهم بالقرآن صار منشأ و مبدأ لسلسلةٍ من العلوم الأدبیة و العقلیة بحیث لو لم یکن القرآن لم تکن موجودة. القرآن فی اسلوبه و سبکه و نظمه لا نظیر له، فلیس بالشعر و لا بالنثر، لیس بشعر لأنه لا قافیة و لا وزن له. أسلوب القرآن و نظمه لا سابقة له و لا لاحقة. فلم یأت أحدٌ قبله بنظمه و اسلوبه و لا بعده و لم یستطع أحدٌ مجاراته مع کل دعواته و تحدیه بالمقابلة و المعارضة.

و الخلاصة أن المسلمین فی کل عصر و زمان و تحت تأثیر شغفهم و حبّهم لهذا الکتاب اشتغلوا علیه بما یناسب إمکاناتهم الفکریة و العملیة، کتعلمه و حفظه و قراءته عند أساتذة القراءة و التجوید و تفسیر معانیه و شرح و توضیح کلماته کما فی المعاجم اللغویة الخاصة و کذلک عدّ آیاته و کلماته بل و حتی حروفه، و کذلک التدقیق فی معانیه و استعمالها فی المجالات الحقوقیة و القضائیة و الأخلاقیة و الإجتماعیة و الفلسفیة و العرفانیة و العملیة و... [9]

قراءة المواضیع التالیة تنفع فی تحصیل مزید من الاطلاع حول القرآن:

اعجاز القرآن، السؤال 1090 (الموقع: 1621).

تعریف و إثبات الاعجاز، 901 (الموقع: 989).

القرآن وحی إلهی، 67 (الموقع: 308).

جمع القرآن، 1091 (الموقع: 1620).

نزول القرآن، 939 (الموقع: 1016).

جمع القرآن من قبل رسول الله (ص)، السؤال 1625 (الموقع: 1632).

شروط فهم آیات القرآن، السؤال 488 (الموقع: 529).

عدم تحریف القرآن، السؤال 3213 (الموقع: 3938).

تحدی القرآن، السؤال 6711 (الموقع: 7557).



[1]     انظر: موقع رسالة القرآن العلمیة الموضوعیة المرتبط بمرکز الثقافة و المعارف القرآنیة.

[2]    البقرة، 1 و2.

[3]    أعراف، 2.

[4]    الجاثیة، 20.

[5]    المائدة، 15-16.

[6]    الإسراء، 88.

[7]    مکارم الشیرازی، ناصر، تفسیر الأمثل، ج1، ص 121، الناشر مدرسة الإمام علی بن أبی طالب، قم، 1421 ق.

[8]    مطهری، مرتضی، مجموعة الآثار، ج2، ص212-213، صدرا، طهران، الطبعة الرابعة، 1380.

[9]    نفس المصدر.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280259 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258835 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129631 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115649 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89557 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61041 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60369 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57377 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51625 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47715 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...