بحث متقدم
الزيارة
5084
محدثة عن: 2012/01/18
خلاصة السؤال
قد أجلس أمام القبلة و أتکلّم مع الائمة الأطهار (ع) فأشعر بحالة خاصة فی بدنی أشبه ما تکون بالقشعریرة، فعلی ماذا تدل هذه الحالة؟
السؤال
قد أجلس أمام القبلة و أتکلّم مع الائمة الأطهار (ع) أو أتجه إلی کربلاء و أسلّم علی أبی عبد الله (ع) فأشعر بحالة خاصة فی بدنی کالقشعریرة، فعلی ماذا تدل هذه الحالة؟ قال لی أحد المدّاحین یوماً أن هذه الحالة تدل علی أن الائمة (ع) ینظرون إلینا فی تلک اللحظة و یهتمّون بنا و یردون سلامنا، هل صحیح هذا الکلام؟ مع الشکر الجزیل.
الجواب الإجمالي

کما تعلمون بأن الائمة (ع) شهود علی أعمالنا و قد أشارت الروایات إلی هذا المعنی. و مما لا شک أن هذا الإهتمام یکون أکبر و أکثر ملموساً إذا کنا فی حرمهم (ع) أو إذا کنا متجهین إلیهم مؤدین لهم الإحترام. من جهة أخری تفاعل البدن فی مقابل الحالات المهیجة و المعنویة یحصل لکل منّا و یوجد شواهد علیه فی الآیات القرآنیة و الروایات. کما أن بعض هذه العلامات قد ذکرت فی الروایات دلالة علی قبول الطاعة و التوبة و قضاء الحوائج کالقشعریرة و جریان الدموع و غیره.

إذن هذه الحالات موجودة، لکن لیس من الصحیح أن یفسّرها الإنسان عند حصولها هکذا، بل من الأفضل أن یعمل الإنسان بتکلیفه بنیّة خالصة و توجه و ینتظر عنایة ربه سبحانه و الأئمة المعصومین (ع).

الجواب التفصيلي

کما تعلمون بأن الأئمة (ع) شهود علی أعمالنا و قد أشارت الروایات إلی هذا المعنی، ففی روایة عن الإمام الحجة –عج- یقول فیها: ".... فإنا نحیط علماً بأنبائکم و لا یعزب عنّا شیء من أخبارکم ....إنا غیر مهملین لمرعاتکم، و لا ناسین لذکرکم".[1]

و هذه الروایة تدل بشکل واضح علی أن أعمالنا و تصرّفاتنا تحت نظر الإمام –عج-، فإذا کان کذلک فمن الأولی أن یکون اهتمام الأئمة (ع) خاصّاً بمن ذهب إلی حرمهم أو اتجه إلیهم عن بعد و سلم علیهم. و الشاهد علی ذلک روایة الإمام الصادق (ع) حیث یقول: "إن الحسین بن علی (ع) عند ربّه عزّ و جل ینظر إلی موضع معسکره و من حلّه من الشهداء معه، و ینظر إلی زوّاره و هو أعرف بهم و بأسمائهم و أسماء آبائهم و درجاتهم و منزلتهم عند الله عزّ و جلّ من أحدکم من ولده، و إنه لیری من سکنه فیستغفر له و یسأل آبائه (ع) أن یستغفروا له، و یقول: لو یعلم زائری ما أعدّ الله له لکان فرحه أکثر من غمه، و إن زائره لینقلب و ما علیه ذنب".[2]

و من جهة أخری فإن تفاعل البدن فی قبال بعض الحالات المهیّجة و بعض التصرّفات و الکلام یقع لکل منّا و قد أُشیر فی القرآن الکریم و روایات أهل البیت (ع) إلی تفاعل البدن قبال المسائل المعنویة.

أما فی القرآن فیقول الله تعالی: "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحْدِیثِ کِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانىِ‏َ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِینَ یخَشَوْنَ رَبهَّمْ ثمُ‏َّ تَلِینُ جُلُودُهُمْ وَ قُلُوبُهُمْ إِلىَ‏ ذِکْرِ اللَّهِ ذَالِکَ هُدَى اللَّهِ یهَدِى بِهِ مَن یَشَاءُ  وَ مَن یُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَاد" [3] و توجد روایة عن الإمام الصادق (ع) تبیّن أن هذه الحالة علامة قبول الدعاء و قضاء الحاجة من قبل الله تعالی حیث یقول: "إذا اقشعر جلدک، و دمعت عیناک، فدونک دونک، فقد قصد قصدک".[4]

لذلک، فنحن و إن کنا فی عین الله سبحانه و المعصومین (ع) لکن هذه المؤشّرات مثل جریان العیون و القشعریرة و... تدل علی إقامة العلاقة الحمیمة بیننا و بینهم (ع) و تدل کذلک علی إهتمام الخاص بنا، إنشاء الله تعالی.

نعم، یجب الالتفات إلی أن هذه المؤشّرات حتی و لو کانت حاکیة عن نوع علاقة بیننا، لکن لیس من اللزوم أن نستخلص هذه النتیجة عند حصولها فی کل مرة، کما یلزمنا فی نفس الوقت الرجاء و عدم الیأس دائماً.



[1]  المجلسی، محمد باقر، بحار الأنوار، ج53، ص175، ما خرج من توقیعاته، مؤسسة الوفاء، بیروت، 1404 ق.

[2]  الحر العاملی، محمد بن الحسن، وسائل الشیعة، ج14، ص73، باب تأکید استحباب زیارة الحسین، ح 19508، مؤسسة آل البیت، قم.

[3]  الزمر، 23.

[4]  وسائل الشیعة، ج7، ص72، باب استحباب الدعاء عند رقة القلب، ح 8760.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280259 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258835 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129631 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115649 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89557 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61041 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60369 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57377 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51625 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47715 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...