بحث متقدم
الزيارة
9835
محدثة عن: 2011/12/20
خلاصة السؤال
أین تقع قبور بعض الأنبیاء کشعیب و لوط و یوسف و یونس و إبراهیم و...؟ و کیف کانت وفاتهم؟ و هل لکلٍ منهم حرم و قبة؟
السؤال
تفضلوا بالاجابة عن الاسئلة التالیة: 1- أین تقع قبور هؤلاء الأنبیاء، شعیب و لوط و یوسف و یونس و آدم و موسی و إسرائیل و إسحاق و إبراهیم و هارون و داوود و سلیمان و ادریس و عیسی و یحیی و زکریا و نوح؟ 2- کیف کانت وفاتهم؟ 3- و هل لکلٍ منهم حرم و قبة؟
الجواب الإجمالي

یوجد اختلاف نظر بین المؤرّخین عن کثیر من المسائل و المواضیع التأریخیة مثل حیاة بعض الشخصیات المهمة، خصوصاً الأنبیاء الإلهیین –إلّا القلیل منهم الذین لم نعثر فی المصادر التأریخیة علی أی أثر لتأریخ دقیق عن طریقة حیاتهم و کیفیة مماتهم و محل دفنهم-.

لکن فی نفس الوقت، ما موجود فی المصادر التأریخیة بشکل مبعثر عن حیاة الأنبیاء –غیر نبی الإسلام (ص)- هو إن النبی إبراهیم (ع) مدفون فی مدینة الخلیل فی دولة فلسطین المحتلة و له حرم و قبة. أما نوح و آدم (ع) فهما مدفونان فی النجف الأشرف فی العراق و فی نفس حرم الإمام علی (ع)، أما النبی موسی و النبی هارون (ع) فمدفونان فی صحراء التیة، و دانیال (ع) فی محافظة خوزستان و فی مدینة الشوش الواقعة فی جنوب الجمهوریة الإسلامیة فی إیران، أما قبر النبی قیدار (ع) فهو مدفون فی محافظة زنجان فی الجمهوریة الإسلامیة فی إیران أیضاً.

الجواب التفصيلي

من الضروری أولاً ذکر عدة نکات فیما یخص هذا السؤال:

1- یوجد اختلاف نظر بین المؤرّخین عن کثیر من المسائل و المواضیع التأریخیة مثل حیاة بعض الشخصیات کطریقة حیاتهم و عمرهم و محل ولادتهم و دفنهم و...، خصوصاً الشخصیات العظیمة کالأنبیاء (ع) إلا القلیل منهم الذین لم نعثر فی المصادر التأریخیة علی أی أثر لتأریخ دقیق عن طریقة حیاتهم و کیفیة مماتهم و محل دفنهم، و بما أن تاریخ الأنبیاء یضرب بجذوره فی اعماق تاریخ البشریة و أنه قدیم بقدم خلقة الإنسان، هذا من جهة ومن جهة أخرى نرى حرکة التدوین وسابقة تسجیل الحوادث التأریخیة لاتتجاوز اکثر من ربع عمر حیاة البشریة فی الکرة الأرضیة، بل اقل من ذلک بکثیر، لذلک فمن الطبیعی جدا اهمال الکم الاوفر من التاریخ و لم یسجیل تأریخ کثیر من هذه الحوادث، أو إذا سجّل فإنه تعرض للضیاع و فُقد علی مرّ الزمان و بأسباب مختلفة، کالسیل و الزلزال و الحروب و هجوم الأجانب و التخریب و ضیاع الآثار التأریخیة و الثقافیة للدول المختلفة و...

2- ما هو موجود فی التأریخ فیما یخص الأنبیاء (ع) هو أن من مجموع الأنبیاء المبعوثین من قبل الله سبحانه لإنقاذ البشریة و هدایتهم نحو الله سبحانه الذی یصل عددهم 124000 نبی کثیر منهم لم یذکر التأریخ أی شیء عن حیاتهم و مماتهم و شهادتهم و محل دفنهم بل و حتی إسمهم.

3- فی الوقت نفسه،هناک اشارات متفرقة لحیاة بعض الانبیاء عن حیاة الأنبیاء غیر نبی الإسلام (ص)، تشیر الی نزر من حیاتهم فالنبی إبراهیم (ع) مدفون فی مدینة الخلیل فی فلسطین المحتلة و له حرمٌ و قبة. و کذلک توجد تقاریر تدل علی أن نوحاً و آدم (ع) مدفونان فی النجف الأشرف فی العراق و فی نفس حرم الإمام علی (ع)، أما النبی موسی و النبی هارون (ع) فمدفونان فی صحراء التیة [1]و دانیال (ع) فی محافظة خوزستان و فی مدینة شوش فی جنوب الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، أما قبر النبی قیدار (ع) فهو مدفون فی محافظة زنجان فی الجمهوریة الإسلامیة و حیقوق (ع) فی تویسرکان، و ذو الکفل فی منطقةٍ بإسمه فی العراق و... و لإثبات صحة انتساب هذه القبور لهؤلاء الأنبیاء (ع) تحتاج المسألة إلی تحقیق أکثر.[2]

4- ما یجدر قوله هنا، أن الواجب علی کل مسلم کون معرفته عن الأنبیاء (ع) تترکز حول الإیمان بنبوّتهم و رسالتهم. و لیس من الضروری معرفة أکثر من ذلک کتأریخ ولادتهم و کیفیة وفاتهم و محل دفنهم و... و کما یلمح القرآن الکریم الی انعدام الثمرة فی الخوض فی الجزئیات و انه لا ینفعنا کثیراً.[3] فما یهمّنا و ینفعنا هو تعالیمهم و هی موجودة بأحسن و أکمل و أفضل صور فی تعالیم النبی محمد (ص). و الجدیر بالذکر اننا نؤمن بأن التعرّف علی الصعوبات و المشاکل و المضایقات التی تحملها الأنبیاء، و کیفیة صمودهم فی أحلک الظروف و أصعبها فی التصدی لأئمة الکفر و الشرک و لإیصال التعالیم الإلهیة للناس، أمر حسن جداً، و ذلک لأن حیاتهم و سیرتهم کلها دروس تربویة لنا. [4]



[1]  هناک اختلاف بین المحدثین و المفسّرین عن المکان الدقیق للتیة، فالبعض یقول إنها صحراء سیناء قرب بیت المقدس، أو مدینة أریحا، البعض الآخر یقول هی بین فلسطین و مصر، عدة أخری یقولون هی صحراء بین فلسطین و إیل و الأردن بمساحة ستة فراسخ. ر.ک: التفاسیر، تحت الآیة 26 سورة المائدة.

[2]  لمزید من الإطلاع حول حیاة بعض الأنبیاء کإبراهیم و موسی و عیسی و نوح و آدم (ع) راجعوا موقع إسلام کؤست و إسلام پدیا و بعض الکتب مثل حیاة القلوب للعلامة المجلسی، تأریخ الأنبیاء للسید هاشم الرسولی المحلاتی و موقع الغدیر.

[3]  حدیث القرآن الکریم عن أصحاب الکهف قد یؤیّد رأینا حیث یقول "سَیَقُولُونَ ثَلَثَةٌ رَّابِعُهُمْ کلَبُهُمْ وَ یَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ کلَبهُمْ رَجْمَا بِالْغَیْبِ وَ یَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَ ثَامِنهُمْ کَلْبهُمْ قُل رَّبىّ‏ِ أَعْلَمُ بِعِدَّتهِم مَّا یَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِیلٌ فَلَا تُمَارِ فِیهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَ لَا تَسْتَفْتِ فِیهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا" الکهف، 22.

[4]  "لَقَدْ کاَنَ فىِ قَصَصِهِمْ عِبرْةٌ لّأِوْلىِ الْأَلْبَبِ مَا کاَنَ حَدِیثًا یُفْترَى‏ وَ لَاکِن تَصْدِیقَ الَّذِى بَینْ‏َ یَدَیْهِ وَ تَفْصِیلَ کُلّ‏ِ شىَ‏ْءٍ وَ هُدًى وَ رَحْمَةً لِّقَوْمٍ یُؤْمِنُون" یوسف، 111.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280329 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258942 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129731 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115915 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89625 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61176 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60456 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57420 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51840 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    47778 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...