بحث متقدم
الزيارة
7065
محدثة عن: 2012/03/03
خلاصة السؤال
من المعروف أن علة حرمة الغیبة تکمن فی کونها تریق ماء وجه المؤمن، فاذا فرضنا اننا واجهنا المؤمن بما اقترفه أمام الناس و لیس فی غیابة، فهنا ایضا یذهب ماء وجهه ولم یصدق على ذلک أنه من الغیبة!!
السؤال
من المعروف أن علة حرمة الغیبة تکمن فی کونها تریق ماء وجه المؤمن، فاذا فرضنا اننا واجهنا المؤمن بما اقترفه أمام الناس و لیس فی غیابة، فهنا ایضا یذهب ماء وجهه ولم یصدق على ذلک أنه من الغیبة!!
الجواب الإجمالي

من المعروف أن الغیبة فی الفکر الاسلامی تعد من الذنوب الکبیرة و قد اشارت الى ذلک الآیات و الروایات و نهت عنها بشدة.[1]

و المستفاد من الروایات الصادرة عن المعصومین (ع) أن حقیقة الغیبة ذکر الإنسان فی حال غیبته بما یکره نسبته إلیه، سواء کانت بذکر نقص أو عیب فی بدنه او فی دینه او فی دنیاه، او فی شیء تربطه به علاقة. و لکن هذا المعنى للغیبة لا یبرر لنا مواجهة الانسان باخطائه أمام الناس بذریعة أنه حاضر فی المجلس، فان فی هذا العمل  إراقة لماء وجه المؤمن و تحقیره أیضا، فکما یحرم غیبة المؤمن تحرم أهانته حتى و ان کان حاضرا؛ لانه فی الحالتین هناک هتک و هناک أیذاء للمؤمن و هذا مما لا یجوز قطعاً.

و قد اشارت الروایات الى هذا المعنى کما فی  الحدیث المروی فی الوافی : " من وعظ أخاه سرا فقد زانه، و من وعظه علانیة فقد شانه".[2]

علما ان حرمة الغیبة لا تنحصر فی ذهاب ماء وجه المؤمن و تحقیره فقط بل یحرم ذلک لان فیه إیذاء[3] للمؤمن، و من الواضح ان الایذاء یتحقق بصورة اوضح اذا وجه الیه النقد بحضوره و ذکرت عیوبه أمام الناس و ان کانت بحضوره؛ و هذا ینافی ایضا ما شددت علیه الشریعة من حفظ کرامة المؤمن و احترامه.

مواضیع ذات صلة:

الغیبة و اهمیة التوبة منها، 6753 (الموقع: 6953).

غیبة من یسیئ الی الآخرین، 11962 (الموقع: 14055).

اراقة ماء و جه مؤمن، 19745 (الموقع: 19110).



[1] انظر: الحجرات،12؛ و الهمزة،1.

[2] الوافی، ج‏26، ص: 285.

[3] انظر: الماامقانی، محمد حسن بن عبد اللَّه، غایة الآمال فی شرح کتاب المکاسب، ج‏1، ص 118، مجمع الذخائر الإسلامیة، الطبعة الاولی، قم، 1316 ق.

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280259 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258835 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129631 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115649 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89557 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61041 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60369 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57377 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51625 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47715 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...