بحث متقدم
الزيارة
5519
محدثة عن: 2009/01/19
خلاصة السؤال
هل ان منزلة المرأة التی یراها کتاب حلیة المتقین تتناسب مع شأن المرأة؟
السؤال
هل ان کتاب حلیة المتقین طرح منزلة مناسبة مع شأن المرأة؟ و ما هو رأیکم حول هذه الکتاب؟
الجواب الإجمالي

من وجهة نظر الشیعة فانه لا یمکن الوثوق مائة بالمائه بأی کتاب غیر القرآن الکریم، و علیه فیجب ان تبحث المواضیع المطروحة فی الکتب و خصوصاً کتب الحدیث من جهتین: السند و الدلالة، فان کان الموضوع لا یینافی مع الاصول الکلیة للاسلام و التعالیم القرآنیة فیؤخذ به. و حول کتاب حلیة المتقین فمع الاعتراف بالضعف و الاشکال فی بعض روایاته، فانه یمکن القول علی العموم بان ما نقل فی هذا الکتاب عن المعصومین (ع) حول ما یتعلق بکیفیة العلاقات الاخلاقیة او الحقوقیة للحیاة الزوجیة، انما هو بهدف توفیر الطمأنینة و تقویة المحبة بین الزوج و الزوجة و لا تنافی هذا مع النظرة القرآنیة للمرأة، بل ان المذکور فی حلیة المتقین من مدح المرأة و حرمتها یفوق ذلک.

الجواب التفصيلي

قبل توضیح بیان حلیة المتقین بخصوص المرأة و الرجل و موقفنا منه، یلزم التعرف علی نظرة القرآن الکریم و الروایات الواردة عن النبی (ص) و الائمة (ع) حول المرأة و الرجل:

یری القرآن و الروایات ان المرأة و الرجل خلقا من جنس واحد و ان کلا منهما مخلوق للآخر و من اجل توفیر الطمأنینة لکل منهما، و ان الله جعل بینهما مودة خاصة و ان کلا منهما لباس و زینة للآخر، لا ان أحدهما آلة و وسیلة للآخر، و ان کلا منهما سیحصل علی آثار و نتائج أعماله، و انه اذا ثبت حق بالنسبة لأحدهما علی الآخر فانه فی المقابل مسؤول تجاه الآخر أیضاً. و ان للمرأة حقوقها اللائقة بها کما ان علیها وظائفها.[1]

اما حول مورد سؤالکم فینبغی ان نقول: انه من وجهة نظر الشیعة و مذهب اهل البیت (ع) فانه لا یمکن الوثوق و الاعتماد مائة بالمائة علی أی کتاب باستثناء القرآن الکریم، و علیه فیجب ان تبحث المواضیع المطروحة فی الکتب و خصوصاً کتب الحدیث من جهتین: السند و الدلالة، فان کان الموضوع لا یتنافی مع الاصول الکلیة للاسلام و التعالیم القرآنیة فیؤخذ به و الا فلا.

و حول کتاب حلیة المتقین فمع الاعتراف بالضعف و الاشکال فی بعض روایاته، فانه یمکن القول علی العموم بان مواضیع هذا الکتاب،[2] تطرح ثلاث نظرات (بخصوص المرأة و الرجل):

الف. المدح و الثناء لجنس المرأة.

ب. النظرة و السلوک الکریم للرجل بالنسبة للمرآة.

ج. النظرة و السلوک الکریم للمرأة بالنسبة للرجل.

الدلیل علی وجود النظرة الاولی (المدح و الثناء لجنس المرأة) فی هذا الکتاب، ذکر الامور التالیة و الترکیز علیها:

1. ان الله تعالی أرحم بالبنات من البنین. 2. البنت ریحانة تشمها.

3. ان رسول الله (ص) کان أباً لبنات. 4. البنت حسنة و الولد نعمة، و الله تعالی یثیب علی الحسنة و یسأل عن النعمة. 5. من تمنی موت ابنته و مات علی هذا الحال فلا ثواب لأعماله و یحشر فی القیامة مع المذنبین.

الدلیل علی النظرة الثانیة (السلوک الکریم للرجل بالنسبة للمرأة):

وجود مطالب من هذا القبیل

1. حب النساء من اخلاق الأنبیاء (ع). و کثرة حب النساء من سنة رسول الاسلام (ص). و قد حبب الیه من الدنیا الصلاة و الطیب و النساء. 2. حب النساء یزید الایمان. 3. خیرکم خیرکم لاهله. 4. احب العباد الی الله اکثرهم احساناً لأهله. 5. المرأة ریحانة و لیست خادمة. 6. حمایة جمال المرأة و رضاها هو ان لا تکلف بأعمال هی لیست من شأنها. 7. اذا دخلت العروس بیتک فاخلع حذاءها حتی تجلس و تغسل قدمیها و ترش ذلک الماء فی اطراف البیت. 8. حق المرأة ان تشبعها و توفر ملبسها المناسب لکل فصل من الفصول و وسائل زینتها و تهیء وسائل البیت و ان أساءت تعف عنها.

9. اتق الله فی عدم اداء حق المرأة و لکن لا تطع المرأة فی الامور التی تؤدی الی الفساد مثل طلبها لبس الثیاب الخفیفة.

ج – و حصول النظرة الثالثة (السلوک الکریم للمرأة مع الرجل) ورد فی هذا الکتاب مطالب من هذا القبیل:

1. خیر النساء أعطفهن علی زوجها و اولادها، العفیفة. 2. المتزینة لزوجها و التی لا تمتنع عند الخلوة، و ان منعت زوجها عند طلبه الجماع، لعنتها الملائکة. 3. اذا قامت المرأة لاستقبال زوجها او مشایعته فی خروجه و واسته فی المصاعب فانها ستکون من عمال الله و لها نصف أجر الشهید. 4. شر النساء الحقودة علی زوجها. 5. اذا قالت المرأة لم أر خیراً من زوجی فلیس لها ثواب علی أعمالها. 6. یجب علی المرأة اطاعة زوجها، و من الحسنات الدنیویة و الاخرویة للرجل ان تکون امراته مؤمنة یسره النظر الیها و تحفظ ماله و عرضه اذا غاب عنها.

و النتیجة: هی ان ما ذکر فی کتاب حلیة المتقین بخصوص العلاقات الخاصة بین المرأة و الرجل لا یختص بذکر وظائف المرأة فی قبال الرجل، بل ذکر فی هذا الکتاب وظائف الرجل أیضاً، بالاضافة الی ان اکثر الکلام هو فی خصوص اداء حقوق النساء و احترامهن.[3]



[1] لاحظ: الآیات، الروم، 21؛ البقرة، 187؛ النساء، 32؛ البقرة، 228؛ و نهج البلاغة، صبحی الصالح و عبده، الخطبة 216.

[2] لاحظ: حلیة المتقین، باب 4، فصل، 1، 4، 7.

[3] للاطلاع اکثر لاحظ: الحقوق المتبادلة للمرأة و الرجل، المطهری، مرتضی، حقوق المرأة فی الاسلام، مصباح الیزدی، محمد تقی.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280259 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258835 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129631 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115649 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89557 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61041 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60369 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57377 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51625 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47715 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...