Please Wait
23004
المعروف تأريخياً و حديثياً أن حمزة عم النبي الاكرم (ص) كان متزوجاً و له ثلاث نساء و ذرية
، الا انه لم يعقب لوفاة ابنائه في حياة أبيهم. و يمكن توجيه كلام النبي الاكرم (ص) "لكن حمزة لا بواكي له" بأن الاصوات كانت تتعالى من بيوت المهاجرين و الانصار دون دار حمزة (رض)، و مفردة بواكي صيغة جمع تشير الى البكاء الجمعي و مجلس عزاء يشترك فيه كثيرون من الاقارب و الأهل و الاصدقاء؛ من هنا قد يكون المراد من "لا بواكي له" عدم وجود مجلس عزاء يرثيه فيه جمع من النسوة، و يحتمل وجود نسائه (رض) الا انهن لم يقمن عليه مجلس عزاء جماعي.
و الاحتمال الآخر ان أسرة حمزة كانت قليلة الاعضاء و لم يكن له الا نسوته و ثلاثة من الذكور و قد توفوا جميعا قبل استشهاد أبيهم، و بنت واحدة و هذه البنت لم تكن موجودة في المدينة عندما استشهد والدها كما هو مذكور في ترجمتها.
المعروف تأريخياً و حديثياً أن حمزة عم النبي الاكرم (ص) و أخوه من الرضاع[1]، و ان الرجل كان متزوجاً و له ذرية، و لكن يبقى السؤال عن الداعي لقول النبي الاكرم (ص) : "لكن حمزة لا بواكي له"، فمن الممكن الوصول الى النتيجة من خلال ذكر بعض النقاط:
1. ذكرت المصادر التاريخة اسماء ثلاثة من نسائه هنّ: سلمى بنت عميس (أخت اسماء بنت عميس الخثعمية)، خولة بنت قيس، و بنت الملة بن مالك بن عبادة بن حجر الانصارية.[2]
2. وكان له من الولد يعلى وكان يكنى به حمزة أبا يعلى، وعامر درج، وأمهما بنت الملة بن مالك بن عبادة بن حجر بن فائد بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف من الأنصار، من الأوس، وعمارة بن حمزة، وقد كان يكنى به أيضا، وأمه خولة بنت قيس بن قهد الأنصارية من بني ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، وأمامة بنت حمزة وأمها سلمى بنت عميس أخت أسماء بنت عميس الخثعمية[3]. و قيل ان حمزة لم يعقب لموت جميع أولاده في حياة أبيهم.[4]
تحصل أن حمزة كان متزوجاً و كان ذا ذرية، الا انه يمكن توجيه كلام النبي الاكرم (ص) بأن الاصوات كانت تتعالى من بيوت المهاجرين و الانصار دون دار حمزة (رض)، و قد روى الصدوق ما يشير الى هذا المعنى: " و لمَّا انصرف رسولُ اللَّه (ص) من وقعة أُحد إِلى المدينة سمع من كلِّ دار قتل من أَهلها قتيلٌ نوحاً و بكاءً و لم يسمع من دار حمزة عمِّه فقال (ص): لكنَّ حمزةَ لا بواكيَ له".[5] و مفردة بواكي صيغة جمع تشير الى البكاء الجمعي و مجلس عزاء يشترك فيه كثيرون من الاقارب و الأهل و الاصدقاء؛ من هنا قد يكون المراد من "لا بواكي له" عدم وجود مجلس عزاء يرثيه فيه جمع من النسوة، و يحتمل وجود نسائه[6] (رض) الا انهن لم يقمن مجلس عزاء جماعي و...
الاحتمال الآخر ان أسرة حمزة كانت قليلة الاعضاء و لم يكن له الا نسوته و ثلاثة من الذكور و قد توفوا جميعا قبل ذلك، و بنت واحدة و هذه البنت لم تكن موجودة في المدينة عندما استشهد والدها، و يستفاد ذلك من ترجمة أمامة في كتاب الاصابة حيث جاء فيه:
أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب الهاشمية. قال أبو جعفر بن حبيب في كتابه «المحبّر»: لما قدم رسول الله (ص) من عمرة القضية أخذ معه أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب، فلما قدمت أمامة المذكورة طفقت تسأل عن قبر أبيها، فبلغ ذلك حسان بن ثابت فقال:
تسائل عن قرم هجان سميدع لدى البأس مغوار الصّباح جسور
فقلت لها: إنّ الشّهادة راحة و رضوان ربّ يا أمام غفور
دعاه إله الخلق ذو العرش دعوة إلى جنّة فيها رضا و سرور.[7]
و في الختام نشير الى قضية مهمة وهي ان بعض المترجمين قد يخطأ في ترجمة النص كما حصل ذلك في النص الوارد في متن السؤال حيث ترجم كلام النبي (ص) لا بواكي له بلا ذرية له، و هو خطأ كبير فانه لا تلازم بين عدم البواكي و بين عدم الذرية.
[1] «عن أَبي عبد اللَّه (ع) قال: قال أَميرُ المؤْمنين (ع): عرضْتُ على رسول اللَّه (ص) ابنةَ حمزةَ، فقال: أَ ما علمت أَنَّها ابنةُ أَخي من الرَّضاع»؛ الکلیني، الکافي، ج 5، ص 437، دار الکتب الاسلامیة، طهران، 1365ش.
[2] ابن الأثیر، أسد الغابة، ج 6، ص 21، دار الفکر، بیروت، 1409ق؛ صالحي شامي، محمد بن یوسف، سبل الهدی، تحقیق، عبد الموجود، عادل احمد، معوض، علي محمد، ج 5، ص 195، دار الکتب العلمیة، بیروت، الطبعة الاولی، 1414ق؛ کاتب الواقدی، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، ترجمة، مهدوي دامغاني، محمود، ج 3، ص 5، ج 8، ص 223، طهران، انتشارات فرهنگ و انديشه، 1374ش. ابن حجر العسقلاني، الاصابة، عبد الموجود، عادل احمد، معوض، علي محمد، ج 8، ص 119، دار الکتب العلمیة، بیروت، 1415؛ ابن عبد البر، الاستیعاب في معرفة الاصحاب، الجباوي، علي محمد، ج 4، 1587، دار الجیل، بیروت، الطبعة الاولی، 1412ق.
[3] انظر الطبقات الكبرى لابن سعد، الجزء الثالث، ترجمة حمزة بن عبد المطلب. و ذهب بعضهم الى القول باتحاد عمارة و امامة كابن حجر العسقلاني حیث قال في ترجمة أمامة: « و سماها ابن الكلبيّ أمامة، و سماها الواقدي عمارة.»، الاصابة، ج 8، ص 23.
[4] الطبقات الكبرى، ج 3، ص 5.
[5] الشیخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص183، جامعه مدرسین، قم، 1413ق
[6] يستفاد ذلك من عبارة : " و لم يسمع من دار حمزة عمّه" من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 183.
[7] الإصابة،ج8،ص:22- 23.