Please Wait
7375
للهرمنوتیک اصطلاحان:
الف. اصطلاح عام؛ یشمل کل انواع التحقیق حول تفسیر المتون و من هنا یعم الهرمنوتیک جمیع المذاهب و الدراسات بما فیها مباحث الالفاظ فی علم اصول الفقه.
ب. اصطلاح خاص؛ هذا الاصطلاح یختص بمذهب خاص او یصدق على مدرسة خاصة حیث ینظر الى المدرسة التی ترى ان معنى النص یرتبط ار ت باطا جوهریا بالفضاء و المحیط الثقافی للمخاطبین.
ثم ان الهرمنوتیک بمصطلحه العام تعود جذوره الى عصر ظهور النصوص و ان تاریخه یمتد بامتداد الثقافة البشریة، و لکن الذی یطرح الیوم بعنوان الهرمنوتیک و الذی یمثل معرفة مستقلة طرحت فی الاوساط الغربیة تعود جذوره الى حوالی ثلاث قرون مضت.
من هنا یمکن القول بان الهدف منه طرح منهج یستطیع المفسر من خلاله أن یصل الى مقاصد و أهداف المؤلف.
من هذا المنطلق قالوا ان الهرمنوتیک یقوم على خمسة فروض مسبقة وضعت بعنوان المقومات بالنسبة الى التفسیر:
1ـ المتبنیات و المعلومات المسبقة لدى المفسر.
2ـ المیول و التوقعات التی تهدی المفسر.
3ـ التساؤلات ذات الطابع التاریخی.
4ـ کشف المعنى المحوری للنص و الرؤیا الأساسیة التی تنتظم و تتمحور حولها کل المطالب.
5ـ ترجمة مفهوم النص فی دائرة الأفق التاریخی للمفسر.
إن مسألة الهرمنوتیک تعنی تأثیر الفروض المسبقة فی فهم النصوص، و هذه الفکرة متأثرة بآراء الفیلسوف کانت، حیث یعتقد أن الارتباط بالخارج بشکل مباشر غیر ممکن، لأن المعرفة تتأثر بالخارج و الذهن فهی نتاج و مرکب من کلا العاملین.
و الهرمنوتیک تماثل القول بالنسبیة، حیث تعتقد أنه لا وجود لقراءة واحدة مطلقة بالنسبة إلى النصوص الدینیة المقدسة.
لأن الفروض المسبقة و ظروف المفسر و خصوصیاته تؤثر فی فهم النص، و لذلک فلکلٍ تفسیره و استنتاجه الخاص به فی معالجة النصوص الدینیة، و بناءً على هذا فالهرمنوتیک نتیجة للقول بالنسبیة، کما أن نتیجة الهرمنوتیک (البلورالیزم الدینی) [i] .
بعض ما یترتب على الهرمنوتیک:
1. إمکانیة القراءات المختلفة و عدم وجود معیار واحد.
2. منح الشرعیة للفرق المنحرفة.
3. إعطاء الاعتبار للتفسیر بالرأی.
4. قبول النسبیة فی تفسیر النصوص الدینیة.
5. عدم التوصل إلى فهم صحیح و دقیق للنص الدینی.
و من هنا فقد واجه الهرمنوتیک عقبات و إشکالات أساسیة، فلا الأدیان الإلهیة تقبل هذا المنطق، و لا ینسجم مع أهداف هذه الأدیان الإلهیة المتمثلة بهدایة البشر.
إضافة إلى أن المعارف الدینیة واضحة لدى العلماء و المفکرین و أصحاب النظر، و تعتمد على أصول و قواعد متینة، و إذا لوحظ اختلاف فی النتائج الحاصلة من فهم النصوص الدینیة، فإن منشأ ذلک ناتج إما عن عدم مراعاة جمیع الأسس و القواعد، أو عن الاختلاف فی بعض المبانی هذا أولاً، و ثانیاً فإن هذه الاختلافات تقع فی الفروع دون الأصول.
(الهرمنوتیک) لفظة یونانیة ماخوذة من اسم اله الیونان القدیمة "رمس" اله الحدود و الواسطة بین الاله و بین الناس و خالق الکلام و مبین ارادة الاله للناس. من هنا کان معنى الهرمنوتیک "ما یرتبط او یتعلق بالتفسیر". [1]
اما المعنى الاصطلاحی للهرمنوتیک فیشمل مجموعة المباحث المطروحة حول "تفسیر النصوص" و فهمها. [2]
اما ما هو المراد من "التفسیر" و "المتن" ؟ التفسیر یراد به معرفة المعنى المقصود و کشف و بیان مراد المتکلم و هو یختلف عن "التأویل" لان التأویل کشف جذور اللفظ و المعنى الکامنة وراء اللفظ.
اما "المتن" فیراد به هنا کل شیء یکمن خلفه معنى او مفهوم ما، فهو اعم من اللفظ و الکتابة و اللوحات الفنیة و الموسیقى و السینما. و قد توسع معنى "المتن" خاصة فی مباحث هاید گر حت ى انه شمل عالم المادة "الخارج" من هنا خرج الهرمنوتیک من دائرة التفسیر لینتقل الى عالم الفلسفة و معرفة الوجود.
من هنا کل بحث یتعلق بتفسیر النص "المتن" استنادا الى وجود الاصول و الضوابط الکاشفة عن مراد المتکلم و الوصول الى المعنى النهائی او انکار تلک الاصول و الضوابط، کل ذلک یدخل فی دائرة "الهرمنوتیک"، هذا هو المعنى العام للهرمنوتیک و یشمل جیمع الاتجاهات و المدارس التفسیریة، بل یشمل حتى مباحث الالفاظ فی علم الاصول و ان کانت لم تطرح بعنوان علم مستقل بل طرحت ضمن مباحث علم اصول الفقه، ان الهرمنوتیک بهذا المعنى تمتد جذوره التاریخیة الى عصر ظهور النصوص و ظهور الثقافة البشریة.
اما "الهرمنوتیک" بالمصطلح المعاصر و الذی یمثل علما مستقلا طرح فی الاوساط الغربیة فتعود جذوره الى القرون الثلاثة الاخیرة.
الجدیر بالذکر ان مصطلح الهرمنوتیک یطلق و یراد به مدرسة تفسیریة خاصة و لا یشمل سایر المدارس التفسیریة الاخرى.
خلاصة مدرسة "الهرمنوتیک" انها ترى ان النص او المتن یتمظهر فی کل تقافة او محیط او مجتمع بما یناسب ذلک بنحو یعطی رسالة تتناسب مع ذلک المحیط و یخاطب المستمعین بما یناسب ظروفهم و الشروط الخاصة التی یعیشون فیها. و بعبارة اخرى، ان الظروف و الشروط الخاصة هی التی تضفی على اللفظ المعنى و لیس اللفظ حاملا لمعنى و رسالة خاصة، و بعبارة ثالثة، ان الالفاظ بحاجة الى المعانی و انها جائعة لتلک المعانی لا انها مولدة لها. من هنا کل ما یفهمه الشخص من اللفظ اذا کان منسجما مع ظرفه الخاص و ثقافته الخاصة فهو فهم صحیح، حتى لو کان ما فهمه یختلف عن مراد المتکلم او المؤلف. ان تاریخ انطلاق هذا الاصطلاح یعود الى اواخر القرن التاسع عشر و بدایات القرن العشرین المیلادیین و تظهر بوضوح فی آثار گا دامر و هی تحضى الیوم باتباع کثیرین على الساحة الغربیة.
ثم ان عرض جمیع تلک المصطلحات و توضیحها غیر ممکن فی هذا البحث المختصر من هنا نرى من المناسب الرجوع الى الکتب المعتبرة التی تعرضت لدراسة هذه النظریة من جمیع ابعادها و من اهم الکتاب هنا کتاب "المبانی الکلامیة للاجتهاد". [3]
تفسیر المتن یبتنى على فرض: إن قراءة أو سماع أی نص أو مقال لا یمکن أن تصل إلى معنى و مضمون ما خفی من النص حتى مع وضوح مدلولات کلماته و تراکیب جمله. و لا یکشف ما یخفیه النص إلا المفسر [4] .
إن معنى النص واقعیة خفیة یُکشف عنها من خلال التفسیر لتظهر جلیة واضحة و فی حقیقة الأمر فإن النص ینطق بواسطة التفسیر [5] .
و قد ذکرت خمس مسائل کمقدمات و مقومات للتفسیر نلخصها بالآتی:
1ـ المتبنیات و الفهم المسبق للمفسر ، و هذا الأمر لا یقتصر على تفسیر النصوص و إنما یدخل فی کل تحقیق علمی، فإن المفسر أو المحقق لا بد و أن ینطلق من فهم و معلومات متقدمة على زمن معالجته للنص، و لا یمکن له أن یقوم بعمله من دون هذا الفرض المسبق.
2ـ المیول و التوقعات التی تهدی المفسر، وتمثل ما یعلق بذهن المفسر و ما یدور فیه من الرغبات التی تحمله على استنطاق النص و محاولة فهمه و هی من مقدمات و مقومات فهم المفسر للنص، فالإنسان یطرح أسئلته على أساس توقعاته و ما یعلق فی ذهنه، و هذه التوقعات و الرغبات لا بد و أن تتناسب مع معارفه التی تشکل مقومات تساؤلاته.
3ـ تساؤلات فی التاریخ:
و هی عبارة عن البحث و التنقیب عن هدف الٍمؤلف من وجود النص، و ما هو المراد أن یفهمه المخاطب، و من خلال تحقیق تاریخی صحیح تتضح العدید من المسائل فی هذه المرحلة، منها طبیعة الدوافع و المحفزات التی دفعت المؤلف إلى أن یسوق هذا النص؟ ما هی الظروف التاریخیة و طبیعة العصر التی قیل فیها النص؟. على أی کیفیة کانت ظروف المخاطبین و معطیات التاریخ التی کانوا یعیشون فی ظلها؟ و أمثال هذه التساؤلات.
4ـ کشف المعنى المحوری للنص:
و المراد هنا معرفة الرؤیا الأساسیة للنص و التی تستقطب جمیع مطالب النص و تشعباته، و هذه الرؤیا الأساسیة لا بد و أن تکشف، مما یؤدی إلى فهم کل تفاصیل النص التی فرضنا تمرکزها فی هذا المعنى المحوری، إن کشف المرتکز الأساسی للمعنى یقع إلى حد ما تحت تأثیر تجربة المفسر و حشد تساؤلاته، و من هنا فمن الممکن لأی مفسر من المفسرین أن یفهم المرتکز الأساسی للنص بحسب طبیعة تجربته و خلفیته العلمیة، و بذلک تختلف النتائج التی یتوصل إلیها المفسر بالنسبة إلى المفسرین الآخرین فی تحدید المعنى المحوری و الرکیزة الأساسیة للنص الواحد و علیه ینتج فهم مختلف لکل المساحة التی یشغلها النص و تشعباته من مفس ّ ر لآخر.
5. ترجمة معنى النص فی إطار الأفق التاریخی للمفسر:
یعتقد القائلون بالهرمنوتیک إنه إذا کان عصر موجد النص مختلفاً عن عصر المفسر للنص، فإن التفسیر یکون على أساس معطیات المفسر و فهمه و تجربته، و هذا الاختلاف ناشئ عن البعد التاریخی فی حیاة الإنسان، فالثقافة و المدنیة مختلفة من عصر إلى آخر، کما أن النظرة إلى الکون و طبیعة الأدیان مختلفة هی الأخرى، فالتجارب المتفاوتة و الأزمنة المختلفة تقتضی التفاوت و الاختلاف بالنسبة إلى التجارب البشریة من عصر لآخر، إن تجربة الإنسان فی العصور الابتدائیة بالنسبة إلى نفسه و إلى العالم من حوله تختلف تماماً عن تجربة الإنسان فی عصر التقدم و التطور الذی تمکن فیه الإنسان من السیطرة على الکثیر من قوى الطبیعة و تسخیرها [6] .
و مسألة الهرمنوتیک- یعنی تأثیر الافتراضات السابقة فی فهم النصوص- هی متأثرة بفلسفة کانت [7] . و عقیدة کانت أن الشیء فی نفسه غیر الشیء الموجود عندنا، لأن معرفتنا للعالم هی فهم مرکب من عالم الخارج و عالم الذهن، لأن العالم الخارجی یرد عالم الذهن عن طریق الحواس ثم یصب فی قالب الذهن لیتولد العلم، و أن حقیقة المعرفة فی واقعها هی نتیجة تعامل الذهن مع الخارج، و ما نتلقاه نحن من الخارج لیس هو فی الخارج، لأن المعرفة و الاطلاع ترکیب للذهن و الخارج.
و على هذا الأساس لا یوجد لدینا طریق إلى معرفة حقائق الخارج کما هی فی نفسها.
العلاقة بین النسبیة و الهرمنوتیک:
تتضح العلاقة بین النسبیة و الهرمنوتیک من خلال النتائج و المعطیات لکل منهما، فکما تقول النسبیة أنه لا وجود لمعرفة حقیقیة و مطلقة و لا یوجد طریق إلى الواقع المطلق، یقول الهرمنوتیک أیضا أن فهم النصوص نسبی، و لکل نص قراءات متعددة و مختلفة، و حیث لا یمکن أن نحدد قراءة مطابقة للواقع، فإن جمیع التفاسیر على تعددها و اختلافها لها وجه من الصحة.
و بعبارة أخرى: إن نتیجة النسبیة و الهرمنوتیک الشک فی معارف الإنسان، و الاختلاف بینهما أن النسبیة تعمم الأمر إلى سائر العلوم و المعارف، بینما یقتصر الأمر فی الهرمنوتیک على بعض النصوص و خصوصاً النصوص الدینیة المقدسة، و لکنها محصلة القول بالنسبیة.
نقد الهرمنوتیک [8] :
القول بالهرمنوتیک نتیجة للقول بالنسبیة، کما أنه ولید الاتجاه السوفسطائی الذی ینتج عنه عدة معطیات یمکن أن نشیر إلى بعضها:
1. إمکانیة القراءات المختلفة و عدم وجود معیار لترجیح تفسیر على تفسیر آخر.
2. منح الاعتبار و الحقانیة لجمیع الفرق المنحرفة، و ذلک لأن کل فرقة تدعی أن تفسیرها للدین هو التفسیر الصحیح، و لا یوجد أی معیار لمعرفة انحرافها و أخطائها.
3. إعطاء المشروعیة و الاعتبار للتفسیر بالرأی، لعدم وجود معیار جامع و عام للتفسیر.
4. القول بالنسبیة فی تفسیر النصوص الدینیة.
5. تعذر الوصول إلى فهم صحیح معین لنصوص الدین.
و لا یمکن قبول مثل هذه النتائج و المعطیات، و ذلک لأن الأدیان الإلهیة لا تقبل بکل تفسیر للنص الدینی [9] . و ثانیاً یلزم من ذلک اللغویة فی کلام الخالق و کلام النبی (ص)، لأن النبی إنما أرسل لهدایة الناس و إراءة طریق الحق و وصول إلی الکمال الواقعی، و إذا قلنا بأن کل تفسیر للدین یحظى بالصحة و أنه لا وجود لملاک یفضل بعض التفاسیر على بعض فلازم ذلک أن کل منهج و کل عقیدة تتمتع بالصحة، و نتیجة ذلک أن عبادة الأصنام صحیحة إلى جانب التوحید فی العبادة، و هذا عین نقض الغرض، و هو محال على الحکیم المطلق [10] .
إضافة إلى أن المعارف الدینیة و اطلاع أصحاب النظر و الفکر على المفاهیم و المقولات الدینیة تبتنی على أسس منهجیة و رجوع إلى المصادر الأساسیة و کذلک تفسیر النصوص المقدسة و فهمها فإنها تقبل التجارب و التأملات العقلیة، و من المتیقن أن النصوص الدینیة تلعب دوراً أساسیاً فی دائرة الأدیان التوحیدیة [11] . و أن رعایة هذه القواعد و الأصول تصل بنا إلى نتائج قطعیة و یقینیة، و تجعل الوصول إلى المعارف الحقیقیة أمراً ممکناً.
ما یدل على منهجیة الفهم الدینی:
بالتوجه إلى إمکانیة الحصول على المعرفة الحقیقیة، و أن المفسر قادر على الإتیان بتفسیر صحیح للنص إذا التزم مراعاة القواعد و الأسس الصحیحة [12] . فقد ذکر البعض علائم و دلائل على کون الفهم الدینی منهجیاً، منها:
1. الشیوع و الانتشار بین جمیع الناس.
2. امتداد جذوره فی عالم الخلق.
3. عدم التبعیة للظروف السیاسیة و الجغرافیة.
4. الثبات مقابل الهجمات الإعلامیة المخالفة للمفاهیم الدینیة.
و على أی حال فإن فهم المعارف الدینیة خاضع للضوابط و القواعد و القوانین، و کل من یرید أن یبدی وجهة نظر فی ذلک علیه أن یکون على اطلاع کافٍ بتلک الضوابط و القواعد، و أن یتبعها، و هذا لا یختص بالنصوص الدینیة فقط، و إنما یجری فی جمیع العلوم،
و هذه قائمة ببعض القواعد و الأصول:
1. الاطلاع الکامل على قواعد اللغة و مفرداتها.
2. القدرة على تفسیر آیة بآیة.
3. ملاحظة أسباب النزول للآیة الموجبة لإیضاح مقصدها.
4. الرجوع إلى الأحادیث، و هی بمنزلة تفسیر الآیة بالآیة.
5. معرفة القراءات المختلفة.
6. أخذ السیاق بنظر الاعتبار و ملاحظة ما قبل الآیة و ما بعدها.
7. التعرف على المحکم و المتشابه و الاستفادة من المحکم فی تفسیر المتشابه.
8. اجتناب التفسیر بالرأی [13] .
و للاطلاع تراجع المصادر التالیة:
1. هادوی الطهرانی، مهدی، مبانی کلامی اجتهاد "الأسس الکلامیة للاجتهاد"، ص 119 ـ 288.
2. حسین زادة، محمد، مبانی معرفت دینی " أسس المعرفة الدینیة"، ص160ـ 173.
3ـ مجموعة آثار، مرتضى المطهری، ج 13، ص 343. ج 15، ص 419.
4ـ اصول فلسفه و روش رئالیسم " أصول الفلسفة و المذهب الواقعی"، ج 1، ص 98، 111ـ114.
5ـ مجلة الذهن، العدد 19، ص 42ـ57.
6ـ مجلة النقد، العدد 5، 6. ص 154.
7. مصباح، محمد تقی، تعلیم الفلسفة، ج 1، ص 145.
8. نظریة المعرفة، جعفر السبحانی، ص227.
[1] وکأن المفسر یقوم بدور النبی"رمس" فی کشف معنى الخطاب الذی جاء به الرسول.اذن الهدف من الهرمنوتیک طرح منهج یستطیع المفسر من خلاله أن یصل الى مقاصد و أهداف المؤلف.
[2] Mircea Eliadei. The Encyclopedia of Religion, Hermeneutics, Van A.Harvey. p. 279 - kurt Mueller - Vollmer, The Hermeneutics Reader. Philological Hermeneutics, Philip August Boeckn, Basil Blackwell, 1986, p. 134 .
[3] مبانی کلامی اجتهاد" المبنان ی الکلامیة للاجتهاد" ، هادوی الطهرانی، مهدی، ص119- 288.
[4] . مجتهد شبستری، سنن الهرمنوتیک، ص 130.
[5] وردت عبارات مختلفة بخصوص الهرمنوتیک من جملتها:
1. العلم بقواعد کشف فکرة المؤلف و المتکلم (أگوست ولف).
2. منهج لمعالجة خطر سوء الفهم (شلایر ماخر)
3. نظریة عمل الفهم فی ارتباطاته بتفسیر النصوص (پل ریکو).
4. و اللازم ذکره وجود أربعة نظریات مهمة فی الهرمنوتیک الجدید نشیر إلیها إشارة عابرة:
1ـ نظریة شلایر ماخر: الهرمنوتیک تحقیق حول تفسیر النصوص. و علم الهرمنوتیک هو فن الاستماع.
2. نظریة دیلتای: الهرمنوتیک قاعدة و أساس للعلوم الإنسانیة، یرى دیلتای أن الهرمنوتیک یمثل منهجاً و نظاماً أساسیاً للعلوم الإنسانیة مقابل العلوم الطبیعیة.
3 نظریة هایدگر: الهرمنوتیک تأمل فی شروط أی فهم، و فی عقیدته أن الهرمنوتیک صنیعة الوجود البشری، فنحن أنفسنا نصنع جمیع هذه التفاسیر الموضعیة أی أن الوضع و الخلفیات التی تفرض علینا و نفرضها على فهم النص بدورنا.
4. نظریة گادمر: یعتقد تبعاً لهایدگر بأن التفسیر مسبوق بالفهم و الخلفیات و المعتقدات بالنسبة إلى المفسر کل هذا العوامل تشکل مقدمات و مقومات مسبقة لفهم النص، و أن أفق و رؤیة المفسر فی مواجهته للأشیاء و النص فی تعدیل مستمر، و لا وجود لأی تفسیر نهائی معین، و لذلک فلسنا مطمئنین إلى أن تفسیرنا صحیح أو أنه أفضل من التفاسیر السابقة.
مجلة قبسات، العدد 17، ص 4ـ7، بابک أحمدی، ص 97.
و بالدقة فی الکلمات المتقدمة نرى تفسیرین مختلفین للهرمنوتیک:
1ـ الهرمنوتیک المنهجی.
2ـ الهرمنوتیک الفلسفی.
جعفر، السبحانی الهرمنوتیک، ص 9، ریچارد پالمر، علم الهرمنوتیک، ترجمة محمد سعید حنائی کاشانی ص 41.
و للاطلاع بصورة أوسع یمکن الرجوع إلى هادوی الطهرانی، مهدی، الأسس الکلامیة للاجتهاد ص 119ـ 288.
[6] . مجتهد الشبستری، محمد، کتاب، سنن الهرمنوتیک ص17ـ 31.
[7] دراسة موضوع (الفهم) بمثابة لون من ألوان المعرفة لا بد له من منهجیة و اتجاه خاص به، و قد بدأ هذا البحث فی القرن التاسع عشر. و حتى القرن التاسع عشر کان الکلام مقتصراً على قواعد تفسیر النصوص الدینیة و الفلسفیة و الفنی و الحقوقیة، حیث توجد أبحاث و أرضیة فی هذا المجال. و هذه القواعد عبارة عن لزوم المعرفة و الاطلاع على لسان النص و قواعده و قوانینه، یعنی لزوم الدقة فی کیفیة استعمال الألفاظ و الترکیبات من قبل المؤلف و بمعنى آخر لزوم التأمل و الدقة فی الأسلوب و الاستفادة منه فی أی قسم من أقسام النص، و یحتمل لزوم التوجه إلى الحالة و الظرف الذی أنشأ فیه المؤلف نصه. و إلى هذا الحد لم توجد دراسة دقیقة فی موضوع أن (الفهم) هو نوع مستقل من أنواع المعرفة أساساً فی مقابل المعرفة البیانیة، ما هو؟.
و مع وجود الاستعلائیة فی فلسفة کانت إلا أنها ترکت أکبر الأثر فی إیجاد هذه الدراسات، حیث أوجدت أبحاثاً دقیقة بخصوص الظاهرة الألسنیة.
و بالتدریج صار معلوماً کما أن اللسان ظاهرة تاریخیة و أن ضوابط و ظروف (البیان) تاریخیة و متحولة، فإن الفهم مسألة تاریخیة أیضاً و أن ظروفها و ضوابطها متحولة هی الأخرى. و أن ما تم بیانه فی أفق تاریخی معین فإنه یحتاج لفهمه فی أفق تاریخی آخر إلى (ترجمة المحتوى) و بیان جدید. بابک الأحمدی، ساختار و هرمنوتیک، ص74.
[8] للاطلاع بشکل أوسع یراجع: حسین زاده، محمد، أسس المعرفة الدینیة ص160ـ 173.
[9] . من الممکن أن یطرح السؤال التالی: إذا لم تکن النسبیة و الهرمنوتیک و تعدد القراءات أمراً صحیحاً، و إذا لم یحتمل أی نص دینی غیر تفسیر واحد لا غیر، فما هی العلة فی اختلاف المفسرین و الفقهاء؟.
و یمکن أن یقال فی الجواب:
أولاً: لا وجود للاختلاف بین المفسرین فی الضروریات و الاعتقادات، و ثانیاً: إذا ما وجد مثل هذا الاختلاف فإنه لا یتعدى الظاهر، و فی واقع الأمر فان النظریات المختلفة یکمل بعضها البعض، و کل واحد منها ناظر إلى زاویة معینة من زوایا المسألة. و ثالثاً: فإن فی بعض الموارد، الاختلافات ناشئة من عدم مراعاة قواعد التفسیر و أسسه، من قبیل: 1. عدم مراعاة القوانین اللغویة، 2. الغفلة عن الناسخ و المنسوخ، 3. النظرة التجزیئیة فی التفسیر، 4. الاستفادة من العقل فی مواطن لا ینبغی إعمال العقل فیها، 5. الاختلاف فی اعتبار السند، 6ـ الاختلاف فی مصداق الآیة و الحدیث، 7ـ مدخلیة هوى النفس أو التعصب المذهبی و الإعراض عن الحقیقة.
و أما فیما یخص اختلاف الفقهاء فی الفتاوى فیقال: أولاً لا یختلف الفقهاء فی الأحکام الکلیة و ضرورات الدین، و یمکن القول أنهم یشترکون فی أکثر المسائل، و لا یختلفون إلا فی المسائل الجزئیة الفرعیة، و یمکن أن یعلل اختلافهم فیها إلى ما یلی:
1. الاختلاف فی وثاقة رواة الحدیث، فقد یعطی أحد الفقهاء الثقة لراوی معین فیأخذ بحدیثه و قد لا یوثقه الآخر فیترک الحدیث مع أن الاثنین متفقان فی فهم مدلول الحدیث.
2. الاختلاف فی دلالات الروایات.
3. الاختلاف فی اعتبار الشهرة و غیرها.
4. تعارض الروایات و اختیار المنهج فی حل التعارض مما یؤدی إلى إیجاد آراءٍ مختلفة.
5. الاختلاف فی تطبیق الکلیات على المصادیق.
مجلة قبسات، العدد 17، ص 11 و 22ـ23، و 29ـ30.
[10] . السبحانی، جعفر، الهرمنوتیک، ص73ـ76، مجلة قبسات، العدد 17 ص 7ـ8، جلال فرزین، قراءة الدین، آنارسیسم هرمنوتیک، ص 147ـ 189.
[11] . مجلة قبسات، العدد 17، ص 26.
[12] . المقالة المتعلقة بشروط فهم آیات القرآن، السؤال 488 (الموقع: ۵۲۹).
[13] . السبحانی، جعفر، الهرمنوتیک، ص 13ـ15، مجلة قبسات، العدد 17، ص 15ـ17.