بحث متقدم
الزيارة
7459
محدثة عن: 2010/05/03
خلاصة السؤال
هل أن الفقر الوجودی هو ملاک احتیاج المعلول إلى العلة الفاعلیة فقطاو انه یحتاج الى العلة التامة؟ لماذا لا یوجد جنس و فصل للمفاهیم الفلسفیة؟ و...
السؤال
1ـ مع علمنا أن سبب احتیاج المعلول للعلة الإیجادیة ضعف و فقر فی المرتبة الوجودیة، فهل یمکن أن یقال بنفس القول السابق بالنسبة لملاک احتیاج المعلول الى العلة التامة التی تشتمل على العلة الإیجادیة ایضا؟
2ـ لماذا لا یکون للمفاهیم الفلسفیة و المعقولات الفلسفیة الثانیة جنس و فصل؟
3ـ هل أن الموجودات المادیة لها علمٌ حضوری بعللها الإیجادیة، کما أن لعللها علمٌ حضوری بها؟
4ـ مع الأخذ بنظر الاعتبار أن أبرز خاصیة لجمیع الأجسام هی الامتداد (الطول ـ العرض ـ الارتفاع)، و أن حجم الأجسام یتحصل من هذه الأبعاد، و عندما یقاس حجم الأجسام إلى الحجم الکلی للعالم ینتزع من ذلک مکان الأجسام. و هذا یعنی أن لکل جسمٍ مکان. و إذا جعلنا ما تقدم رکیزة و مبنى فکیف یمکن إثبات من أن کل موجود جسمانی له بعد زمانی؟.
الجواب الإجمالي

1ـ بما أن جمیع العلل تعود إلى العلة الفاعلیة، فلا یوجد فرق فی هذا البحث بین العلة التامة و العلة الفاعلیة.

2ـ لأن المفاهیم الفلسفیة منتزعة من الوجود، و الوجود لا ماهیة له، و الجنس و الفصل من أجزاء الماهیة، و ما لیس له ماهیة لیس له أجزاء الماهیة.

3ـ المعلول له علمٌ حضوری بعلته، و لکن لیس کعلم العلة الحضوری بمعلولها.

4ـ کما أن الامتداد من الواضحات بالنسبة للموجود المادی فکذلک الحرکة هی أیضاً من لوازم الموجودات المادیة و الزمان هو مقدار الحرکة، و علیه فأینما وجدت مادة، توجد حرکة، و حیثما وجدت الحرکة یوجد الزمان.

الجواب التفصيلي

1ـ الفقر الوجودی هو ملاک احتیاج المعلول لکل أنواع العلل. و ذلک أولاً: أن جمیع أنواع العلل ترجع إلى العلة الفاعلیة، و ذلک لأن العلة المادیة و العلة الصوریة هما معلولان فی ذاتهما و صارا مادةً و صورة باعتبار العقل، فعندما یلحظان متحدین فهما معلولان، و عندما یلحظان باستقلال یکونان علة مادیة و صوریة، فاختلافهما اختلاف اعتباری لا حقیقی، و أما المعلول فهو من شؤون العلة الفاعلیة، و أما العلة الغائیة، فبالنظر البدوی یمکن أن ترجع إلى غیر الفاعل، و لکن بالنظر الدقیق فإن رجوع الغایة إلى الفاعل فی جمیع الموارد، بل فی الفاعل الحقیقی تکون الغایة عین الفاعل[1]. إذن فلا فرق بین العلة التامة و العلة الفاعلیة فی هذا البحث[2].

ثانیاً: إن معنى الفقر الوجودی للمعلول إلى العلة هو توقف وجود المعلول على وجود العلة. و هذا التوقف موجود فی جمیع أقسام العلل، إذن فالملاک المذکور موجود فی جمیع العلل[3].

2ـ إذا حملت المفاهیم الفلسفیة على الموجودات فإنها تبین أنحاء وجود هذه الموجودات «لا حدودها الماهویة»، و حیث إن الوجود لا ماهیة له، فإن المفهوم الذی یحمل علیه و یبین أنحاءه لیس له ماهیة أیضاً. فلا وجود للتطابق الماهوی مع مصداقه، و عندما لا یکون مفهوم ماهویاً فمن المسلم أن لا یکون له جنسٌ و فصل، لأن الجنس و الفصل من أقسام الماهیة[4].

3ـ للمعلول علم حضوری بعلته، و لکن لا کعلم العلة الحضوری بمعلولها، لأن العلة واجدة لجمیع مراتب المعلول، و إن حقیقة المعلول حاضرة لدى العلة، خلافاً للمعلول الذی یحضر لدیه رقیقة العلة، و علمه بالعلة یقتصر على سعة وجوده. و فی الحقیقة فإن علم المعلول بذاته هو عین علمه بعلته فی مرتبته[5].

4ـ الزمان ثابت للمادیات بحسب تعریفه، لان تعریف الزمان هو: مقدار متصل غیر قارٍ یعرض على الحرکة[6]، و لذلک حیثما توجد حرکة یوجد زمان.

و بما أن الموجودات المادیة سیالة، فهی دائماً فی حالة خروج من القوة إلى الفعل، و الحرکة هی الخروج من القوة إلى الفعل، فللمادیات حرکة إذن، و الحرکة لها مقدار، و مقدار الحرکة هو الزمان، فالموجودات المادیة ـ دائماً ـ هی موجودات زمانیة.



[1]العلامة الطباطبائی، محمد حسین، نهایة الحکمة، نورانی، عبد الله، ص 184 و 183، مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین، قم.

[2]المصدر نفسه، ص171 – 195.

[3]المصدر نفسه، ص170.

[4]مصباح یزدی، محمد تقی، آموزش فلسفه (تعلیم الفلسفة)، ج1، ص200، الطبعة الرابعة، مرکز طباعة و نشر مکتب التبلیغات الإسلامی، صیف 1370 هـ.ش.

[5]نهایة الحکمة، ص 260.

[6]المصدر نفسه، ص 214.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • أیهما أفضل استشارة الطبیب النفسی أم المشاور الدینی؟
    5068 العملیة 2011/10/16
    للإجابة عن السؤال نتابع الآتی:1ـ فیما یخص مشاورة الطبیب النفسی أو الخبیر الدینی لا بد من القول: مع أن الأمرین مرتبطان ببعضهما من زاویة نظر معینة إلا أنهما منفصلان من جهة أخرى. و لذلک فمن یشعر بوجود مشکلة نفسیة و روحیة معنویة فعلیة أن یراجع المتخصص فی هذا الفن، ...
  • هل يوجد من العلماء من افتى بحرمة الموسيقى مطلقاً و بجميع أنواعها؟
    3813 الحقوق والاحکام 2015/05/25
    صنف علماء الشيعة و فقهاؤهم من القرن القرن الحادي عشر و حتى الوقت الراهن رسائل مستقلة في الغناء و الموسيقى، حيث وقعت القضية منذ ذلك العصر و حتى اليوم معركة للآراء، و كان الفقهاء قبل ذلك يتعرضون للموضوع استطراداً و ضمن ابحاث كتاب التجارة من الفقه أو كتاب ...
  • ما حکم مشاهدة غیر المحارم عن طریق التلفزیون او الکامبیوتر؟
    5328 الحقوق والاحکام 2010/09/05
    اجاب سماحة آیة الله العظمى السید الخامنئی (دام ظله) عن السؤال التالی:ما هو حکم النظر إلى صورة المرأة الأجنبیة السافرة؟ و ما هو حکم النظر إلى صورة المرأة فی التلفزیون؟ و هل هناک فرق بین المسلمة و غیرها، و بین الصور المعروضة بالبثّ المباشر و ...
  • ما هو اسم کتاب النبی نوح (ع)؟
    6089 الکلام القدیم 2009/02/01
    ذکر فی الروایات اسم کتاب النبی نوح (ع) تحت عنوان "صحف نوح"[1] و لم یذکر له اسم خاص غیر ذلک.[1] بحارالأنوار، ج : 35 ص ...
  • مع الالتفات الى الروایات المختلفة و المتضادة ظاهراً، هل الکلام هو الأفضل أم السکوت؟
    7137 العملیة 2011/06/14
    اذا نظرنا الى کل من السکوت و الکلام من زاویة الآفات التی یتعرضان لها فلکل واحد منهما آفاته الخاصة به و لکل منهما محاسنه الخاصة کذلک، و مع ملاحظة کلا الامرین یکون من الصعب ترجیح طرف على آخر. لکن یمکن القول بشکل مطلق اذا قارنا بین السکوت و الکلام بعیدا ...
  • ما هو رأی سماحتکم فی أحادیث تحریف القرآن؟
    5292 الحقوق والاحکام 2010/12/01
    جواب سماحة آیة الله هادوی الطهرانی (دامت برکاته):1. روایات التحریف إما ضعیفة السند أو لیست بحجة من ناحیة الصدور أو أنها مضطربة دلالة؛ ولاریب أن القرآن الکریم مصون من التحریف مطلقاً فلم و لن یحرف.2. لو إعتقد الشخص بتحریف ...
  • هل یجب ان یلبس الخاتم فی الید الیمنی
    6844 الحقوق والاحکام 2008/07/19
    التختم هو من سنن النبی (ص) و الائمة (ع)، و فی الروایات توجد اشارات بخصوص جنس الخاتم، و شکله و النقش علیه. و اضافة لذلک فقد وردت التوصیة بانه من الافضل ان یکون الخاتم فی الید الیمنی. ان جمیع الاحکام التی وضعها الاسلام بخصوص لبس الخاتم لها جنبة استحبابیة. نعم ...
  • من هو أبو سعید الخدری؟ و هل کان محباً لأهل البیت (ع)؟ و هل کان یؤمن بإمامة أمیر المؤمنین(ع)؟
    6680 تاريخ بزرگان 2009/02/28
    لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی ...
  • ما معنى مكر الله؟
    6170 التفسیر 2012/03/12
    سئل الإمام الرضا (ع) عن نسبة الخديعة و الإستهزاء و المكر لله في القرآن الكريم، فقال: "إن الله عزّوجلّ لا يسخر و لا يستهزئ و لا يمكر و لا يخادع و لكنّه عزّ و جلّ يجازيهم جزاء السخرية و جزاء الإستهزاء و جزاء المكر و الخديعة...". ...
  • هل صحیح أن قبر الإمام أمیر المؤمنین علی (ع) فی العین الیمنى لسیدنا آدم (ع)؟
    6852 تاريخ بزرگان 2013/12/03
    1ـ اختلفت الروایات و النصوص التاریخیة عن محل دفن آدم (ع). فمنها ما تنصّ على أن محل دفنه فی حرم الله (فی مکة المکرمة و حوالیها).[1] و منها ما تنص على أن محل دفنه هو مدینة النجف و عند قبر الإمام علی (ع).

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280469 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259124 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129819 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116215 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89700 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61317 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60568 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57475 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52102 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48168 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...