بحث متقدم
الزيارة
8893
محدثة عن: 2010/10/21
خلاصة السؤال
هل الحدیث الذی یقول: "سیفترق المسلمون إلى ثلاث و سبعین فرقة" صحیح؟
السؤال
أرجوا أن تذکروا کم فرقة عقائدیة موجودة فی الإسلام؟ لقد عثرت فی هذا الموضوع على حدیث یقول: سیفترق المسلمون إلى ثلاث و سبعین فرقة" فهل هذا الحدیث صحیح؟ أرجوا أن تتفضلوا بمعلومات کاملة فی هذا الخصوص؟
الجواب الإجمالي

نقل المحدثون من أهل السنة و الشیعة أحادیث "افتراق الأمة" من طرق مختلفة.

کل هذه الأحادیث تحکی عن تفرّق المسلمین بعد رسول الله (ص) و هی متواترة معنى. فعلى أقل تقدیر یکون واحد من هذه الأحادیث الکثیرة صحیحاً و متصلاً سنداً.

الجواب التفصيلي

بعد ارتحال کل واحد من أنبیاء الله، انحرف ـ و لشدید الأسف ـ الکثیر من أتباعهم عن المسیر الذی رسمته لهم أنبیاؤهم. و قد کان النبی الأعظم (ص) یرى بعلم النبوة مستقبل أمته بوضوح فأنبأ عن هذا المستقبل فی روایات کثیرة (أحادیث افتراق الأمة). حیث نقل المحدثون من أهل السنة و الشیعة أحادیث "افتراق الأمة" عن طرق متعددة. [1] و قد ورد هذا الحدیث فی کثیر من المصادر الشیعیة کالخصال للشیخ الصدوق و تفسیر العیاشی و الاحتجاج للطبرسی. [2]   الجدیر بالذکر أن هذه الأحادیث متواترة معنى؛ یعنی کونها تشترک فی الاشارة الى معنى واحد و إن اختلفت فی طریق التعبیر و نوع العبارات المستعملة أی فی الکلمات و الألفاظ.

فهذه الروایات تخبر عن تنبؤ النبی (ص) بمستقبل أمته و تفترقها إلى ثلاث و سبعین فرقة.

و من أصح تلک الروایات سنداً الحدیث الذی نقله الکلینی فی کتاب الکافی عن الإمام الباقر (ع)، من هنا نحاول تسلیط الضوء علیه و بحثه سنداً و متناً:

سند الحدیث:

مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَى عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْکَابُلِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ(ع).

تقسّم الأحادیث من حیث سندها إلى عدة أقسام. منها الحدیث الصحیح وهو الحدیث الذی یکون جمیع أفراد سلسلة سنده من الشیعة الثقات [3] و إذا کان جمیع الرواة فی السند الواحد من کبار عصرهم و من الأجلّاء، عند ذلک یحصل اطمئنان أکثر بصدور الحدیث و حدیث الإمام الباقر (ع) من جملة هذه الأحادیث، لأن جمیع الرواة المذکورین فی السند من العظماء و الأجلاء، فمحمد بن یحیی من جملة هؤلاء العظماء و قد قال فی حقه النجاشی: شیخ أصحابنا فی زمانه، ثقة، عین، کثیر الحدیث. [4] و قال فی حق أحمد بن محمد بن عیسى: "و أبو جعفر رحمه الله شیخ القمیین، و وجههم، و فقیههم" [5]   و کذلک الحسن بن محبوب حیث نصت الکتب الرجالیة على وثاقته و هو من أصحاب الإجماع. [6]   و عد جمیل بن صالح و أبو خالد الکابلی من الکبار و العظماء. [7]

إذن الحدیث من حیث السند صحیح و متصل.

نص الحدیث:

لقد ورد هذا الحدیث فی تفسیر الآیة 29 من سورة الزمر حیث یقول الإمام (ع): "إِنَّ الْیَهُودَ تَفَرَّقُوا مِنْ بَعْدِ مُوسَى (ع) عَلَى إِحْدَى وَ سَبْعِینَ فِرْقَةً مِنْهَا فِرْقَةٌ فِی الْجَنَّةِ وَ سَبْعُونَ فِرْقَةً فِی النَّارِ؛ وَ تَفَرَّقَتِ النَّصَارَى بَعْدَ عِیسَى (ع) عَلَى اثْنَتَیْنِ وَ سَبْعِینَ فِرْقَةً فِرْقَةٌ مِنْهَا فِی الْجَنَّةِ وَ إِحْدَى وَ سَبْعُونَ فِی النَّارِ؛ وَ تَفَرَّقَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ بَعْدَ نَبِیِّهَا (ص) عَلَى ثَلَاثٍ وَ سَبْعِینَ فِرْقَةً اثْنَتَانِ وَ سَبْعُونَ فِرْقَةً فِی النَّارِ وَ فِرْقَةٌ فِی الْجَنَّةِ، وَ مِنَ الثَّلَاثِ وَ سَبْعِینَ فِرْقَةً ثَلَاثَ عَشْرَةَ فِرْقَةً تَنْتَحِلُ وَلایَتَنَا وَ مَوَدَّتَنَا [8]   اثْنَتَا عَشْرَةَ فِرْقَةً مِنْهَا فِی النَّارِ وَ فِرْقَةٌ فِی الْجَنَّةِ وَ سِتُّونَ فِرْقَةً مِنْ سَائِرِ النَّاسِ فِی النَّارِ." [9]

إذن سند الحدیث صحیح و نصه واضح الدلالة و تؤیده الأحادیث الأخرى التی جاءت بنفس المضمون. و من الملفت أن الکثیر من الروایات فی هذا المجال قد اعتبرت الفرقة الناجیة شیعة الإمام علی (ع). [10]

للحصول على المزید من المعلومات فی هذا المجال انظر المواضیع التالیة:

سؤال 487 (الموقع: 528) (أسباب نشأة الفرق الإسلامیة)

سؤال 7550 (الموقع: 9819) (دوافع نشأة الفرق والمذاهب)    



[1] الطباطبائی، محمد حسین، المیزان، ج‏3، ص 379، قم، مکتب النشر الإسلامی، قم 1417 ق؛ جعفری، یعقوب، تفسیر کوثر،ج3، ص 443 بدون تاریخ و مکان الطبع.

[2] ال مجلسی ، محمد باقر، بحارالأنوار،ج28،ص4، موسسه الوفاء، بیروت،1404.

[3] نقلا عن برنامج درایة النور، مصطلحات علم الحدیث.

[4] ال نجاشی، رجال النجاشی،ص 353، دفتر انتشارات اسلامی ، قم،1407.

[5] المصدر نفسه، ص 82.

[6] راجع: رجال الکشی،ص 556.

[7] راجع: رجال النجاشی،ص 127 و رجال الکشی، ص 10،انتشارات جامعة مشهد،1348.

[8] قد یکون إشارة للفرق الشیعیة غیر الاثنی عشریة .

[9] ال کلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، ج8، ص224، دار الکتب الإسلامیة، طهران،1368.

[10] بحار الأنوار، ج28، ص2، باب افتراق الامة بعد النبی.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280259 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258835 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129631 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115649 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89557 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61041 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60369 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57377 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51625 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47715 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...