Please Wait
7014
هناک عدة ملاحظات لابد من ذکرها قبل الجواب عن هذا السؤال:
الف: أهم ما یلزم المحقق في الفرق و المذاهب هو أولاً الأخذ من المصادر الرئیسیة المعتبرة عند المذهب الذي يريد دراسة افكاره و نظرياته.
ب: یجب أخذ المعلومات اللازمة عن أي فرقة أو مذهب معیّن من نفس مصادرهم لا من مصادر خصومهم.
ج: یلزم اعتماد اسلوب الدراسات و التحقیقات المیدانیة الموجودة مهما أمکن.
و من هنا ندخل في الجواب بعد هذه المقدمة المختصرة.
المصدر المذکور في السؤال لهذا الإدعاء هو کتاب «المنیة و الأمل في شرح الملل و النحل» و أصل هذا الکتاب لعبد الکریم الشهرستاني و قد شرح هذا الکتاب شخص إسمه المهدي لدین الله أحمد بن یحیی بن مرتضی.
عبد الکریم الشهرستاني صاحب کتاب الملل و النحل من المتکلّمین الاشاعرة ولد في سنة 479 و توفّي في سنة 548 هـ ق، و بالطبع ان شارح کتابه ولد و توفی بعد هذا التاریخ، و هو من أئمة الشیعة الزیدیة؛ لذا (و علی فرض وجود هذه المسألة في کتابه) لا یمکن أن یکون سنداً معتبراً للوصول إلی ما تعتقد به الشیعة الإمامیة، بل لابد لهذا الأمر من البحث و التفتیش في نفس کتبهم لا في کتب الأشاعرة و الزیدیة أو غیرها.
إضافة إلی ذلک یجدر بک-في حال طلب الوصول إلی عقیدة الشیعة الإمامیة- إجراء تحقیق میداني و لو -مختصراً- لکي تتضح هذه الحقیقة لک؛ عندها ستعرف بما لا ريب فيه انه لا يوجد من الشيعة من يقول بهذه المقولة الباطلةو المنحرفة التي ترقى بالامام الإمام علي (ع) الى مستوى النبوة التي هي من خصائص النبي الاكرم (ص).
نعم، کتب بعض المؤرّخین، أن هناک بعض الفرق الإفراطیة المغالیة كالغرابیة و الذبابیة و الذمیة و المخطئة، یعتقدون بأن النبوة هي حق للإمام علي (ع) و یعتقدون بأن جبرئیل قد أخطأ عند إنزاله الوحي بسبب الشبه الشدید بین النبي (ص)و الإمام علي (ع) و عرض الوحي علی النبي (ص)، و النبي (ص قد زوّج ابنته للإمام علي (ع) لإرضائه و إسکاته!! و انت اذا بحثت في تاريخ الفرق و المذاهب لم تعرف عن هؤلاء الفرق المدعاة أي شيء فلم تعرف رجالهم و لا كتبهم و لا مناطق سكناهم و... مما يجعل الباحث المنصف يشكك في اصل وجودهم و انهم فرقة مصطنعة لا واقع لها.
ثم إن الشیعة الواقعیّين یرفضون هذه العقیدة 100/0 و لا یعتقدون بها بل يتبرأون ممن يقول بها ان وجد من يقول ذلك! و يعدونهم من المذاهب المنحرفة و الضالة عن أنفسهم.
یلزم علی کل محقق في الفرق و المذاهب (و بعض العلوم الأخری) الالتفات إلی الملاحظات الآتیة
الف: أوّل و أهم ما یلزم المحقق في الفرق و المذاهب هو الأخذ في الوهلة الأولی من المصادر الرئیسیة المعتبرة عند المذهب الذي يريد دراسة افكاره و نظرياته.
ب: یجب أخذ المعلومات اللازمة عن أي فرقة و مذهب معیّن من مصادرهم لا من مصادر خصومهم و المخالفين لهم؛ فعندما نرید البحث في فرقة الأشاعرة یجب أخذ تعالیمهم من مصادرهم الأولی لا من مصادر الفرق الأخری کالمعتزلة و الماتریدیة و ...
ج: من الضروري اعتماد اسلوب الدراسات و التحقیقات المیدانیة الموجودة مهما أمکن، فقد تُذکر الکثیر من المسائل المتعلّقة بفرقة ما في بعض الکتب –حتی في کتبهم- مع ان أصحاب هذه الفرقة لا یعتقدون بهذا الأمر. لذا یلزم – لنسبة عقیدة أو عمل معینین لفرقة ما- استطلاع آراء عدد كبير من أتباع هذه العقیدة و التحقیق معهم و معرفة الحقيقة عن هذا الطريق و هل انهم يؤمنون بذلك او انه شائع في اوساطهم أم لا.
قد نعثر في آثار بعض الکتّاب علی مطالب غیر صحیحة و مشوبة منطلقة من التعصّب ضد الشیعة و الانحراف عن نهجهم، فعلى سبيل المثال نجد الكاتب ویلیام تري، الأسقف الأعظم لمدینة تیر (المتوفی سنة 1186) و الذي یعتبر من الکتّاب الكبار في فترة الحروب الصلیبیة في القرن الثاني عشر، فهذا الشخص لم تکن عنده أيّ معرفة عمیقة عن الشیعة الإمامیة و إن کانت له بعض الآراء الدقیقة عن الإسلام السني و الفاطمي.
مع ذلک، هو یصف الإمامیة بأنهم یعتقدون بنبوّة علي، و أن جبرئیل قد خان الأمانة في إرسال الوحي الإلهي، إذ إنه أنزل الوحي السماوي علی محمد بدلاً من علي. [1]
ثم إن المصدر المذکور في السؤال لهذا الإدعاء هو: «المنیة و الأمل في شرح الملل و النحل» و أصل هذا الکتاب لأبي الفتوح محمد بن عبد الکریم الشهرستاني و قد شرح هذا الکتاب شخص إسم المهدي لدین الله أحمد بن یحیی بن مرتضی بن الفضل بن المنصور الحسیني الیماني. و بقلیل من الدقة و التأمل نفهم –و نظراً إلی عدم مراعاة الأصول المذکورة في المقدمّة- أن هذا الأمر لم یکن إلّا افتراء علی الشیعة.
فعبد الکریم الشهرستاني صاحب کتاب الملل و النحل هو من متکلّمي الأشاعرة ولد في سنة 479 و توفّي في سنة 548 هـ ق، و بالطبع ان شارح کتابه ولد و توفی بعد هذا التاریخ، و هو من أئمة الشیعة الزیدیة؛ لذا (و علی فرض وجود هذه المسألة في کتابه) لا یمکن أن تکون سنداً معتبراً للوصول إلی ما تعتقد به الشیعة الإمامیة، بل لابد لهذا الأمر من البحث و التفتیش في نفس کتبهم لا في کتب الأشاعرة و الزیدیة أو غیرها. إضافة إلی ذلک یجدر بک-في حال طلب الوصول إلی عقیدة الشیعة الإمامیة- إجراء تحقیق میدانی و لو -مختصراً- لکي تتضح هذه الحقیقة لک؛ عندها ستعرف بما لا ريب فيه انه لا يوجد من الشيعة من يقول بهذه المقولة الباطلةو المنحرفة التي ترقى بالامام الإمام علي (ع) الى مستوى النبوة التي هي من خصائص النبي الاكرم (ص).
إن الإمام عليا (ع) عند الشیعة الإمامیة هو الإمام الأول من الأئمة الإثني عشر و هو أول خلیفة للنبي محمد (ص) و أفضل الصحابة بعده.
نعم، کتب بعض المؤرّخین، أن هناک بعض الفرق الإفراطیة المغالیة كالغرابیة و الذبابیة و الذمیة و المخطئة، یعتقدون بأن النبوة هي حق للإمام علي (ع) و یعتقدون بأن جبرئیل قد أخطأ عند إنزاله الوحي بسبب الشبه الشدید بین النبي (ص)و الإمام علي (ع) و عرض الوحي علی النبي (ص)، و النبي (ص قد زوّج ابنته للإمام علي (ع) لإرضائه و إسکاته!!. [2] و انت اذا بحثت في تاريخ الفرق و المذاهب لم تعرف عن هؤلاء الفرق المدعاة أي شيء فلم تعرف رجالهم و لا كتبهم و لا مناطق سكناهم و... مما يجعل الباحث المنصف يشكك في اصل وجودهم و انهم فرقة مصطنعة لا واقع لها.
کما إن بعض الکتّاب کإبن قتیبة (المتوفی سنة 276 هـ) و إبن حزم الأندلسي أخبروا بوجود فرقة إفراطیة تنتمي للشیعة تسمّی (الغرابیة) تعتقد بخیانة جبرئیل في إبلاغه الوحي لعلي (ع). لکن یُشکّ في أصل وجود مثل هذه الفرقة عند الشیعة. [3] علی کل حال هذه العقیدة لا علاقة لها بالشیعة الإمامیة بتاتاً.
کما و نلفت انتباهکم إلی أن الشيعة الامامية تصدوا بحزم للفرق المغالیة و وجهوا لهم شدید الذم و الانكار عليهم و قد طفحت روایات أهل البیت (ع) بتلك المواقف الصارمة، يمن الرجوع فيها الى موضوع "الغلو في أهل البیت رقم 2976" الموجود في نفس هذا الموقع.
و لا بأس بالإشارة هنا إلی حدیثین یساعدان في فهم عقائد الشیعة الإمامیة:
جاء رجل إلی أمیر المؤمنین فقال: " .... یا أمیر المؤمنین أفنبيٌّ أنت؟[4] فقال: ویلک إنما أنا عبد من عبید محمد (ص) ...
و یقول (ع) في حدیث آخر: "... و قد علمتم موضعي من رسول الله (ص) بالقرابة القریبة، و المنزلة الخصیصة. وضعني في حجره و أنا ولد یضمّني إلی صدره، و یکنفني في فراشه و یُمسني جسده، و یشمني عرفه و کان یمضع الشيء ثم یلقمنیه و ما وجد لي کذبة في قول و لا خطلة في فعل، و لقد قرن الله به (ص) من لدن أن کان فطیماً أعظم ملک من ملائکته یسلک به طریق المکارم و محاسن أخلاق العالم، لیله و نهاره. و لقد کنت أتبعه اتّباع الفصیل أثر أمّه، یرفع لي في کل یوم من أخلاقه علماً، و یأمرني بالإقتداء به. و لقد کان یجاور في کل سنة بحراء فأراه، و لا یراه غیري. و لم یجمع بیت واحد یومئذٍ في الإسلام غیر رسول الله (ص) و خدیجة و أنا ثالثهما. أری نور الوحي و الرسالة، و أشمّ ریح النبوّة.
و لقد سمعت رنّة الشیطان حین نزول الوحي علیه (ص) فقلت: یا رسول الله ما هذه الرّنة؟ فقال: "هذا الشیطان قد آیس من عبادته، إنّک تسمع ما أسمع، و تری ما أری، إلّا إنّک لست بنبيّ، و لکنّک لوزیر و إنّک لعلی خیر ...". [5]
[1] مقتبس من موقع المُسائلة.
[2] مقتبس من موقع حوزة نت.
[3] مستل من موقع المُسائلة.
[4] الکلیني، محمد بن یعقوب، الکافي، ج 1، ص 90، الطبعة الرابعة، دار الکتب الإسلامیة، طهران، 1365 ش.
[5] نهج البلاغة، خطبة 192 (الخطبة القاصعة).