بحث متقدم
الزيارة
7434
محدثة عن: 2007/09/11
خلاصة السؤال
اذکروا آیة أو حدیثاً یثبت الاجتهاد.
السؤال
اذکروا آیة أو حدیثاً یثبت الاجتهاد.
الجواب الإجمالي

الاجتهاد فی الاصطلاح عبارة عن: بذل الجهد و البحث العلمی من أجل درک و استنباط الحکم الشرعی من أدلته (القرآن، السنة، العقل، الاجماع) و قد أکد علی أهمیته القرآن الکریم و أحادیث الائمة الاطهار، یقول الله فی سورة التوبة، الآیة 122: « وَ ما کانَ الْمُؤْمِنُونَ لِیَنْفِرُوا کَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ کُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِیَتَفَقَّهُوا فِی الدِّینِ وَ لِیُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَیْهِمْ لَعَلَّهُمْ یَحْذَرُون‏» بمعنی یصبحوا مجتهدین وینذروا قومهم من الانحراف.

و قد ورد التأکید علی ضرورة التفقه فی الدین –الاجتهاد- فی روایات کثیرة أیضاً و ذلک للاجابة عن الاسئلة الشرعیة و القضاء و المرجعیة الدینیة و ... فمثلاً: یقول الامام جعفر الصادق (ع) لأبان بن تغلب و هو أحد أصحابه : «یا أبان اجْلِسْ فِی مَسْجِدِ الْمَدِینَةِ وَ أَفْتِ النَّاسَ فَإِنِّی أُحِبُّ أَنْ یُرَى فِی شِیعَتِی مِثْلُکَ ». ففی هذه الروایة یصرح الامام (ع) بضرورة وجود علماء و مجتهدین لهم إحاطة بالمسائل الدینیة و یستطیعون الاجابة عن أسئلة الناس.

الجواب التفصيلي

الاجتهاد اصطلاحاً عبارة عن: استخدام القدرة العلمیة و بذل الجهد الفکری لاستنباط الاحکام الشرعیة من مصادرها (القرآن و السنة و العقل و الاجماع) و الاجتهاد بهذا المعنی عمل مهم جداً و مقدس أوجبه الله تعالی فی القرآن الکریم علی مجموعة من المسلمین حیث یقول: «وَ ما کانَ الْمُؤْمِنُونَ لِیَنْفِرُوا کَافَّةً[1] ً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ کُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِیَتَفَقَّهُوا فِی الدِّین[2] وَ لِیُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَیْهِمْ لَعَلَّهُمْ یَحْذَرُون‏».[3] ففی هذه الآیة أوجب الله تعالی علی مجموعة من المؤمنین وجوباً کفائیاً أن ینفروا من أجل طلب العلم بالمسائل الدینیة، لکی یمکنهم الوصول إلی مرحلة التفقه فی الدین و هی مرحلة الاجتهاد فیمکنهم استنباط احکام الله من الکتاب و السنة لکی یعملوا بها هم و یعلموها الآخرین. و قد ذکرت هذه المسألة فی روایات کثیرة عن الائمة المعصومین (ع) و نکتفی بذکر بعض تلک الروایات:

عن أبی خدیجة قال: َ «بَعَثَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) إِلَى أَصْحَابِنَا فَقَالَ: قُلْ لَهُمْ إِیَّاکُمْ إِذَا وَقَعَتْ بَیْنَکُمْ خُصُومَةٌ أَوْ تَدَارَى بَیْنَکُمْ فِی شَیْ‏ءٍ مِنَ الْأَخْذِ وَ الْعَطَاءِ أَنْ تَتَحَاکَمُوا إِلَى أَحَدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ الْفُسَّاقِ اجْعَلُوا بَیْنَکُمْ رَجُلًا مِمَّنْ قَدْ عَرَفَ حَلَالَنَا وَ حَرَامَنَا فَإِنِّی قَدْ جَعَلْتُهُ قَاضِیاً وَ إِیَّاکُمْ أَنْ یُخَاصِمَ بَعْضُکُمْ بَعْضاً إِلَى السُّلْطَانِ الْجَائِر».[4]

و تدل هذه الروایة علی الحاجة إلی الفقهاء و المجتهدین، لان الاختلاف و الخصومة فی المجتمع أمر لا یمکن اجتنابه، و لحل هذه الاختلافات لابد من وجود فقهاء و مجتهدین یحکمون بین الناس علی أساس الاحکام الاسلامیة الصحیحة، و لا یضطر الناس (الشیعة) إلی الرجوع إلی قضاة الجور للسلطة. إذن فقد أمر الاسلام و الائمة المعصومون (ع) بان یتحرک بعض الاشخاص دائماً فی مسیر الاجتهاد و التفقه فی الدین. و فی روایة اخری عن الامام العسکری (ع) یقول: «فَأَمَّا مَنْ کَانَ مِنَ الْفُقَهَاءِ صَائِناً لِنَفْسِهِ حَافِظاً لِدِینِهِ مُخَالِفاً عَلَى هَوَاهُ مُطِیعاً لِأَمْرِ مَوْلَاهُ فَلِلْعَوَامِّ أَنْ یُقَلِّدُوه‏».[5]

یشیر الامام العسکری (ع) فی هذه الروایة إلی شروط الفقهاء لاحراز مقام المرجعیة الدینیة، و کذلک إلی وجوب اطاعة الفقیه و المجتهد علی الآخرین. و تشیر هذه الروایة إلی أهمیة و ضرورة و عظمة مقام المجتهدین و الفقهاء.

و کذلک فان الامام الصادق (ع) یقول لأبان بن تغلب و هو احد أصحابه: « یا أبان اجْلِسْ فِی مَسْجِدِ الْمَدِینَةِ وَ أَفْتِ النَّاسَ فَإِنِّی أُحِبُّ أَنْ یُرَى فِی شِیعَتِی مِثْلُکَ [6] »[7]

و فی هذه روایة یشیر الامام (ع) الی ضرورة وجود العلماء و المجتهدین العارفین بالمسائل الدینیة و یمکنهم الاجابة عن أسئلة الناس. و توجد روایات کثیرة فی هذا الموضوع مذکورة فی الکتب الروائیة.[8]



[1] للجهاد و الحرب فی سبیل الله.

[2] و یصبحوا مجتهدین.

[3] التوبة، 122.

[4] وسائل الشیعة، ج 18، ب 11، ص 100، ح 6.

[5] الاحتجاج للطبرسی، ج 2، ص 263؛ وسائل الشیعة، ج 27، ص 131، حدیث 23401.

[6] من الفقهاء المجتهدین.

[7] مستدرک وسائل الشیعة، ج 17، ص 315، باب وجوب الرجوع فی القضاء و الفتوی الی رواة الحدیث من الشیعة.

[8] وسائل الشیعة، ج 18، ب 11، أحادیث 9 – 10 – 21 – 27 – 42 و 45.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280259 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258835 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129631 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115649 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89557 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61041 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60369 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57377 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51625 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47715 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...