Please Wait
8150
ماهية الوجود الذهني
هناك ادعاءان في مسألة الوجود الذهني و يمكن البرهنة على كليهما.
1. هو أن الوجودات الخارجة عن الذهن، توجد في ذهن الإنسان. إذن في الذهن هناك موجودات مفهومية.
2. هو أن ماهية المفاهيم الذهنية لا تختلف عن الأشياء الخارجية، إذ لو لم تكن الماهيات سواء لوقعنا في السفسطة، يعني لتعذرت معرفة الوجود بحسب واقعه. يدعي الفلاسفة أن ماهيات الأشياء التي تحصل خارج الذهن و لها آثار خاصة بها، تحصل بعينها في مكان آخر و لكن دون أثرها. و يسمى هذا الوجود و جودا ذهنيا. [1]
إن فرض انتقال وجود الأشياء الخارجي إلى الذهن فرض باطل، إذ لازمه هو أن ينقلب الوجود الذي خارجيته عين حقيقته إلى ما الذهنية عين حقيقته؛ أي يتبدل الوجود الخارجي إلى وجود ذهني، و هذا خلاف الوجدان. تعتقد نظرية الوجود الذهني أن عين ماهية النار التي خارج الذهن توجد بوجودها الذهني في الذهن، و بهذا السبب يدرك الذهن الشيء الخارجي. هنا أصبحت ماهية واحدة ذات مرتبتين من الوجود؛ الأولى الوجود الخارجي و الثانية الوجود الذهني، و لكن الوجود الذهني عبارة عن مرتبة مرقّقة من نفس الوجود الخارجي.
قد يصعب القبول باشتراك ماهية واحدة بين الوجود الخارجي و الذهني، و لكن يجب ان نعلم أن على أساس أصالة الوجود و تشكيكه يمكن القبول بهذه الحقيقة حيث يمكن أن تكون ماهية واحدة في مرتبتين من نظام الوجود.[2]
[1] يقول العلامة الطباطبائي: «ان لهذه الماهیات الموجوده فیالخارج المترتبه علیها آثارها، و جود آخر لایترتب فیه آثارها الخارجیه بعینها و ان ترتبت آثار أخر غیر آثارها الخارجیه و هذا النحو من الوجود هو الذی نسمیه الوجود الذهنی»، الطباطبائي، سید محمد حسین، نهایة الحكمة، بحث و جود الذهني.
[2] راجع: www.tebyan.net، چیستی و جود ذهنی (ماهية الوجود الذهني).