بحث متقدم
الزيارة
5698
محدثة عن: 2012/01/01
خلاصة السؤال
ما الفرق بین صلوات الاسبوع المستحبة و بین صلاة الضحى حیث اعتبرت الثانیة بدعة دون سائر الصلوات؟
السؤال
ما الفرق بین صلوات الاسبوع المستحبة التی ذکرها السید ابن طاووس و بین صلاة الضحى حیث اعتبرت الثانیة بدعة دون سائر الصلوات؟
الجواب الإجمالي

لقد اعتبر علماء الشیعة صلاة الضحى من الامور المبتدعة و هذا ما ذهب الیه بعض علماء العامة أیضا، و ذلک لان البدعة ادخال شیء فی الدین لیس من الدین. و بما ان صلاة الضحى لم یقم الدلیل على استحبابها بعنوان صلاة الضحى فحینئذ تدخل فی البدعة، دون سائر صلوات الاسبوع فان الدلیل قام علیها کما فی روایة ابن طاووس عن الامام العسکری.

و إنما تکون صلاة الضحى بدعة اذا اقیمت تحت عنوان صلاة الضحى خاصة، و أما اذا صلیت بعناوین اخرى یدعمها الدلیل الشرعی کصلاة تحیة المسجد او صلاة قضاء النافلة او صلاة نافلة الجمعة، فلا تعد حینئذ بدعة.

الجواب التفصيلي

قبل الاجابة عن السؤال ینبغی بیان المراد من مفهوم البدعة:

البدعة، ادخال شیء فی الدین لیس منه، و بعبارة اخرى: اعتبار شیء ما دینا او جزءا من الدین و الحال أنه لیس بدین او لیس جزءا من الدین و لا یوجد ما یدل على انه من الدین و قوانینه. [1]

الف) بدعة صلاة الضحى

لقد اعتبر علماء الشیعة صلاة الضحى من الامور المبتدعة [2] و هذا ما ذهب الیه بعض علماء العامة أیضا نشیر الى نماذج من تلک الروایات الورادة فی مصادر العامة:

1. عن مورّق قال: قلت لابن عمر:أ تصلی الضحى؟ قال: لا، قلت فعمر؟ قال: لا، قلت: فأبو بکر؟ قال: لا، قلت: فالنبی (ص)؟ قال: لا إخاله. [3]

2. عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: صلاة الضحى فی السفر بدعة. [4]

3. عن سعید بن نافع قال: رآنی أبو بشیر الأنصاری صاحب رسول الله (ص) و أنا أصلی صلاة الضحى حین طلعت الشمس فعاب علی ذلک و نهانی ثم قال: إن رسول الله (ص) قال: لا تصلوا حتى ترتفع الشمس . [5]

ب) صلوات ایام الاسبوع المستحبة

تعتقد الشیعة بان الاحادیث الواردة عن المعصومین (ع) تعد دلیلا معتبراً على شرعیة و حجیة تلک الصلوات؛ و من هنا ذهبوا الى القول باستحبابها دون صلاة الضحى التی اعتبرت بدعة.

روى السید ابن طاووس الحدیث عن الامام الحسن العسکری (ع) أنه قال: قرأت من کتب آبائی (ع) من صلى..... [6] و جاء فی الروایة ایضا: قال: فقلت للحسن بن علی (ع): " فی أی وقت أصلی هذه الصلوات فقال ما بین طلوع الشمس إلى زوالها ". [7]

و قد یستفاد من الروایة ان تلک الصلوات هی صلاة الضحى التی عدّت من البدعة المنهی عنها! و لکن البدعة ما لم یستند الى دلیل شرعی أولا، و ثانیا انما تکون بدعة اذا اعتبرنا تلک الفترة (ما بین طلوع الشمس الى الزوال) لها میزة خاصة میزة خاصة و صلینا بهذا العنوان خاصة، و الا فلا محذور فی إقامة الصلاة فی ذلک الوقت لکن تحت عناوین آخرى. فعلى سبیل المثال لو صلى الانسان فی تلک الفترة صلاة تحیة المسجد [8] ، او قضاء صلاة النافلة [9] و کذلک قضاء الصلوات المستحبة، و نوافل الجمعة، فلا یعد ذلک کله بدعة.

و من جملة الروایات الدالة على جواز تلک الصلاة فی یوم الجمعة:

1. عن سلیمان بن خالد قال: قلت لأَبی عبد اللَّه (ع): النَّافلةُ یوم الجمعة؟ قال: ستُّ رکعاتٍ قبل زوال الشَّمس و رکعتَان عند زوالها. [10]

2. ورد النهی عن رسول الله (ص) عن الابتداء بالصلاة عند طلوع الشمس و غروبها و قیامها نصف النهار إلا یوم الجمعة فی قیامها. [11]

3.   عن أَبی عبد اللَّه (ع) قال: لا صلاةَ نصف النَّهار إِلَّا یوم الجمعة. [12]

من هنا إنما تکون صلاة الضحى بدعة اذا اقیمت تحت عنوان صلاة الضحى خاصة، و أما اذا صلیت بعناوین اخرى یدعمها الدلیل الشرعی، فلا تعد حینئذ بدعة.



[2] انظر: الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، ج 3، ص 453، تحقیق و تصحیح: علی اکبر غفاری، دارالکتب الاسلامیة، طهران، الطبعة الرابعة، 1407ق؛ الصدوق القمی، محمد بن علی بن بابویه، من لایحضره الفقیه، ج 2، ص 137، مکتب النشر الاسلامی، قم، الطبعة الثانیة، 1413ق.

[3] المقریزی، تقی الدین، ‏إمتاع الأسماع بما للنبی من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع‏، ج 13، ص 18، دار الکتب العلمیة، بیروت، الطبعة الاولی، 1420ق؛ الشیبانی، احمد بن محمد بن حنبل، مسند احمد بن حنبل، ج 8، ص 377، تحقیق: شعیب الأرنؤوط، عادل مرشد و أخرین، مؤسسة الرسالة، الطبعة الاولی، 1421ق.

[4] إمتاع الأسماع بما للنبی من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع‏، ج 13، ص 18 .

[5] مسند احمد بن حنبل، ج 36، ص 213.

[6] السید بن طاووس، جمال الأسبوع، ص 40 – 43، انتشارات الرضی، قم.

[7] نفس المصدر.

[8] انظر: الصدوق، محمد بن علی، من لا یحضره الفقیه، ج 4، ص3، ح 4968، انتشارات جماعه المدرسین، قم، 1413ق.

[9] الطوسی، محمد بن الحسن، تهذیب الأحکام ج 2، ص 175، ح 154، دار الکتب الإسلامیة، طهران، 1365ق.

[10] نفس المصدر، ج3، ص11، الحدیث37.

[11] المجلسی، محمد باقر، بحار الأنوار ج 80، ص 153، مؤسسة الوفاء، بیروت، 1404ق.

[12] تهذیب الأحکام، ج 3، ص13، ح 44.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280259 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258835 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129631 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115649 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89557 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61041 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60369 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57377 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51625 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47715 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...