Please Wait
8930
إن قوة الخيال أو المصوِّرة هي إحدى المدركات في وجود الإنسان وهي شأن من شؤون النفس الإنسانية. ويسمى عمل هذه القوة وهو إدراك الصورة والشكل الجزئي للمحسوسات وحفظها، تخيلا.
تستطيع نفس الإنسان أن تجعل قوة الخيال بمثابة المرآة للعقل حتى تصور وتجسد حقائق ملكوت العالم، ولكن السبيل إلى هذا العمل الصحيح هو طهارة قوة الخيال. كما أن الخيال قوة تستطيع أن تخلق الصور الصحيحة والطاهرة، كذلك بإمكانها أن تعصي وتتمرد وتصبح قناة لدخول الشيطان، فتسيطر على قلب الإنسان شيئا فشيئا وتسوّده وتظلمه، وبالنتيجة تردي قواه البناءة بروحها الجامحة.
من هنا تحتاج قوة الخيال البناءة إلى طهارة وعنان يمسك بزمامها، ولهذا ومن أجل الانتفاع بها بالشكل المناسب جاءت بعض التوصيات من قبيل تجنب طول الأمل والقيام ببعض العبادات والإقبال بالقلب على ذكر الله.
إن قوة الخيال أو المصوِّرة[1] هي إحدى المدركات في وجود الإنسان وهي شأن من شؤون النفس الإنسانية.[2] ويسمى عمل هذه القوة وهو إدراك الصورة والشكل الجزئي للمحسوسات وحفظها[3]، تخيلا.[4]
إن هذه الصورة عبارة عن التمثّل المادي أو الذهني للشيء المحسوس الخارجي[5] وبعد غياب الشيء المادي الخارجي وصورته الذهنية، تقوم قوة الخيال بتمثيله المجدد للنفس الإنسانية.[6]
بعبارة أخرى الصور التي تدركها القوى الظاهرية الخمسة، تحتفظ بها قوة الخيال وهي بمثابة الخازن لهذه الصور.[7] في الواقع إن النفس الإنسانية تلتقط الصور من الأشياء في عالم الطبيعة عن طريق قوة الخيال، وكذلك تستحضرها بهذه القوة إن أرادتها واحتاجت إليها.
من بين القوى الظاهرية والباطنية للنفس الإنسانية، قوة الخيال أكثرها مناورة وطلاقة. بخلاف القوى الظاهرية كالبصر والسماع، إن هذه القوة غير مقيدة بحدود وتعينات المحسوسات. بإمكان الخيال أن يتعدى نطاق الحدود والقيود التي يفرضها العالم الجسماني على المحسوسات وتستطيع أن تسيح خارج نطاق العالم الجسماني. تستطيع نفس الإنسان أن تجعل قوة الخيال بمثابة المرآة للعقل حتى تصور وتجسد حقائق ملكوت العالم، ولكن السبيل إلى هذا العمل الصحيح هو طهارة قوة الخيال.
كما أن الخيال قوة تستطيع أن تخلق الصور الصحيحة والطاهرة، كذلك بإمكانها أن تعصي وتتمرد وتصبح قناة لدخول الشيطان، فتسيطر على قلب الإنسان شيئا فشيئا وتسوّده وتظلمه، وبالنتيجة تردي قواه البناءة بروحها الجامحة. لذلك يقول القرآن: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ وَ مَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَر).[8]
من هنا تحتاج قوة الخيال البناءة إلى طهارة وعنان يمسك بزمامها، إذ ما لم نتخلص من جموح الخيال لم تصبح روحنا وعاء للمعارف الإلهية.
من هذا المنطلق نذكر هذه الوصايا التالية في سبيل استخدام قوة الخيال بالشكل المناسب والابتعاد عن الخيالات الشيطانية العمياء:
1. مطالعة الكتب المفيدة، ولاسيما الكتب المعنوية وسيرة الأنبياء وأولياء الله.
2. التوجه القلبي إلى الله والالتفات إلى أننا بين يدي رب الأرباب وخالق الكل ومدبرهم، وهذا ما يحصل بالتمرين والممارسة.
3. الابتعاد عن الآمال البعيدة التي لا تنوشها الأيدي.[9]
4. القيام بالعبادة كالصلاة وذكر الله والمناجاة وعقد علاقة الحب مع الله و…؛ إذ أن العبادة تخضع القوى الظاهرية والباطنية تحت أمر النفس الإنسانية والإلهية لكي يخطو الإنسان بقوة خياله نحو الصواب وطهارة النفس.[10]
الروابط ذات الصلة:
«دفع الأفكار والخواطر السيئة»، السؤال 5714 (الموقع: ar5976).
«عالم الخیال عند ابن سينا، شیخ الإشراق و ملا صدرا»، السؤال 9630 (الموقع: ar9683).
«دفع الأفکار و الخيالات الشهوانية»، السؤال 24501 (الموقع: fa6906).
[1] . الحسيني الأردكاني، احمد بن محمد، مرآة الاکوان (تحریر شرح الهداية لملا صدرا الشيرازي)، بتقریض وتصحیح وتعلیق عبد الله نوراني، ص 459، نشر میراث مکتوب، طهران، الطبعة الأولى، 1375ش؛ حسن زاده آملی، حسن، نصوص الحکم بر فصوص الحکم، ص 273، نشر رجاء، طهران، الطبعة الثانية، 1375ش.
[2] . غفاری، سيد محمد خالد، فرهنگ اصطلاحات آثار شیخ اشراق (معجم مصطلحات تراث شيخ الإشراق)، ص 290 و 291، انجمن آثار و مفاخر فرهنگی، طهران، الطبعة الأولى، 1380ش؛ مرآة الاکوان (تحریر شرح الهداية لملا صدرا الشيرازي)، ص 456؛ عبد الرزاق كاشانی، كمال الدين، مجموعة رسائل و مصنفات الكاشاني، بتقديم وتصحيح وتعليق هادى زاده، مجيد، ص 295، میراث مکتوب، طهران، الطبعة الثانية، 1380ش؛ حسن زاده آملی، حسن، اتحاد عاقل به معقول، ص 427، نشر حکمت، طهران، الطبعة دوم، 1366ش.
[3] . الطوسي، الخواجه نصير الدين، آغاز و انجام (البداية والنهاية)، بتحقیق وتقدیم وشرح: آيت الله حسن زاده الآملي، ص 57، انتشارات فرهنگ و ارشاد اسلامی، طهران، الطبعة الرابعة، 1374ش.
[4] . حسن زاده الآملي، حسن، دروس معرفت نفس (دروس في معرفة النفس)، متن، ص 197، نشر الف لام میم، قم، الطبعة الثالثة، 1385ش.
[5] . صليبا، جميل، المعجم الفلسفی، ج 1، ص 546، الشركة العالمية للكتاب، بیروت، 1414ق.
[6] . مرآة الاکوان (تحریر شرح الهداية لملا صدرا الشيرازي)، ص 459.
[7] . راجع مرآة الاکوان (تحریر شرح الهداية لملا صدرا الشيرازي)، ص 459 – 462؛ مجموعة رسائل و مصنفات الكاشاني، ص 295؛ المعجم الفلسفی، ج 1، ص 546.
[8] . نور، 21.
[9] . حسن زاده الآملي، حسن، رسالة نور علی نور در ذکر و ذاکر و مذکور، ص 153، نشر تشیع، قم، الطبعة السادسة، 1371ش.
[10] . المصدر نفسه، ص 152.